أشادت كاتبة الأطفال المصرية مي عبد الهادي بالأنشطة التي كان يقيمها الجناح السعودي في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيرة إلى أن الجناح كان يتصدر دائمًا كل أجنحة الدول المشاركة، وينفرد بأنشطة تفاعلية مبتكرة لا يمكن أن يقيمها أي جناح غيره.
وقالت إن الجناح كان يهتم بعمل أنشطة مختلفة للأطفال، فكانت هناك بانوراما تشرح الرحلة النبوية، كما أتاح الفرصة للأطفال المصريين والعرب للمشاركة في تطريز كسوة الكعبة، وذلك بعد الاستماع إلى قصص تلخص حياة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.
ولفتت إلى أنها شاركت منذ عدة سنوات في أنشطة الجناح السعودي بإحدى دورات معرض القاهرة للكتاب، من خلال مؤسسة "السلام عليك أيها النبي"، فكانت تحكي للأطفال من زائري الجناح قصصًا من السيرة النبوية المشرفة.
وأضافت أن الجناح أتاح لها كل الإمكانيات التي وفرت عناصر النجاح للتجربة، لدرجة أنه خصص حافلة خاصة لنقل الأطفال يوميًا إلى المعرض لسماع الحكايات.
الأطفال أرواح نقية
وقال الكاتبة المصرية: ليس هناك أمتع ولا أصعب في الوقت ذاته من الكتابة إلى الطفل، فتلك الأرواح النقية اختراقها صعب ومداعبة خيالها ممتع، ومنذ اتجاهي إلى الكتابة للأطفال أصدرت عدة كتب، هي "كان يا ما كان" و"أرد أقول له إيه؟" و"حواديت ماما مي" الذي صدر أخيرًا ويحتوي على عدد أكبر من الحكايات، وأخيرًا موسوعة علمية للأطفال تحمل اسم "سلسلة الخال ملهم".
وتابعت: بالإضافة إلى كتاب عن عسر القراءة بعنوان "في بيتنا ديسليكيا"، وهو كتاب يتناول تجربة ذاتية عن صعوبات القراءة، وهي إحدى صعوبات التعلم التي يعانيها عدد كبير من الأطفال في صمت، وتؤثر على مستواهم الأكاديمي والنفسي بشكل كبير، وقد تجعلهم عرضة للتنمر على الرغم من أن الاكتشاف المبكر والتعامل بشكل صحيح مع المشكلة قد يساعد بشكل كبير على حلها.
وأضافت: أتناول في الكتاب تجربة ابني مع صعوبات التعلم، وكيف استطاع أن يتغلب بشكل كبير على هذه الصعوبة، ويهدف الكتاب إلى رفع الوعي بالمشكلة التي يجب أن يتعاون على التعامل معها طرفي المعادلة المدرسة والمنزل.
واستطردت: تنتشر صعوبات التعلم، على وجه العموم، بين تلاميذ المدارس بنسبة نحو 10%، وهي نسبة ليست قليلة يجب التعامل معها بوعي كبير.
مخاطبة 10 آلاف أم حول العالم
وقالت مي عبد الهادي: ما دفعني إلى الكتابة للأطفال هو حكاياتي اليومية لأولادي قبل النوم، إذ ووجدت لها أثرًا طيبًا لديهم، ثم أنشأت مجموعة على تطبيق "واتساب" تحولت إلى عشرات المجموعات أطرح عليها قصة يومية لتخاطب أكثر من 10 آلاف أم حول العالم.
وأضافت: نظرًا إلى ردود الأفعال الإيجابية حوّلت القصص المسموعة إلى كتب لتصل إلى أكبر عدد من الأطفال، وكان الهدف أن تقرأ كل أم "حدوتة" لأطفالها، إذ أثبتت الأبحاث أن الدقائق التي تسبق النوم مهمة للغاية ويتذكرها العقل ويخزنها بشكل جيد.
وتابعت: الهدف من الحواديت هو زرع قيم حميدة نحن في أحوج الأحوال إليها، و تعديل سلوك طفل، ودعم نفسي لكل طفل تعرض لأي أزمة، كما تساعد الحواديت على تعزيز الشخصية وبنائها بشكل سوي، كما أنها تثري الخيال بشكل كبير، وإذا اعتاد الطفل سماع الحواديت، فسيكتسب الكثير من المفردات التي تجعله يستطيع التعبير عن نفسه وعن مشاعره بشكل جيد.
وتستعد الكاتبة لتقديم برنامج تليفزيوني خلال رمضان هذا العام عن قصص القرآن.