يأتي الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة، تحت شعار اليونيسكو "الإذاعة والسلام"، تأكيداً للدور المهم الذي لعبته هذه الوسيلة على مدى سنوات، في تثقيف الشعوب ونقل الأحداث إلى كل المناطق النائية والبعيدة.
"اليوم" رصدت آراء المذيعين للاحتفاء بيومها العالمي، والتقت بمجموعة من المذيعين للحديث حول ذلك.
رؤية مستقبلية للإذاعة
ذكر مدير الإذاعات الدولية السعودية بالإنابة عبد الله مسلم الزنبقي، أن الإذاعات الدولية السعودية تحتفل إلى جانب كافة القنوات الإذاعية السعودية اليوم في 13 فبراير 2023، لإبراز دور الإذاعة في دعم السلام ومنع الحروب، تزامنا مع ذكري إطلاق إذاعة الأمم المتحدة عام 1946، استجابة لقرار اليونسكو، واعتماد ذلك اليوم عام 2012 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واستكمل الزنبقي: "تركز الإذاعات الدولية السعودية بقنواتها العشر، على تقديم محتوي إعلامي، يتسم بالتنوع وإرساء مفاهيم السلام، وبناء السلام والدفع إلى الحيلولة دون إذكاء نار التوتر، ونشوب النزاعات عبر مجموعة من برامجها".
عام 2021 إقرار تحويل التلفزيون السعودي والإذاعة إلى هيئة عامة تسمى "هيئة الإذاعة والتلفزيون"#اليوم_العالمي_للتلفزيون pic.twitter.com/Qh56RKTnwK— صحيفة اليوم (@alyaum) November 21, 2022
وأوضح: "قد بدأت الإذاعات الدولية السعودية الموجهة بثها في العام 1369هـ من مكة المكرمة، بلغتين هما الأردو والإندونيسي، وتطورت في بث برامجها بعشر لغات إلى أكثر من 62 دولة حول العالم. ولمواكبة الإعلام الجديد، تقدمت الإذاعات الدولية خطوة أخرى إلى الأمام كمنظومة إعلامية بتنفيذ خطة التطوير بـ15 لغة: الأوردية، الفارسية، الفرنسية، السواحلية، التركستانية، التركية، البنغالية، البشتو، الإندونيسية، الصومالية، بالإضافة إلى اللغات التي أضيفت حديثًا وهي: الروسية، الإسبانية، اليابانية، العبرية، الصينية".
الوسيلة الأكثر قربًا
أكد مساعد نائب الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون لشؤون الإذاعة فيصل إبراهيم العيافي، أن الإذاعة ومنذ تجربة أول بث إذاعي العام 1921 في بريطانيا، وهي الوسيلة الأكثر قربًا من الناس، شاركت مستمعيها أفراحهم وأتراحهم، وخير شاهد أن مستمعيها يلقبون أنفسهم بأصدقاء الإذاعة.
وأضاف: "ورغم مراحلها العديدة ودخول وسائل أخرى تنافسها، إلا أنها بقيت وستظل الوسيلة الأسهل والأقرب، وما زالت المنصة التي يستخدمها الزعماء لخطاباتهم المهمة، في بلادنا المباركة، جاء حرص ولاة الأمر على إيصال خدماتها بمرسوم ملكي، أصدره -المغفور له بإذن الله- الملك عبد العزيز".
ودشن الإذاعة الملك فيصل بن عبد العزيز "رحمه الله" -عندما كان نائب الملك في الحجاز- بصوته، واختار يوم عرفة لانطلاقتها، عرفانًا بدورها وأهميتها، واستمر دورها واهتمام القيادة بها تطويرًا وتحديثًا، تخدم مستمعيها داخل المملكة وخارجها، تعليمًا وتثقيفًا وترفيهًا، وتوفر خدماتها الإخبارية، تدعم السلام وتؤكد عليه من خلال إيصال مواقف القيادة السعودية الداعية، والداعمة للسلام في كل مكان.
ذراعًا أساسيًا للإعلام
أكد مدير عام إذاعة UFM تركي عبد الله السالم، أن الإذاعات كانت وما زالت مصدرًا رئيسيًا وذراعًا أساسيًا في مجال الإعلام، واستمرارًا لدورها الكبير في الماضي، ووصولًا إلى عهدنا الحالي.
وقال السالم: "أرى أن سر أهميتها ودورها الرئيس كمصدر من مصادر الإعلام، هو قدرتها على مواكبة التجدد المستمر الذي وصل إليه الإعلام، إذ إن مواكبة الإذاعة للتطور الرقمي بكافة مجالاته، ودمج الإعلام الرقمي بالإعلام السابق -المعروف بالتقليدي- هو سبب جوهري أراه أسهم بشكل كبير في ثبات الإذاعة في الأثر والتأثير".
وأضاف" إن جاز لي التعبير فيمكنني القول بأن الإذاعة هي أُم الإعلام، كيف لا وهي اليوم ترافقنا في السيارة والمنزل والعمل، وإن كانت بعض مصادر الإعلام القديم بدأت في التراجع، أو قلّ وهجها مع التطور التقني الكبير، إلا أنّني أقولها جازمًا بأن الإذاعة ستظل وفيةً لمحبيها، وستكون قادرة دومًا على التطور المستمر".
أكثر موثوقية ورزانة
أشار رئيس قسم مذيعي أخبار السعودية وقناة الإخبارية يوسف بن سليمان العوفي، إلى أنه ما زال للإذاعة جمهورها، وأمة شغوفة بها وبمادتها المسموعة، لا سيما أولئك الذين تستلزم ظروفهم البقاء على رحيب مركباتهم جل يومهم، فضلًا عن أولئك الذين تستهويهم المنصات الإعلامية المنضبطة، والمؤطرة بجملة القيم وأخلاقيات المهنة وأدب العرض، بالإضافة لكونها أكثر مصداقية ومسؤولية من منصات الفوضى والأفراد المتبعثرين في شتات موادهم وغثاء معروضاتهم، فالإذاعة خاصة الرسمية منها لا تزال أكثر موثوقية ورزانة وسمتًا عند المستمع، وتمثل له المصدر الأصدق في المعلومة والخبر.
تعزيز للسلام وإرساء قواعده
أوضح كبير المذيعين في إذاعة ألف ألف FM عادل بن أحمد بارباع، أن الإذاعة كانت وستبقى هي صوت الناس في كل مكان وزمان، وهي نبض حياتهم اليومية، وتشارك المستمعين لحظاتهم السعيدة والمؤلمة، ويظل سر استمراريتها وتفاعل الناس معها عبر الاستماع والمشاركة، هو في تأثيرها المباشر وغير المباشر عليهم، فبرامج الإذاعة لها دور لا اختلاف عليه في تعزيز السلام والاطمئنان، وتأكيد العلاقات الإيجابية سواء لدى الأفراد أو المجتمعات، وهكذا تتسع دائرة التأثير الإذاعي في إحلال السلام عبر الاحترام المتبادل، وتقريب وجهات النظر، حتى وإن اختلفت بعض قناعات المستمعين.