وسط الكوارث يبرز معدن البشر، فيزيد التضامن ويسارع أغلب القريبين من مكان الكارثة لإنقاذ المتضررين، بدا ذلك جليًا إثر الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا مطلع هذا الشهر.
لكن ليست كل الأنفس سوية، ففي حين يبحث بعضهم عن فرصة لإنقاذ البشر من تحت أنقاض الزلزال، فإن آخرين يتحيّنون الفرصة لسرقة ما في المنازل ذاتها، أو حتى خطف الأطفال الناجين من تحت ركامها.
سارق تركي حاول خطف طفل
بزي شرطة يحاول إخفاء تخوف السارقين وترددهم، حاول رجل تركي خطف طفل ناج من الزلزال الذي ضرب البلاد وسوريا.
وبعد مراقبة المستشفى المتضمن للأطفال الخارجين من ركام الزلزال، حدَّد الرجل الخمسيني القادم من أنقرة الطفلَ الذي سيخطفه، ليقدم نفسه إلى العاملين بالمستشفى على أنه مسؤول في شرطة مدينة سمعان داغ، مطالبًا باصطحاب الطفل، وفق ما نقلت وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية.
Hatay'da sahte polis kimliğiyle hastaneden bebek çalma girişimine gözaltıhttps://t.co/B6UAuPRtXF. — ipali61 bağımsız ve tarafsız (@ipali61) February 16, 2023
ولحسن حظ الطفل كان موظف الاستقبال في المستشفى منتبهًا حين قدم له المختطف بطاقة الشرطة المزورة الخاصة به، ليتبين زيفها ويبلغ عنه مركز الشرطة الأقرب للمشفى.
واعتقل رجال الشرطة الرجلَ فور قدومهم، ووجدوا معه بطاقات أمنية مزوّرة إضافة إلى كمية من الذهب ومبالغ مالية بالليرة التركية والدولار واليورو تصل قيمتها الإجمالية إلى 6200 دولار، كما وجد معه سلاح ناري في سيارته التي نوى بها نقل الطفل إلى محله.
Hospital rooms in southern Türkiye are filled with toys for the children who survived the twin earthquakes last week https://t.co/gf9IkmtLaW pic.twitter.com/HGI71mkOVj— ANADOLU AGENCY (@anadoluagency) February 16, 2023
خطف الأطفال من سوريا لتركيا
نبعت التخوفات من خطف الأطفال بداية من سوريا التي دمر الزلزال أجزاء كبيرة منها، فقد استغلَّ بعض المجرمين الفاجعة لاختطاف الأطفال، الذين تيتموا وفقدوا أسرهم تحت أنقاض المباني.
وحذّر مدير مركز "عدالة" لحقوق اللاجئين في تركيا، أحمد قطيّع، سابقًا، من استغلال بعض العصابات انشغال فرق الإنقاذ والأطباء بإنقاذ أكبر عدد من المصابين، ليخطفوا الأطفال من أماكن الزلزال بسوريا.
ووجّه قطيع رسالة للأجهزة الأمنية في المناطق المنكوبة شمال سوريا، بالانتباه لوجود مافيا للاتجّار بالبشر، ترصد وتختطف الأطفال ممن لم يجر التعرف عليهم بحجة أنهم من أقربائهم، بحسب ما تورده وسائل إعلام روسية.
كما تنقل شبكة سكاي نيوز عن نشطاء حقوقيين، أن العصابات تتجه إلى المستشفيات والمخيمات الموجود بها الأطفال الناجين، خاصة في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة، مدّعين أنهم أبناؤهم، لينجح بعضهم في اصطحاب الأطفال إلى مصير مجهول، قد يكون لغرض الاتجار في الأعضاء.
ولم يمض وقت حتى انتقلت الحمى من سوريا إلى جارتها تركيا، التي انتبه فيها المجرمون إلى كثرة عدد الأطفال الذين فقدوا ذويهم، ووجدوا فيها فرصة لاختطافهم للاتجار بهم.
فوفق ما قالته وزيرة الأسرة التركية ديريا يانيك، الإثنين الماضي، فإن ما لا يقل عن 1362 طفلًا فصلوا عن عائلاتهم بسبب الزلزال.
توقيف عشرات السارقين في تركيا
أوقفت السلطات التركية الأسبوع الماضي، عشرات السارقين الذين حاولوا استغلال فاجعة الزلزال، ليهجموا على المنازل الفارغة من سكانها ويسرقوا محتوياتها.
ووفق ما نقلته وكالة الأناضول التركية الرسمية، فإن الشرطة أوقفت ما لا يقل عن 48 شخصًا، للاشتباه بقيامهم بأعمال نهب في 8 محافظات تضررت جراء الزلزال، بعد 5 أيام فقط من وقوع الزلزال.
Drone footage showed destroyed and damaged buildings in the quakes-hit Hatay province of Türkiye
LIVE updates here: https://t.co/rjJzOvo2mE pic.twitter.com/5L1IMG9Xan— ANADOLU AGENCY (@anadoluagency) February 15, 2023
ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية أن المشتبه بهم أوقفوا على ذمة التحقيق، بعد أن جرى الإمساك بهم وفي حوزتهم مبالغ مالية كبيرة ومقتنيات منزلية وشخصية، مثل الهواتف النقالة وحواسيب، إضافة إلى حلي وبطاقات مصرفية.
وكان منهم 42 شخصًا في محافظة هاتاي، و6 في غازي عنتاب، وهما من المحافظات الأكثر تضررًا وإبلاغًا عن وفيات ومصابين.