انطلق اليوم الأحد، مؤتمر «القدس صمود وتنمية» في مقر جامعة الدول العربية، بمشاركة الرئيس الفلسطيني، وسط تمثيل عربي وإقليمي ودولي رفيع.
ويهدف مؤتمر القدس، إلى دعم وتعزيز صمود المقدسيين باعتبارهم خط الدفاع الأول عن المدينة، ويخوضون معركة يومية بصمودهم، وتمسكهم بهويتهم ورباطهم، نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية.
كما يعرض المؤتمر قضية القدس على الرأي العام العالمي، خاصة ما يجري من انتهاكات وجرائم إسرائيلية ممنهجة، بهدف إفراغ المدينة من أهلها الفلسطينيين، إضافة لمحاولات تهويد المسجد الأقصى.
أبو مازن: مؤامرة دولية
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن المعركة المحتدمة في القدس وكل أراضي فلسطين ليست جديدة، وإنما تعود أي إلى عقود عدة تسبق حتى "وعد بلفور" عبر مؤامرة دولية لبناء وطن لليهود.
وأضاف خلال كلمته: المؤتمر يمثل فرصة لتقديم رواية مفصلة حول المسجد الأقصى المبارك، للعالم، موضحًا أن العرب هم أصحاب الحق فيه، وفي "حائط البراق"، إذ هوية المكان مرجعيتها في القرآن الكريم، وكذلك الشرعية الدولية، منذ ما قبل الأمم المتحدة.
وأشار إلى شهادة اليهود أنفسهم أمام مجلس عصبة الأمم بأن "حائط البراق" ينتمي للهوية الإسلامية، لتصدر المنظمة قرارها في هذا الشأن منصفا للفلسطينيين، وللمسلمين، إذ اعتبر أن الحائط جزء من الوقف الإسلامي، وهو ما أقرته الأمم المتحدة فيما بعد.
السيسي: تسوية شاملة وعادلة
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال إن بلاده بادرت منذ أكثر من 4 عقود بمد يد السلام إلى إسرائيل، سلام قائم على العدل وعلى أساس العمل على التوصل لتسوية شاملة وعادلة، تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967.
وأضاف: «وأؤكد هنا أن عاصمة الدولة التي يرتضيها، ويتطلع إليها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، ستظل هي القدس الشرقية».
السيسي، تابع كلمته: «إنه لمن المؤسف أن يأتي اجتماعنا اليوم على خلفية ظروف طارئة ومتأزمة تواجه القضية الفلسطينية، وظروف تهدد الأمن الإقليمي ومفهوم التعايش بين شعوب المنطقة، المفهوم الذي سعينا لتكريسه على مدى السنوات الماضية».
وزاد: "تستمر الإجراءات أحادية الجانب المخالفة للشرعية الدولية، من استيطان، وهدم للمنازل، وتهجير، ومصادرة للأراضي، وعمليات تهويد ممنهجة للقدس، واقتحامات غير شرعية للمسجد الأقصى، فضلا عن الاقتحامات المستمرة للمدن الفلسطينية، على نحو يزيد الاحتقان على الأرض، ويهدد بانفلات الأوضاع الأمنية، وكل ما تقدم يعوق حل الدولتين، ووضع الطرفين، والشرق الأوسط بأكمله أمام خيارات صعبة وخطيرة".
دعوة للمجتمع الدولي
أكمل الرئيس المصري: «لذلك، فإنني أغتنم هذه المناسبة لتجديد دعوتي للمجتمع الدولي، وشركاء السلام، لضرورة العمل معًا، على إنفاذ حل الدولتين وتهيئة الظروف الملائمة، لاستئناف عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، باعتباره حجر الزاوية لتطلعات شعوب المنطقة، لتحقيق الأمن الإقليمي، والاستقرار والتعايش السلمي، كما أدعو الأطراف الدولية لعدم الاستسلام للجمود السياسي الذي يتراكم مع الزمن، ويزيد من تعقيد التسوية في المستقبل».
أبو الغيط: تعزيز صمود المقدسيين
قال أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، إن الجامعة تهدف لتعزيز صمود المقدسيين على أرضهم؛ لأنهم أصحاب تلك الأرض.
وأضاف في كلمته، أن المقدسيين يجري إخراجهم على مرأى من العالم كله، كما أن تاريخهم يراد محوه.
وتوجه برسالة إلى المجتمع الدولي: «نخاطب العالم كله ونسمعه صوتنا، القدس مدينة تحت الاحتلال بواقع القانون الدولي، لا مجال للجدل في هذا، ولا يمكن تغيير وضعها القانوني بإجراءات أحادية، تحقق مكاسب يسعى لها أعضاء حكومة يمينية متطرفة».
واستطرد: «نريد من العالم رؤية الواقع على حقيقته المخجلة والمفزعة، ويدرك خطورة ما يسعى الاحتلال لتكريسه في القدس الشرقية والبلدة القديمة والأقصى المبارك، فالتطرف لا يولد إلا تطرفًا مضادًا».
وخاطب العالم بمحاور المؤتمر الثلاثة، حتى يسمع صوت الفلسطينيين الخاضعين للاحتلال والعرب الذين يدعمون صمودهم النبيل، مؤكدًا أن «تعزيز الصمود واجب ومسؤولية على كل العرب ومحبي السلام وداعمي التسامح وانفتاح العالم على اتساعه».