تجاوزت حصيلة القتلى اليوم الأحد، بسبب زلزالين مدمرين ضربا تركيا وسوريا، نحو 28 ألفًا، فيما تلاشت الآمال في العثور على مزيد من الناجين بين الأنقاض.
وقفزت حصيلة القتلى في تركيا إلى 24 ألفًا و617، طبقًا لما ذكرته وكالة "الأناضول" الرسمية التركية للأنباء، صباح اليوم الأحد، نقلًا عن نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي.
ومن جهة أخرى، ذكرت إدارة "الكوارث والطوارئ" التركية "آفاد"، أن 80 ألفًا و278 آخرين أصيبوا.
وفي سوريا المجاورة، لقي 3.574 شخص على الأقل حتفهم، وأصيب 5.276.
2000 هزة ارتدادية
وقع الزلزال الأول في وقت مبكر صباح الإثنين الماضي، وبلغت شدته 7.7 درجة على مقياس ريختر، وأعقبه في منتصف النهار زلزال آخر بلغت شدته 6. 7 درجة.
وفي الفترة ما بين الإثنين الماضي وأمس السبت، شهدت المنطقة أكثر من ألفي هزة ارتدادية، طبقًا لآفاد.
وقال وزير التخطيط العمراني، مراد كوروم، إن ما يقرب من 172 ألف مبنى في 10 مقاطعات فحصوا في أعقاب الزلزال، وتبين وجود نحو 25.000 مبنى متضرر بشدة، أو في حاجة ماسة للهدم.
وحذر خبير وعامل إغاثة ألماني من أن هناك الآن خطرًا متزايدًا للإصابة بالأمراض بسبب تلوث مياه الشرب.
وقال توماس جاينر، الطبيب ذو الخبرة في الزلازل والعضو في فريق الإنقاذ التابع لمنظمة نافيس للإغاثة الألمانية: "في المناطق التي لا يحصل فيها الناس على مياه الشرب النظيفة، هناك خطر حدوث الأوبئة في مرحلة ما".
وحذّر جاينر من أن الجثث العديدة المحاصرة تحت الأنقاض يمكن أن تلوث إمدادات المياه، وفي عديد من الأماكن، لا يستطيع الناس الوصول إلى دورات المياه من أي نوع، ما يعني أن الجراثيم يمكن أن تتسلل إلى المياه الجوفية.
ومن ناحية أخرى، تتواصل حالات العثور على ناجين تحت الأنقاض.
إنقاذ رضيع تحت الأنقاض
ذكرت محطة "تي آر تي" الحكومية التركية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، أن رضيعًا يبلغ من العمر 7 أشهر، أُنقذ من تحت الأنقاض في مقاطعة هاتاي، جنوب شرق تركيا.
وتمكّن أعضاء فريق الإنقاذ من نجدة الرضيع وهو على قيد الحياة عندما سمعوا صوت بكائه، تحت أنقاض مبنى منهار في مقاطعة هاتاي التركية، بعد 140 ساعة من وقوع الزلزال.
وذكرت المحطة أن رجلًا يبلغ من العمر 35 عامًا، في المقاطعة نفسها، أنقذ بعد أن علق تحت الأنقاض لمدة 149 ساعة.
تعليق الدراسة الحضورية
أشارت وكالة أنباء الأناضول إلى أن امرأة حاملًا وشقيقها انتُشلا من أنقاض مبنى منهار بعد 140 ساعة.
وفي مدينة كهرمان مرعش التركية، أُنقذ رجل يبلغ من العمر 26 عامًا، من تحت أنقاض مبنى يتكون من أحد عشر طابقًا، وفقد الكثير من الأشخاص منازلهم، ولجأ أكثر من 5. 1 مليون شخص إلى الخيام أو الفنادق أو ملاجئ الطوارئ العامة، بحسب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ومدّدت العطلات المدرسية وحولت الجامعات إلى التعلم عن بُعد لهذا الفصل الدراسي، لإفساح المجال أمام الضحايا المشردين للانتقال إلى مهاجع الطلاب.
وانتقد زعيم المعارضة التركية، كمال كيليجدار أوغلو، هذا الإجراء، أمس السبت. وأضاف على "تويتر" أن الشباب عانوا بما فيه الكفاية خلال جائحة كوفيد-19.