في نظرية جديدة لمواجهة التغير المناخي، قال باحثون إن إطلاق غبار القمر في الفضاء يمكنه وقف ظاهرة الاحتباس الحراري.
جرّب الباحثون في جامعة "يوتا" عدة أساليب غريبة لمواجهة التغير المناخي من بينها بناء مزرعة شمسية عائمة ضخمة وتغذية الأبقار بالأعشاب البحرية، لكن الأغرب حتى الآن هو استخدام غبار القمر.
وتوصل علماء إلى أن إطلاق ملايين الأطنان من غبار القمر في الغلاف الجوي يمكن أن يخفف من ظاهرة الاحتباس الحراري، بحسب شبكة "يورونيوز".
وكانت أولى مراحل محاكاة بيئات القمر عند بناء أول منشأة في #كاليفورنيا عام 2009#اليوم pic.twitter.com/Cu3bD6UduN— صحيفة اليوم (@alyaum) February 7, 2023
غبار القمر.. كيف يمكنه مواجهة التغير المناخي؟
وقال سكوت كينيون، المؤلف المشارك بالدراسة، إن إطلاق غبار القمر في الفضاء يمكن أن "يظلل" الأرض.
وأضاف: "سيكون إطلاق غبار القمر عالي المسامية والرقيق أسهل من إطلاق غبار الأرض بسبب كتلته الأخف وزنًا".
وبحسب بن بروملي، أستاذ الفيزياء وعلم الفلك والمؤلف الرئيسي للدراسة، فإن الباحثين استلهموا الفكرة من الحلقات التي تحيط ببعض الكواكب مثل زحل، إذ إنها مصنوعة من الغبار الفلكي، فهي مرئية لنا لأنها تعترض الضوء وتعكسه.
وتقول الدراسة: "بمجرد إنشاء منشآت الإطلاق على القمر، يمكن تحميل كميات كبيرة من الغبار بسرعة وباستمرار".
يشير بروملي إلى أن الاقتراح سيحاكي السيناريو الذي حدث خلال العصر الجليدي الصغير، عندما حكم لويس الرابع عشر فرنسا. ستحتاج إلى الكثير من الغبار، ولكن بشرط أن تتمكن من نقله إلى الفضاء، فإنه سيعمل بشكل أساسي على تقليل الإشعاع الشمسي.
أول مركبة فضائية عربية لاستكشاف سطح القمر.. المستكشف "راشد"#اليوم pic.twitter.com/vXdFpD9W0m— صحيفة اليوم (@alyaum) December 1, 2022
لماذا غبار القمر؟
وأوضح "بروملي": لقد برز الغبار القمري لسببين، أولًا يمكن أن يصبح فعالًا جدًا في تشتيت ضوء الشمس، وثانيًا، اتضح أن ذرات الغبار الأكثر كفاءة والأكثر وفرة على سطح القمر".
وقال بروملي: "إذا تمكنا من تأسيس البنية التحتية إلى سطح القمر، فإن إطلاق الغبار من هناك سيكون أسهل بكثير بسبب جاذبية القمر الأضعف مقارنة بالأرض".
وأضاف: "إذا وصلنا إلى نقطة يكون فيها تعتيم الشمس خطوة ضرورية، فيجب استكشاف الغبار القمري كخيار، على الرغم من التحديات التكنولوجية".
المركبة الفضائية "أوريون" تلتقط أحدث صور لسطح القمر#اليوم pic.twitter.com/avRlTIbJXi— صحيفة اليوم (@alyaum) November 25, 2022
عيوب لوجستية
بحسب تقرير "يورونيوز"، تبدو الخطة وكأنها شيء من رواية خيال علمي، لكن للفكرة بعض العيوب اللوجستية الخطيرة.
لكي يكون للغبار تأثير كبير على ظاهرة الاحتباس الحراري، سيتعين على الغبار حجب من 1 إلى 2% من أشعة الشمس، وسيتطلب هذا إطلاق ما يقرب من عشرة مليارات كيلوغرام من الغبار سنويًا - نحو 700 مرة أكثر من كتلة البشر التي أطلقها البشر في أي وقت مضى.
لحسن الحظ، لا يتعين علينا إطلاق الغبار في الفضاء لمحاربة تغير المناخ، علينا فقط أن نتوقف عن التنقيب عن الوقود الأحفوري وحرقه، كما أن لدينا 380 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون متبقية في ميزانية الكربون العالمية.
هذه هي كمية ثاني أكسيد الكربون التي يمكننا إطلاقها، ولا يزال لدينا فرصة بنسبة 50% لتجنب 1.5 درجة من الاحترار.
وصلت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية إلى 58 مليار طن في عام 2022 وحده.