DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تركيا.. كيف صمد مسن مريض بـ"السكري" 187 ساعة تحت الأنقاض؟

تركيا.. كيف صمد مسن مريض بـ"السكري" 187 ساعة تحت الأنقاض؟
تركيا.. كيف صمد مسن مريض بـ
عمال الإنقاذ يبحثون عن ناجين تحت الأنقاض بعد الزلازل المدمرة في تركيا- د ب أ
تركيا.. كيف صمد مسن مريض بـ
عمال الإنقاذ يبحثون عن ناجين تحت الأنقاض بعد الزلازل المدمرة في تركيا- د ب أ

بُح صوت التركي حسين بربر من الصراخ طلبًا للمساعدة وهو تحت أنقاض منزله قبل إنقاذه أخيرًا، بعد أكثر من أسبوع على الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا.

وتحدّى "بربر" الصعاب ليبقى على قيد الحياة، وتصبح قصته إحدى القصص العديدة الملهمة في تلك الكارثة.

يقول الأطباء إن البشر يمكنهم البقاء على قيد الحياة لأيام دون ماء.، لكن هناك متغيرات عديدة تتعلق بحجم الإصابات التي لحقت بهم جراء انهيار مبنى ومدى سخونة أو برودة الجو بالخارج. ويقول رجال الإنقاذ إن بقاء أي شخص حيا بعد 5 أيام يعد معجزة.

ومع ذلك، نجا "بربر" 62 عامًا"، المريض بالسكري، بعد 187 ساعة من الزلزال، إذ شكّلت ثلاجة "براد" وخزانة، دعامتين لجدران شقته التي كانت بالطابق الأرضي، وبقي له كرسي بذراعين يجلس فيه وبساط يبقيه دافئًا.

وكان لدى الرجل زجاجة ماء واحدة عندما نفد ماؤها، شرب بوله.

عثر على دواء السكري وزجاجة ماء

تحدث "بربر" من سرير في مستشفى بمدينة مرسين، على بعد نحو 250 كيلومترًا من المبنى السكني الذي كان يتكون من 15 طابقًا وانهار في مدينة أنطاكية بإقليم هاتاي جنوب تركيا، إذ تعرَّض نصف المباني إما للدمار وإما لأضرار بالغة، وأُدخل المستشفى أمس الثلاثاء.

قال "بربر" إنه كان محاطا بأقارب في غرف مختلفة بشقته، ويعتقد أنهم تمكنوا جميعًا من البقاء على قيد الحياة.

وأضاف: "عندما وقع الزلزال، وقفتُ على الفور، حفيدي كان نائمًا بجواري. نظرت حولي، وأضاء ابني النور وأخذ مصباحًا يدويا وقال: أبي.. إنه زلزال!".

وأضاف: "عندما ضرب الزلزال للمرة الثانية، انهار السقف، لكنه لم يمسّني. جثمت على الفور وجلست. سقط الجدار على الثلاجة والخزانة. كنت عالقًا هناك. كان هناك بساط. أخذته ووضعته فوقي.. رأيت ما يشبه الكرسي بذراعين، صعدت فوقه وأخذت البساط وجلست هناك.

وتابع قائلًا: "صرخت، صرخت وصرخت. لم يسمعني أحد. صرخت كثيرًا لدرجة أن حلقي آلمني. أعتقد أن ابننا أخرج الأطفال، كنا خمسة، أنا وابني كنا في غرفة النوم".

وأوضح أنه وجد دواء السكري الخاص به وزجاجة ماء على الأرض.
وقال: "بعد ساعة، أخذت زجاجة الماء وشربتها. معذرة، تبوَّلت فيها وتركتها تهدأ. شربتها عندما بردت. أنقذت نفسي بذلك".

البقاء تحت الأنقاض 5 أيام "معجزة"

قال أحد أعضاء فريق الإنقاذ الطبي التركي إن بوسع من هم تحت الأنقاض البقاء على قيد الحياة بشكل عام لمدة تصل إلى 5 أيام. وأضاف: "أي شيء يتجاوز 5 أيام يعدّ من المعجزات".

وأوضح دينيز جيزر، اختصاصي الباطنة في مستشفى مدينة مرسين، أن أحد أكبر مشكلات البقاء على قيد الحياة هو البرد.

وتابع: "لكن بعض المرضى بقوا في مناطق مغلقة، من ثمّ تمكّنوا من العيش تحت المباني، في مساحات صغيرة ومغلقة. بعضهم كان بحوزته ماء".

وأكمل: "بما أن البول مادة سامة، لا ننصح مرضانا بشربه لأنه لا يلبّي احتياجاتهم من المياه على أي حال، كما أنهم يتناولون مواد سامة".

حالة صحية جيدة للغاية

ذكر "بربر"، من سريره بالمستشفى، وهو محاط بآلات التنبيه، أنه ظن أنه لن ينقذه أحد.

وأضاف: "كنت هنا، كانوا هناك. تسلقت بجوار الخزانة، مددت يدي إلى السقف لكن لم يتسن لي لمسه. لكن على الجانب الآخر من الغرفة كان السقف قد انهار على السرير. ابننا أحضر ثلاثة حفارين، كانوا يحفرون، كنت أصطدم بالسقف ورأيته مثقوبًا، وسمعت صوتًا، وصرخت.

وتابع: "شخص ما مدّ يده فالتقت بيدي. أخرجوني من هناك. الفتحة التي خرجت منها كانت صغيرة للغاية. أخافني ذلك قليلًا".

وأضاف: "لا أتذكر أي شيء بعد أن أخرجوني. جرى إنقاذي وخرجت وأردت الماء والطعام، لا سيّما الماء. لم آكل أي شيء فلم يكن هناك شيء لآكله".

وتابع: "معناها أنني عملت حسنات مع الله، عشت في مكة سبع سنوات، كنت أؤدي الحج والعمرة والصلوات، للجميع وليس لأهلي فقط. أعتقد أنه بسبب ذلك أنقذني الله".

وقال كاجلار أكسوي كولاك، الطبيب في مستشفى مدينة مرسين، إن الأطباء يقدمون "علاجًا داعمًا" فقط لبربر.

وأضاف "ليس به كسور في العظام، حالته العامة جيدة إلى حد ما، مريضنا خرج في حالة جيدة للغاية"