المملكة العربية السعودية في قدرتها على ضمان استدامة مسيرة التنمية الوطنية، بالإضافة إلى القيام بأدوارها المعهودة في تقديم دعم مبادرات الخير والسلام وكذلك مد يد العون ونجدة المنكوبين في مشارق الأرض ومغاربها فهي تضرب بذلك مثالا يحتذى به في القدرة الفائقة على تحقيق الريادة الشاملة، والفضل يعود إلى حكمة القيادة، وعمق بصيرتها وبعد استشرافها بما ينعكس على مكانتها إقليميا ودوليا. حين نقف عند حيثيات ما تناوله مجلس الوزراء في جلسته، يوم أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله -، الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، في قصر عرقة بالرياض، حيث اطّلع مجلس الوزراء على فحوى الاتصال الهاتفي الذي أجراه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - يحفظه الله -، بفخامة رئيس جمهورية تركيا، وما تضمنه من تقديم التعازي في ضحايا الزلزال، والتأكيد على وقوف المملكة ومساندتها للأشقاء لتجاوز هذه الكارثة.
وتابع المجلس في هذا السياق، تطورات الأوضاع الإنسانية جراء الزلزال، وجهود المملكة في التخفيف من آثاره على شعبي تركيا وسوريا الشقيقين من خلال المشاركة في أعمال الإنقاذ وإرسال المساعدات الطبية والإيوائية والغذائية واللوجستية، وتنظيم حملة شعبية لصالح المتضررين من هذا الحدث المؤلم للجميع، وذلك امتدادا للدور الإنساني الذي تضطلع به المملكة بالوقوف الدائم مع المنكوبين والمكلومين في شتى أنحاء الأرض.. هنا تفاصيل تبيّن حجم اهتمام القيادة الحكيمة بنجدة كل منكوب والاستجابة لكل الحالات الإنسانية في شتى المواقع بما يعكس نهجا راسخا في تاريخ الدولة منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون.
ما تناوله مجلس الوزراء، من مجمل المحادثات التي جرت بين المملكة وعددٍ من الدول في الأيام الماضية، ومنها الاتصالان الهاتفيان اللذان أجراهما صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بدولة رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية، وصاحب السمو ولي عهد دولة الكويت الشقيقة. وتطرق المجلس إلى أبرز الأحداث والفعاليات الاقتصادية التي استضافتها المملكة خلال الأسبوع، مشيدًا في هذا الصدد بدعم سمو ولي العهد للقطاع التقني والرقمي والذي عزز من مكانة المملكة كمركز محوري للتقنية والابتكار، وما شهده مؤتمر (ليب 23) من الإعلان عن استثمارات تجاوزت (تسعة مليارات دولار) لدعم قطاع التقنية والتقنيات المستقبلية والشركات الناشئة، وعدّ مجلس الوزراء الإعلان عن إرسال رائدة ورائد فضاء سعوديين إلى محطة الفضاء الدولية خلال الربع الثاني من عام 2023م، بأنه يعكس اهتمام الدولة ببناء القدرات الوطنية في مجال الرحلات المأهولة إلى الفضاء، والاستفادة من الفرص الواعدة في هذا القطاع وصناعاته عالميا، والإسهام في الأبحاث العلمية التي تصب في خدمة البشرية بعدد من المجالات ذات الأولوية.. جميع هذه الحيثيات الآنفة الذكر تأتي ضمن أطر المشهد المتكامل لشمولية القدرة السعودية في تحقيق الريادة لمنظومة التنمية، بالإضافة إلى ما تبادر له من مواقف دولية تجعلها سبّاقة ومحل الاقتداء من لدن أكثر دول العالم تقدمًا.. هنا المملكة العربية السعودية.