تتبوأ المملكة العربية السعودية مكانة رائدة كمركز إقليمي للتقنية والابتكار في المنطقة، وتؤكد ذلك الإحصائيات المرتبطة والمراتب المتقدمة في مؤشر التنافسية الرقمية ضمن دول مجموعة العشرين، كما تصنف المملكة كأكثر الدول المتقدمة في التنظيم الرقمي على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، وتحتل مراكز متقدمة على دول العشرين في التميز التنظيمي الرقمي، وهو ما يعكس حجم دعم الدولة لمجالات البحوث والتقنية والابتكار بما يلتقي مع طموح القيادة ومستهدفات رؤية 2030.
المملكة العربية السعودية أعلنت إرسال أول رائدة فضاء سعودية ورائد فضاء سعودي إلى محطة الفضاء الدولية خلال الربع الثاني من العام 2023م، حيث ستلتحق رائدة الفضاء ورائد الفضاء السعوديان (ريانة برناوي وعلي القرني) بطاقم مهمة AX-2 الفضائية؛ بهدف بناء القدرات الوطنية في مجال الرحلات المأهولة لأجل البشرية، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالميا.. هذه الخطوة تأتي إسهاما في تعزيز الأبحاث العلمية التي تصب في صالح خدمة البشرية بعدد من المجالات ذات الأولوية مثل الصحة والاستدامة وتقنية الفضاء.
المملكة وفي ظل الدعم اللا محدود من لدن القيادة الحكيمة «يحفظها الله»، تسعى من خلال برنامج رواد الفضاء إلى تفعيل الابتكارات العلمية على مستوى علوم الفضاء، وتعزيز قدرتها على إجراء أبحاثها الخاصة بشكل مستقل بما ينعكس إيجابا على مستقبل الصناعة والوطن، وزيادة اهتمام الخريجين في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، وتنمية رأس المال البشري، من خلال جذب المواهب وتطوير المهارات اللازمة، كما أن المملكة تعول على برنامج رواد الفضاء في تعزيز مكانتها في السباق العالمي نحو الفضاء واستكشافه، ورفع مكانتها في خارطة الدول التي تتسابق إلى الفضاء وتستثمر في علومه المختصة.
رحلات الفضاء المأهولة تعد مقياسا لتفوق الدول وتنافسيتها عالميا في العديد من المجالات مثل التقدم التقني والهندسي والبحث العلمي والابتكار، وتعد هذه الرحلة تاريخية كونها ستجعل المملكة من الدول القليلة في العالم التي تجمع رائدي فضاء من الجنسية نفسها على متن محطة الفضاء الدولية في التوقيت ذاته، كما تأتي الرحلة ضمن حزمة متكاملة بهدف تأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء، والإسهام في تحقيق أهداف رؤية المملكة.