كشف تقرير حديث عن أن مواطني الدول الناشئة معرضون بشكل خاص للإصابة بمرض السكري، إذ ارتفع عدد المصابين في آسيا وإفريقيا، مع ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون السمنة بسبب القيود المرتبطة بـ كوفيد 19 على الأنشطة الخارجية وتغير عاداتهم الغذائية وسط النمو الاقتصادي.
وتخطط العديد من تلك الدول لفرض «ضريبة السكر»، منها تايلاند التي ستتخذ هذا الإجراء اعتبارًا من أبريل المقبل، كما تدرس جنوب إفريقيا أيضًا نفس الإجراء.
مضاعفات خطيرة كأمراض القلب والسكتات الدماغية
وفي باكستان، زاد عدد مرضى السكري بمقدار 5.2 مرة في عام 2021 عما كان عليه قبل عشر سنوات، ومن من بين السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 79 عامًا، أصيب 30٪ بمرض السكري.
وذكر اختصاصي بالغدد الصماء لـ«نيكي آسيا»، أنه في وقت سابق وقت سابق في باكستان، كان السكري سيؤثر على الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 40 عامًا، ولكن بالتدريج أصبح يؤثر على الذين تبلغ أعمارهم 30 عاما، ثم 20 عاما، واستطرد: والآن فهناك مراهقين مصابين بالنوع الثاني من مرض السكري.
وواصل الاختصاصي حديثه قائلا: إذا تُرك مرض السكري دون علاج، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية والعمى.
ويحدث مرض السكري من النوع الأول عندما تفشل الخلايا المنتجة للأنسولين في العمل، بينما ينتج مرض السكري من النوع الثاني عندما لا يستطيع الجسم الحفاظ على نسبة السكر في الدم عند المستويات الطبيعية بسبب السمنة أو قلة النشاط البدني، و يمثل هذا النوع 90٪ من مرضى السكري في العالم.
السكري تاسع سبب للوفاة على مستوى العالم
ويعد السكري، تاسع سبب للوفاة على مستوى العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وإذا ظل مستوى السكر في مجرى الدم مرتفعًا، فقد يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات مثل مرض القلب الإقفاري، وهو السبب الرئيسي للوفاة.
كما يعد علاج مرض السكري مكلف لأنه يتطلب أدوية منتظمة، كما أن بعض المرضى يجدون صعوبة في إجراء تغييرات نمط الحياة اللازمة للعلاج.
50 % ارتفاعا في الإصابة بالسكري في 2045
ويؤكد التقرير، أن مواطني الدول الناشئة معرضون بشكل خاص للإصابة بمرض السكري، موضحا أن العدد الإجمالي لمرضى السكري في آسيا وأفريقيا سيصل إلى 560 مليونًا بحلول عام 2045، بزيادة قدرها 50٪ عن عام 2021، وفقًا للاتحاد الدولي للسكري.
كما من المتوقع أن يرتفع الرقم بنسبة 70٪ إلى 220 مليون في جنوب آسيا، بينما من المتوقع أن تشهد إفريقيا جنوب الصحراء قفزة بمقدار 2.3 ضعفًا لتصل إلى 55 مليونًا. في المقابل، من المتوقع أن تكون الزيادات في أوروبا وأمريكا الشمالية طفيفة عند 1.1 إلى 1.2 مرة.
يتزايد عدد المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2 في البلدان الناشئة حيث تتحسن وجباتهم الغذائية مع التنمية الاقتصادية.
الأطعمة الأساسية التقليدية في آسيا وأفريقيا منخفضة في السعرات الحرارية والدهون، ولكن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من كلا الفئتين أصبحت متاحة مع عولمة النظم الغذائية الغربية، ومع ازدياد عدد مطاعم الوجبات السريعة في المناطق الحضرية، أصبح لدى الناس المزيد من الفرص لتناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والدهون، مما يؤدي إلى زيادة السمنة ومرض السكري.
إلى جانب ممارسة الرياضة، فإن التحكم في النظام الغذائي هو المفتاح للوقاية من مرض السكري أو البقاء بصحة جيدة بعد ظهور المرض. اعتمدت بعض البلدان الناشئة تدابير للحد من الإفراط في شرب المشروبات المحلاة.