استعادت لبنان نشاطها الثقافي، بعد 3 أعوام من التوقف بسبب جائحة كورونا وتداعيات انفجار مرفأ بيروت.
وتشمل عوة لبنان إلى النشاط الثقافي، حدثين مميزين، أولهما الانضمام إلى فريق عمل "المعجم التاريخي للغة العربية"، وثانيهما عودة المعرض العربي للكتاب في نسخته الـ 64، بعد انقطاع دام 3 أعوام.
المعجم التاريخي للغة العربية
"المعجم التاريخي للغة العربية"، مشروع وصل عدد مجلداته إلى 36 مجلدًا يضم 9 أحرف من حروف اللغة العربية، ويؤرِّخ لمفردات لغة الضاد وتحولات استخدامها عبر 17 قرنًا منذ عصر ما قبل الإسلام إلى العصر الحاضر.
وانضم لبنان في العام 2022، إلى عدد من الدول العربية التي تعمل على تنفيذ المشروع، وتمثله رئيسة مجمع اللغة العربية في لبنان الدكتورة سارة ضاهر.
وفي غياب "مجمع للغة العربية" في لبنان، اختيرت جمعية "بالعربية" لتمثله وهدفها الأساسي الحفاظ على لغة الضاد وتعزيز مكانتها، وتطوير الأدوات اللازمة لنشرها في المجتمع عمومًا وبين الشباب خصوصًا، والعمل على محو الأمية وخفض معدلاتها في لبنان إلى الصفر.
ويتألَّف فريق العمل من عدد من الاختصاصيين في اللغة العربية من حملة شهادة الدكتوراه عمومًا، وجرى اختيارهم بعد أن خضعوا لدورات تدريبية من مجمع اللغة العربية في الشارقة.
وجارٍ العمل حاليًا على إعداد مشاريع عدة بالتعاون مع مجمع اللغة العربية في الشارقة، بهدف تعزيز اللغة العربية في لبنان وتمتين علاقة المجتمع معها عمومًا.
معرض بيروت العربي الدولي للكتاب
بعد توقف دام 3 أعوام، بسبب جائحة كورونا وتداعيات انفجار مرفأ بيروت، افتتح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب أجنحته الثقافية عام 2022.
وبحسب النادي الثقافي العربي الذي نظم المعرض بالشراكة مع نقابة اتحاد الناشرين في لبنان، فإن أكثر من 133 دار نشر شاركت في دورة 2022 مع حضور متميز لدور النشر المستوردة للكتب الفرنسية.
وتنوعت الإصدارات المعروضة بين الرواية وكتب التاريخ والتراث والدستور وخطط التعافي الاقتصادي والأزمات المالية.
وضم المعرض نحو 24 نشاطًا توزعت بين مناقشة كتب لإصدارات حديثة، وندوات تعنى بالتراث، وتكريم مجموعة من الأدباء الذين رحلوا وكانت لهم أياد بيضاء على الثقافة في لبنان.
وأقيمت ندوات تناولت اللغة العربية والقضايا الراهنة في لبنان كالمسألة الاقتصادية، وخطط التعافي، وتقييم التعديلات التي أدخلت على الدستور بعد انتهاء الحرب اللبنانية في مطلع تسعينات القرن العشرين.
مهرجانات دولية وسينما
انطلقت المهرجانات في مختلف المناطق اللبنانية لا سيما مهرجانات بعلبك الدولية التي أحياها فنانون دوليون ومحليون، ومهرجانات بيت الدين، ومهرجان البستان الدولي، ومهرجانات جونية الدولية، بالإضافة إلى محطات ثقافية عدة.
وعادت تظاهرة "أيام بيروت السينمائية"، بدورتها الحادية عشرة، ضمن بيروت ومُدن لبنانية أُخرى، بعد انقطاع دام 3 أعوام، إذ نظمت النسخة الرابعة من "مهرجان ريف"، الذي لم يقتصر على المشاركات اللبنانية المحلّية، بل سجّل حضوراً لعدد من الدول الأجنبية.
مهرجان تيرو الفني الدولي
شهد لبنان فعالية دولية من مدينة صور الجنوبية، شاركت فيها 17 دولة بعنوان "مهرجان تيرو الفني الدولي"، بالإضافة إلى العروض المسرحية على مسارح "دوار الشمس"، "المدينة"، "مونو".
وتبقى الثقافة التي تتغنى بها غالبية اللبنانيين متنفسًا لهم في ظل اشتداد الأزمات السياسية والاقتصادية، علها تنسحب إلى سواها من الملفات، إذ لا موت لبلد يزخر بالطاقات ويتنفس حرية.