كانت تركيا أول مهمة إنقاذ كبيرة يشارك فيها المتطوع المجري فيكتور هولتشر، الذي يعمل خبيرًا في تكنولوجيا المعلومات، ولن ينسى أبدًا اللحظة التي قبض فيها على يد "آسيا"، الفتاة البالغة من العمر 17 عامًا، التي انتشلوها من تحت الأنقاض بعد مرور 4 أيام تقريبًا على زلزال الأسبوع الماضي.
وقال هولتشر، البالغ من العمر 26 عامًا، وهو عضو بالفريق التابع لمؤسسة كاريتاس المجر، وخدمة الإنقاذ في بودابست، إن مهمة الوصول إلى الفتاة تحت أنقاض مبنى سكني في بلدة كهرمان مرعش التركية، بدت شبه مستحيلة.
وأبلغ سكان محليون رجال الإنقاذ بوجود شخص محاصر تحت الأنقاض، وتوجهوا على الفور إلى الداخل وسمعوا بالفعل صوتًا يصرخ طلبًا للنجدة، واستغرق الأمر نحو 8 ساعات لانتشال الفتاة ورفعها على محفة، بعد أن حفر المنقذون قناة ضيقة تحت الأنقاض.
بعد 198 ساعة تحت الأنقاض.. فرق الإنقاذ تخرج ناجيين في #تركيا https://t.co/4yEr1yPxdw #زلزال_سوريا_وتركيا#اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) February 14, 2023
وسط هتافات التشجيع
قال هولتشر في مقابلة مع "رويترز" بمطار بودابست الدولي، لدى عودة الفريق إلى المجر: "كانت ضربات قلوبنا تتسارع مع كل خطوة كلما شعرنا أننا اقتربنا من الوصول إليها".
وأضاف: "وأخيرًا رأينا يدها.. احتجنا إلى 15 دقيقة أخرى للاقتراب على مسافة ذراع واحدة منها، ثم مددت يدي وتمكنت من القبض على يدها".
وأبلغ هولتشر فريق الإنقاذ على الفور بما حدث وسمع هتافات تشجيع عالية.
100 دولة عرضت المساعدة.. 9247 أجنبيًا يشاركون في جهود الإنقاذ بـ #تركيا
https://t.co/mMIFmNPNRS #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) February 14, 2023
أيام في الظلام الدامس
قام أعضاء الفريق بتوسيع الحفرة تدريجيًا حتى يمكنهم إخراج الفتاة منها، بعدما أمضت ما يقرب من 4 أيام في ظلام دامس تحت الأنقاض، دون ماء أو طعام.
وأسفر زلزال السادس من فبراير، الذي بلغت قوته 7.8 درجة، وتوابعه، عن مقتل أكثر من 37 ألف شخص في تركيا وسوريا.
ووفقًا لما ذكره فريق الإنقاذ، قالت آسيا إنها كانت تشاهد التلفاز مع أسرتها عندما وقع الزلزال، وأشارت إلى أنه كان يومًا باردًا، لذا فقد دثرت نفسها ببطانية وجلست على الأريكة، ما ساعد في حمايتها من البرد تحت الأنقاض.