قالت صحيفة "ذي هيل" الأمريكية، إن إدارة الرئيس جو بايدن تتجه إلى نموذج جديد في مكافحة الإرهاب باستخدام الغارات البرية بدلا من الجوية.
وبحسب مقال لـ"جواد علي"، الأستاذ المساعد في كلية "جيرالد ر. فورد" للسياسة العامة بجامعة ميتشيجان، شن الجيش الأمريكي مؤخرًا عملية كبيرة لمكافحة الإرهاب ضد عضو بارز في تنظيم داعش الإرهابي، يُدعى بلال السوداني في مكان بعيد في شمال غرب الصومال.
تراجع الاهتمام
تابع "جواد علي" يقول، كان استهداف السوداني خارج العراق وسوريا جديرًا بالملاحظة.
وأضاف: قُتل أو جرى القبض على ما يقرب من 700 من أعضاء داعش في عام 2022 وحده في عهد الرئيس بايدن، بما في ذلك الزعيم السابق أبو إبراهيم القريشي في فبراير 2022، وأسفرت ضغوط مماثلة لمكافحة الإرهاب عن الضربة الناجحة في أغسطس الماضي ضد زعيم القاعدة السابق أيمن الظواهري في كابول بأفغانستان.
وأشار إلى أنه على الرغم من هذه العمليات وغيرها من العمليات الأمريكية، يبدو أن مكافحة الإرهاب تتراجع في الاهتمام الوطني.
الجيش الأمريكي
أردف "جواد علي": كان هناك بالفعل خفض كبير في الجيش الأمريكي لمكافحة الإرهاب، في أعقاب انتهاء المهمة القتالية الأمريكية في أفغانستان في أغسطس 2021، مع وجود عدد قليل الآن من القوات في مواقع مثل سوريا والعراق والصومال.
ولفت إلى أن ذلك يرجع في جزء منه إلى تحول الجيش الأمريكي إلى المنافسة بين القوى العظمى والأولويات الوطنية الأخرى.
وأوضح أن مكافحة الإرهاب ستشهد مزيدًا من الضغوط، لتصبح أكثر رشاقة ومرونة، وأقل اعتمادًا على سخاء الميزانية الذي كان بارزًا في حقبة ما بعد 11 سبتمبر.
المكافحة الرشيقة
أضاف "جواد علي": ستشمل مكافحة الإرهاب في المستقبل فرقًا عسكرية أمريكية صغيرة مدعومة بقدرات استخباراتية ومراقبة وغارات جوية، وإقامة شراكات مع وحدات محلية، مثل (داناب) في الصومال، أو خدمة مكافحة الإرهاب في العراق، التي من المرجح أن تنفذ الغالبية العظمى من عمليات مكافحة الإرهاب.
ومضى يقول، على عكس التركيزات الكبيرة للقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان في السابق، يبدو أن نهج بايدن لمكافحة الإرهاب قد أخذ نموذج "المكافحة الرشيقة للإرهاب".
تقليل الخسائر
أشار "جواد علي" إلى أن من بين السمات المهمة للعمليات الأخيرة، سواء في العراق وسوريا أو الصومال الآن، استخدام الغارات البرية بدلاً من الضربات الجوية.
وتابع: على الأرجح، جرت الموافقة على هذا النهج لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، والتقاط الأهداف إن أمكن، وجمع معلومات استخبارية ومعلومات قيمة، يمكن أن تساعد في تعميق فهم الشبكات المالية واللوجستية الجهادية ومخططات الهجوم المحتملة قيد التطوير.
وأضاف: سيكون تركيز البنتاغون الجديد على الضحايا المدنيين عاملًا رئيسيًا آخر، يشكل المسار المستقبلي لمكافحة الإرهاب الأمريكية.
استراتيجية فقيرة
نبه "جواد علي" إلى أن الشيء الوحيد الغائب عن مناقشة السياسة، هو افتقار إدارة بايدن إلى استراتيجية لمكافحة الإرهاب، موضحًا أن استراتيجية الأمن القومي لعام 2022 تتضمن القليل من التفاصيل التي تحدد نهج الإدارة.
وأردف: منذ ذلك الوقت، تغير مشهد الأمن القومي، كما يتضح من الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وتصاعد التوترات مع الصين، ووباء كورونا وتحديات أخرى.
واختتم بقوله، يجب أن تصف الاستراتيجية الجديدة لمكافحة الإرهاب الطرق التي ستصمم بها الولايات المتحدة، وتنفذ إطار عمل دائم ضد التهديدات الإرهابية الدولية مثل داعش والقاعدة في عام 2023 وما بعده.