فر يوسف قرامو من الصراع في سوريا، سعيًا إلى الأمن في تركيا المجاورة، ولكن بعد الزلزال المميت الذي دمر أجزاء من كلا البلدين، يعود هو وآلاف المواطنين السوريين إلى منازلهم في منطقة الحرب، على الأقل في الوقت الراهن.
وسارع كثيرون بالعودة للاطمئنان على أقاربهم، الذين عانوا أيضًا في زلزال السادس من فبراير، بعدما اغتنموا العرض المقدم من السلطات التركية، لتمضية ما يصل إلى ستة أشهر في شمال غرب سوريا، الذي تسيطر عليه المعارضة من دون خسارة فرصة العودة إلى تركيا.
وقال قرامو بعد العبور إلى سوريا: "لم أر أسرتي لأربعة أعوام، لأنني أعيش وحيدا في تركيا".
الموقف في تركيا مزرٍ
أضاف قرامو: "الموقف في تركيا مزرٍ في المناطق التي ضربها الزلزال".
ولم يقدم المسؤولون معلومات عن الأعداد التي دخلت من معبر باب الحمام، ولكن في معبر آخر وهو باب الهوى، قالوا إن 4600 سوري عبروا منذ إعلان المبادرة يوم الأربعاء.
وقال قرامو، الذي كان يعيش في مدينة غازي عنتاب التركية، إن الأشخاص يعيشون في خيام في البرد والأمطار. وأضاف، أن السوريين يواجهون العداء، بالإضافة إلى طقس الشتاء القاسي.
3.6 مليون لاجئ سوري يواجهون استياء متزايدًا من الأتراك
حتى قبل الزلزال، واجه اللاجئون السوريون في تركيا البالغ عددهم 3.6 مليون نسمة استياء متزايدًا من الأتراك، الذين يعانون ارتفاع تكلفة المعيشة، وأحيانا ينحون باللائمة على تدفق السوريين في أزماتهم الاقتصادية.
وفي غازي عنتاب، قال قرامو، إن الشرطة أخرجت السوريين من مسجد كانوا يحتمون به للإفساح للأسر التركية. واتهم أتراك عديدون في بلدات ومدن أخرى ضربها الزلزال السوريين بسرقة المتاجر والمنازل المدمرة.
وقال قرامو: "الموقف صعب للغاية على السوريين".
وقال منصور حمود، الذي كان يعيش في مدينة إسكندرون الساحلية التركية، إنه كان ينام في حديقة بعد دمار منزله.
فضل العودة لبلده سوريا
أضاف قرامو: "قررت العودة والعيش في بلدي. حيًّا أو ميتًا، أفضل أن أكون مع أسرتي".
ويعيش نحو أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا، تحت سيطرة مقاتلين مدعومين من تركيا، ومعارضين لحكومة الرئيس بشار الأسد.
وتقول الأمم المتحدة: إن أغلبهم يعتمدون على المساعدات حتى من قبل الزلزال.
38 ألف قتيل في تركيا و5800 في سوريا
وقع زلزال بقوة 7.8 درجة قبل الفجر منذ 11 يومًا، وتسبب في مقتل أكثر من 38 ألفًا في تركيا و5800 في سوريا، وتسبب في تشريد الملايين، وأطلق حملة ضخمة للمساعدات، على الرغم من وصول المساعدات بشكل أبطأ إلى سوريا.
وقال أنس حاج قدور، الذي كان يعيش في مدينة أنطاكية التركية حينما وقع الزلزال، إنه قرر العيش مع أسرته في إدلب شمال غرب سوريا، حتى تسترد المدينة شيئًا من طبيعتها التي كانت عليها.
وأضاف: "حدث دمار كبير، والموقف عصيب للغاية في أنطاكية ... لنحو ساعة، شعرت وكأنه يوم القيامة".
#عاجل
لضحايا #زلزال_سوريا.. 10 شاحنات إغاثية #سعوديه تعبر "باب السلامة" https://t.co/uAIbMKvm1G#اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) February 17, 2023