خلال عام مضى، منذ أن اندلعت الحرب الروسية الأكرانية، استنزفت دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" جزء كبير من مخزونها للذخيرة دعما للجيش الأوكراني في المعارك، ما ينذر بأزمة كبيرة قد تغير مسار الحرب.
بحسب شبكة "سي إن إن"، من الصعب الحصول على أرقام دقيقة بشأن الأسلحة التي تمتلكها الدول حاليًا في ترساناتها بسبب حساسية المعلومات، لكن المعروف أن الدول الأوروبية تبرعت بمجموعة واسعة من الأسلحة، من الصواريخ المضادة للدبابات إلى قذائف المدفعية وقذائف الدبابات.
مخاوف جدية
قال ريتشارد شيريف، جنرال متقاعد بالجيش البريطاني ونائب القائد الأعلى لقائد حلف شمال الأطلسي السابق في أوروبا، إن الحديث عن ذخيرة الدول الأوروبية، أمر بالغ الأهمية للأمن القومي للقارة العجوز، "أنت لا تريد إظهار نقاط ضعفك لأي معتد محتمل، ولكن في نفس الوقت يحتاج الناس إلى فهم أن هذا أمر خطير ، ويجب القيام بشيء ما على وجه السرعة".
وقالت مصادر دفاعية وأمنية أوروبية متعددة، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن"، إن هناك مخاوف جدية بشأن كمية الذخيرة الأوروبية التي تم استخدامها في ساحة المعركة ولم يتم استبدالها.
مسؤول حكومي كبير في قوة عسكرية أوروبية كبرى قال "إنه شيء نعرفه جميعًا، لكن لا نعرف ماذا نفعل حيال ذلك"، وأوضح مصدر دفاعي غربي آخر أن شخصيات بارزة في القوات المسلحة "أثارت القلق بشأن ذلك مرارًا وتكرارًا".
ذكرت شبكة CNN في أواخر العام الماضي أن مسؤولي الدفاع كانوا قلقين من أن الولايات المتحدة تنفد من بعض أنظمة الأسلحة والذخيرة المتطورة المتاحة للشحن إلى أوكرانيا.
في الشهر الماضي ، دعا الأدميرال داريل كودل ، قائد قيادة قوات الأسطول الأمريكي ، الصناعات الدفاعية في البلاد إلى تصعيد عملها، قائلاً "نحن لا نتسلم الذخائر التي نحتاجها".
وزير الدفاع الأوكراني يكشف إمكانية استخدام الأسلحة الغربية في استهداف #روسيا#اليوم pic.twitter.com/Z6KpCkiZYt— صحيفة اليوم (@alyaum) February 5, 2023
تعليق الناتو
من جهة الناتو، قال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرج، للصحفيين قبل اجتماع مسؤولي الحلف إن "المعدل الحالي لنفقات الذخيرة في أوكرانيا أعلى بعدة مرات من معدل إنتاجنا الحالي - وهذا يضع صناعاتنا الدفاعية تحت الضغط".
وأضاف: "زاد وقت انتظار الذخيرة ذات العيار الكبير من 12 إلى 28 شهرًا، والطلبات المقدمة اليوم لن يتم تسليمها إلا بعد عامين ونصف، لذلك نحن بحاجة إلى زيادة الإنتاج والاستثمار في طاقتنا الإنتاجية".
وقال ستولتنبرج إن الناتو أكمل مسحًا لذخائر الحلف وخطط لزيادة أهداف المخزونات.
وأشار إلى أنه تم إحراز بعض التقدم بين حلفاء الناتو، مستشهدا بمثال توقيع الولايات المتحدة وفرنسا لعقود جديدة مع شركات دفاعي، كما أعلنت ألمانيا يوم الثلاثاء أنها وافقت على صفقات جديدة مع مصنعي الذخيرة لأنظمة الدفاع الجوي التي سلمتها إلى أوكرانيا، لكن قد تكون المشكلة أكثر صعوبة من مجرد توجيه الشركات الخاصة لإنتاج المزيد من الذخيرة أو تقديم طلبات كبيرة.
بايدن يدعو الكونجرس إلى حظر الأسلحة الهجومية "سريعًا" بعد حادثي إطلاق نار#اليوم pic.twitter.com/tK02ZQEBCB— صحيفة اليوم (@alyaum) January 26, 2023
صعوبة "الإنتاج السريع"
أكد توم والدوين، الباحث المشارك في المشتريات الدفاعية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن هناك حدود لزيادة الإنتاج السريع للذخيرة، وأكمل: "لن تحتفظ أي شركة خاصة مسؤولة أمام المساهمين بموظفيها وتحافظ على قدرة كبيرة على إنتاج معدات لا يشتريها الناس ، لذلك سيكون من الصعب تلبية زيادة مفاجئة في الطلب على المدى القصير إلى المتوسط".
