شكَّلت أمسيات "قافلة اليمامة الشعرية الثانية" التي نظَّمتها أكاديمية الشعر العربي بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة التابعة لوزارة الثقافة علامة فارقة، إذ قدمت أمسيات شعرية في كل من جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة بمشاركة عدد من شعراء العاصمة الرياض.
وتنوَّعت اهتماماتهم بين قصائد حماسية ووجدانية الفعاليات، إذ انطلقت وسط حضور جماهيري كبير مع كل من الشاعر سلطان الضيط، والشاعر سلطان السبهان والشاعر محمد التركي والشاعرة مزنة المبارك والشاعرة هيفاء الحمدان.
نقلة قوية نوعية
وحول ذلك قالت الشاعرة مزنة المبارك: هذه الأمسيات المباركة في هذه القافلة الشعرية الميمونة التي انطلقت من الرياض إلى الحجاز، لا شك أنها تنعش الشعر وتشبع شغف الجمهور، لأنها حلقة وصل مباشرة مع المتلقي وتفاعل الشاعر أيضًا مع جمهوره بمواضيع متعددة يتناولها كل شاعر.
وأضافت: وهذه القافلة المباركة في عام الشعر تمضي بدعم وتأييد من هيئة الأدب والنشر والترجمة حقيقة أمرٌ يثلج الصدر ويعيد للشعر العربي آماله بكل قوة ورسوخ.
وأكدت: "نحن نعيش نقلة قوية نوعية في دعم وحراك الشعر العربي وأكاديمية الشعر ساهمت في هذا الحراك الميمون للشعر العربي، من خلال هذه المبادرات التي أطلقتها لإقامة الأمسيات الشعرية وبإذن الله تكون انطلاقة عالمية للشعر العربي في شتى بقاع الأرض".
حراك شعري نسوي
حول تجربه قافلة اليمامة قالت الشاعرة هيفاء الحمدان "تجربة رائعة" أكدت على البعد القيمي للشعر ومكانته في هذا الوطن المبارك، فهو مهد الشعر والشعراء ومنطلقه الأول.
وذكرت: أنا أتشرف بالمشاركة وسألقي عددًا من القصائد الوطنية منها (سلام عليك) و (شدو المعالي) (الحلم والحزم) و (سيدة الربى)، وثمة قصائد منوعة في موضوعات مختلفة منها (قطاف الشوق) و (من وحي دريد بن الصمة) و (فتات أمنية) و (جنة العريف).
وعن الحراك الشعري النسوي قالت: أراه حراكًا مبشرًا بكل خير، يقدم صوت الشاعرة السعودية بكل اعتزاز ورقي، فخورة بما حققته من منجز ثقافي، ومساند لها في كل تطلعاتها الإبداعية والثقافية.
وأضافت: كذلك الجهود التي تقدمها هيئة الأدب والنشر والترجمة أسهمت إلى حد كبير في التأسيس لمفهوم أن تكون الثقافة نمط حياة، وأن يكون الأدب نافذة مشرعة لكل المهتمين بالإبداع لذا أجد المشاركة في الأمسيات الشعرية فرصة للإسهام في هذا الحراك الثقافي الواعد.
تكامل المؤسسات الثقافية
من جانبه، أكد الدكتور طلال بن أحمد الثقفي من جامعة الطائف بقافلة اليمامة وذكر أنها من قوافل الإبداع التي تجوب وطننا الغالي، على مدار العام لعرض بضاعة الشعراء السعوديين، والتسويق لهم، وإشهارهم، وضمان وصول منتجهم الشعري السعودي إلى كافة أرجاء الوطن بعد تجاوز عقدة المركز والطرف.
وأضاف: بهذا الفعل تعطي فرصة تنافسية للشعراء السعوديين دون غيرهم، لتقريب منتجهم من المستهلك، ليعرفه ويقيّمه ويتذوقه ويعيشه، ويصبح نمط حياة، ويكشف في نفس الوقت عن التنوع والثراء للمنتج الشعري السعودي تبعًا لاختلاف مصادر تلك القوافل التي وسمت بقافلة الورد (الطائف)، وقافلة النخيل (الأحساء)، وقافلة اليمامة (الرياض)، ومازالت القوافل تتوالى تترًا على ساحات الإبداع السعودي.
ويضيف الثقفي: كما أن هيئة الأدب والنشر بمثابة السوق الذي أعاد للشعر قيمته ورواجه بعدما كاد أن يكسد، وفق خطط تنظيمية وتسويقية واستشرافية تتواكب مع رؤية 2030 تجعل من الثقافة جودة حياة، وتوفر للشعراء أنفسهم منصات ومنابر لنثر إبداعهم وتسويق ذواتهم.
وأوضح الثقفي أن "ما نشاهده من تظافر وتكامل لدور المؤسسات الثقافية الرسمية والقطاع الربحي المتمثل في الشريك الأدبي والقطاع غير الربحي المتمثل في الجمعيات المهنية التطوعية جعل الثقافة روتين حياة نعيشها واقعًا وافتراضًا.
وبين: هذا الحراك مبشر بما هو أجمل وأنضج، في ظل الخطوات المتسارعة التي قطعتها وزارة الثقافة في وقت وجيز وأكاديمية الشعر علامة فارقة في مشهدنا الثقافي السعودي والعربي ومحرك من محركاته، من خلال ما تقدمه من عمل ممنهج ينهض بالشعر العربي ويستشرف مستقبله.
وأكمل: هذا يتضح من خلال الجوائز النوعية التي تتبناها، والدورات الأكاديمية والندوات الثقافية والإبداعية والمؤتمرات العلمية والمنشورات الورقية والإلكترونية وغيرها، التي تستهدف الشعر والشعراء والناشئة، مما جعلها شريكًا ثقافيًا تثق به هيئة الأدب والترجمة والنشر لتنفيذ أجندتها وخططها الثقافية وفق رؤية2030، بعمل أكاديمي مهني، وبعقل احترافي إبداعي، يسهم في جودة الحياة".