ارتفعت الوفيات الناتجة عن الزلزال، الذي دمر مساحات شاسعة من المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا إلى أكثر من 23 ألف شخص، حتى مساء الجمعة، مع استمرار البحث عن ناجين على الرغم من تضاؤل الآمال.
ولقي نحو 20213 شخصًا حتفهم في تركيا وحدها، حسبما أفادت وزارة الصحة مساء الجمعة، بينما أصيب أكثر من 80 ألف شخص.
أردوغان يطالب بجهود إغاثية عالمية
طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة أديامان جنوبى البلاد، بجهود إغاثة عالمية لإعادة إعمار المناطق المدمرة.
وأقر، وسط انتقاد من شخصيات معارضة، بحدوث "انتكاسات معينة" في استجابة الحكومة للزلازل المميتة.
كما انتقد رجال الإنقاذ في سوريا بشدة نقص المساعدات في مناطق معينة، في بلد بلغت فيه حصيلة الوفيات 3384 شخصًا.
نحو 5.4 مليون شخص قد أصبحوا بلا مأوى
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 5.4 مليون شخص قد أصبحوا بلا مأوى. وقام الرئيس السوري بشار الأسد وقرينته أسماء، بزيارة مدينة حلب، في أول زيارة له للمنطقة المتضررة جراء الزلزال المدمر هذا الأسبوع.
ونشرت الرئاسة السورية صورا للزوجين، وهما يزوران مصابين في مستشفى حلب الجامعي.
وهناك تراجع في عدد من يتم إنقاذهم على الرغم من استمرار العثور على بعض الناجين، مثل عائلة مكونة من ستة أفراد في جنوب تركيا، جرى انتشالهم من بين الأنقاض بعد مرور 102 ساعة على الزلزال، وفقًا لوكالة الأناضول للأنباء.
141 ألفًا من عمال الإنقاذ الأتراك والأجانب
قال أردوغان إنه فيما يتعلق بجهود الإنقاذ، يعمل على الأرض في المجمل 141 ألفًا من عمال الإنقاذ الأتراك والأجانب، من بينهم أكثر من 7 آلاف قادمين من 61 دولة.
وأرسل قرابة 97 دولة، مساعدات إلى تركيا أيضًا، حسبما ذكرت وزارة الخارجية التركية. في غضون ذلك، جرى إجلاء أكثر من 76 ألف شخص من منطقة الزلزال.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة على تويتر: "إن الولايات المتحدة ستوفر 85 مليون دولار في شكل مساعدات، يجري الاحتياج إليها على نحو عاجل".
وكتب بايدن يقول: إن هذا يشمل "أغذية وملاجئ، وإمدادات لمساعدة الأسر على تحمل البرد، وأدوية للمساعدة في إنقاذ الأرواح".
أكثر من 30 مليون جنيه إسترليني
جمعت مناشدة بريطانية لمساعدة الضحايا في تركيا وسوريا، أكثر من 30 مليون جنيه إسترليني (36 مليون دولار) في أقل من 24 ساعة، حسبما ذكرت وكالة برس أسوسيشن البريطانية للأنباء.
وقالت الحكومة الإيطالية في بيان، إن روما أرسلت معدات وإمدادات لمستشفى ميداني، وإمدادات طبية ومركبات وخيامًا وأسرّة للأطفال لنحو ألف شخص.
ووقع الزلزال الأول في وقت مبكر من صباح الاثنين الماضي بقوة 7ر7 درجة على مقياس ريختر، تلاه عند الظهيرة زلزال آخر بقوة 6ر7 درجة.
1000 هزة ارتدادية
وفقا للسلطات التركية، وقعت 1000 هزة ارتدادية منذ ذلك الحين. وعلى الرغم من درجات الحرارة التي تصل إلى حد التجمد، لا يزال يجري العثور على بعض الناجين يوم الجمعة، في الغالب بعد ساعات من عمليات البحث.
وبثت قناة "تي آر تي" العامة التركية مقاطع مصورة لرجال إنقاذ، يسحبون رجلًا عمره 45 عامًا من تحت الأنقاض في محافظة كهرمان مرعش بجنوب البلاد، بعد 107 ساعات من وقوع الزلزال.
وفي سوريا، يجري حوالي 3 آلاف من متطوعي منظمة الخوذ البيضاء عمليات بحث عن ناجين. وقال رائد الصالح، مدير المنظمة في مؤتمر صحفي إنه على الرغم من أن العثور على أحياء أصبح نادرًا، سيواصل المتطوعون عمليات البحث عن ناجين. وأعلن أن المنظمة تمكنت من إنقاذ 2953 شخصًا.
وأضاف، أن "أنين الضحايا المحاصرين تحت الأنقاض سيظل في آذاننا طالما كنا أحياء". وانتقدت المنظمة بشدة الأمم المتحدة يوم الجمعة، قائلة إنه لم تصل مساعدات إنسانية مناسبة، في المنطقة التي دمرها الزلزال، بشمال غرب البلاد.
نقص في خيام الإيواء ومعدات لإزالة الأنقاض بسوريا
قال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن شحنة من المعونات وصلت يوم الخميس، لكنه قال إنه مازال هناك نقص في خيام الإيواء ومعدات لإزالة الأنقاض.
ووفقا لمصادر وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، عبرت قافلة ثانية الحدود التركية السورية يوم الجمعة.
وقال مصطفى دهنون، وهو ناشط من إدلب كان عند المعبر الحدودي، للوكالة الألمانية، إن الشاحنات كانت تحمل بالأساس بطانيات وسجادًا لتدفئة السكان.
وتساءل قائلا: "نحتاج إلى خيام . إذا كان لدينا بطانيات وسجاد وليس لدينا خيام، فأين سينام الناس؟".
مغادرة الطائرة الإغاثية السادسة ضمن الجسر الجوي السعودي لمساعدة ضحايا الزلزال في #سوريا و #تركيا#اليوم pic.twitter.com/NisdhVMgWw— صحيفة اليوم (@alyaum) February 10, 2023