DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فرار إلى "المجهول".. هكذا تحدث الناجون من الزلزال على أنقاض منازلهم

فرار إلى "المجهول".. هكذا تحدث الناجون من الزلزال على أنقاض منازلهم
فرار إلى
انتظار نتائج جهود البحث عن المفقودين في أعقاب الزلزال المميت - رويترز
فرار إلى
انتظار نتائج جهود البحث عن المفقودين في أعقاب الزلزال المميت - رويترز

وضع رضا أتاهان من إقليم هاتاي بجنوب تركيا زوجته وابنته على متن حافلة تقلهما إلى مكان آمن على بعد 300 كيلومتر، ثم عاد إلى منزله المتضرر من الزلزال حتى يتمكن من حراسة متعلقات أسرته.

وبينما كانت أسرته في طريقها إلى سكن جامعي تستخدمه الحكومة في حالات الطوارئ، قال أتاهان "لا أعلق آمالا عريضة على هذه الحياة ولكن حياة أطفالنا مهمة".

ويأمل أتاهان أن تبعد هذه الخطوة أسرته عن الفوضى والمصاعب التي سيتعرض لها إقليم هاتاي في الأشهر المقبلة.

وسوف تنضم الزوجة والابنة إلى أكثر من 158 ألف شخص تركوا مساحات شاسعة في جنوب تركيا التي دمرها الزلزال، حسبما أفادت بيانات حكومية.

ضعف آمال العثور على ناجين

ترك كثيرون منهم منازلهم وهم في حالة ذعر فور وقوع الزلزال، مما تسبب في حدوث فوضى مرورية في أثناء بحثهم عن طرق يمكنهم عبورها.

وأودى أدمى زلزال شهدته تركيا في التاريخ الحديث بحياة أكثر من 37 ألف شخص في تركيا وسوريا.

وعمل رجال الإنقاذ طوال الليل لإنقاذ الأشخاص الذين تشبثوا بالحياة تحت الأنقاض بعد 8 أيام من الزلزال، لكن الآمال في العثور على المزيد من الناجين تضاءلت اليوم الثلاثاء.

ويغادر المئات من السكان إقليم هاتاي يوميا، وسط شكوك في إمكانية عودتهم إليه مرة أخرى أو موعد ذلك. ويتجمع هؤلاء السكان في قطعة أرض على جانب الطريق الرئيسي المؤدي إلى أنطاكية.

ويدوّن مسؤولو الأمن أسماءهم ويسألونهم عن وجهتهم، ثم يخصصون لهم حافلات تقلهم إلى جميع محافظات تركيا، من إسطنبول على بعد 12 ساعة بالسيارة في شمال غرب البلاد إلى هكاري التي تقع على بعد 12 ساعة بالسيارة أيضا شرق البلاد بالقرب من الحدود مع العراق.

البحث عن مأوى بعد انهيار المنازل

قال حمزة بكري "22 عامًا"، وهو سوري الأصل من إدلب ويعيش في هاتاي منذ 12 عامًا، إنه يتجه غربًا إلى أسبرطة في جنوب تركيا.

وأضاف بكري: لقد انهار منزلنا بالكامل. مات العديد من أقاربنا، ولا يزال بعضهم تحت الأنقاض. ذهبت عائلتي إلى أسبرطة، وأنا متوجه إلى هناك أيضًا، ولن نعود إلى هاتاي.

وأضاف "الأمر صعب للغاية... سنبدأ من الصفر، بدون متعلقات أو عمل".

وتعيش فاطمة يتير في سيارة منذ وقوع الزلزال.

وقالت "ليس لدينا ماء ولا كهرباء. نحن بائسون. نشعر بالارتباك والتعب. نفكر في الذهاب إلى أنقرة. ابني هناك ويعمل في مستشفى. سنبقى هناك لفترة من الوقت".

على الجانب الآخر، يقول أتاهان إنه لن يغادر أنطاكية على الرغم من أن الزلزال ضرب جدران منزله، مما جعله غير آمن.

وقال "سأبقى هنا لحماية منزلنا وممتلكاتنا ومدخراتنا التي جمعناها خلال 30 عاما".

وأضاف "لن أغادر مسقط رأسي. لقد أرسلت طفلتي بعيدا حرصا على حياتها. أنا أنتمي لهذا المكان. أحب مدينتي، ولن أغادرها حتى لو استغرق الأمر 3 أو 4 سنوات لإعادة بنائها".

شوارع خالية وحالكة الظلام

مع حلول الليل في أنطاكية، يتضح عدد النازحين من المدينة على مدار الأسبوع الماضي. وبدت المنطقة التجارية شبه خالية مع قيام الجيش والشرطة بدوريات في الشوارع لتوفير الأمن والبحث عن اللصوص.

ويعلق الغبار بالأجواء خلال فترات الليل بعد أن بدأت آلات الحفر في هدم المباني المتضررة بشدة وإزالة الأنقاض. وتضيء سيارات الإسعاف أضواءها الزرقاء في الشوارع حالكة السواد حيث لا توجد كهرباء حتى الآن ورائحة الدخان تملأ الشوارع.

وبينما يستعد للمغادرة، قال أحد السكان يدعى أرجين يتير "بارك الله في من يساعدنا. نتمنى أن يتحسن الوضع لكن الله أعلم". ولدى سؤاله عن احتمال عودته، أجاب "هذا في يد القدر".