عشرات الآلاف من ضحايا الزلزال فقدوا حياتهم خلال أيام معدودات، في فاجعة هي الأكبر في تركيا خلال هذا القرن.
العدد الكبير من الموتى كان أكبر من أن تستوعبه المقابر الموجودة بالمدن في مركز الزلزال، أو حتى تلك المحفورة حديثًا لاحتواء جثامين الضحايا.
وبعد 12 يومًا من الهزة الأرضية، فإن من يجد قريبًا له متوفّى الآن يكافح لإيجاد مكان يُقبره فيه.
امتلاء المقابر في تركيا وسوريا
امتلأت المقابر في تركيا التي عد ضحاياها بعشرات الآلاف من الأشخاص، إذ لم تكن المدافن فيها معدّة لاستقبال هذا العدد الهائل من الجثامين البشرية.
ففي مدينة كهرمانماراس، فاق عدد المقابر الجديدة تلك التي وُجدت قبل وقوع الزلزال، ومع ذلك تحتاج المدينة إلى مقابر إضافية.
أما في مدينة بازارجيك التركية فتحول الملعب الذي يتوسطها إلى مقبرة جماعية تحوي نحو مئة جثمان، وبعد أن كانت تملؤه صرخات المشجعين ولاعبي الكرة، أصبح الآن مناحة على عشرات القتلى المدفونيين في ترابه.
ولم يكن الوضع في الجارة السورية أحسن حالًا من تركيا، فهناك في الشمال حيث كان الضرر الأكبر جراء الزلزال، يعاني من فقدوا أقربائهم لإيجاد أماكن لدفنهم أيضًا، بعدما امتلأت المدافن القديمة.
نقل جثامين 1590 #سوريا توفّوا جراء #الزلزال الذي ضرب جنوبي #تركيا إلى بلادهم عبر معبر "باب الهوى" الحدودي بين البلدين pic.twitter.com/rlyjBkHSdA— ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) February 17, 2023
المدافن ممتلئة منذ أيام
بعد 4 أيام فقط من وقوع الزلزال امتلأت أغلب المدافن في مكان وقوعه، مع استخراج عدد كبير من الضحايا وقتذاك.
وفيما كان عمال المقابر المتاحة يكافحون وقتها لحفر أكبر قدر من القبور لاستيعاب مَن يأتون لدفن أسرهم، فإن المساحة المحدودة في النهاية امتلأت، حتى مع التوسيعات التي قام بها القائمون على تلك المدافن.
ولم يكن من حل سوى بإيجاد مقابر جديدة، إما بتبرع أحد بأرضه مثلما فعلت إحدى العائلات في مدينة جبلة على الساحل السوري، حين قرروا تحويل جزء من أرضهم الزراعية التي يعيشون على إنتاجها لمقبرة تحتوي أجساد من لم يجد مدفنًا، وإما بتخصيص مكان عام لتحويله إلى مقبرة جماعية.
وحتى القبور الجماعية مثل تلك المحفورة في ملعب بازارجيك لم تعد كافية لاحتواء جثامين البشر، ومع تكدس عدد الضحايا وقلة المدافن، فإن من يعثر الآن على قريب له متوفَّى يكافح لإيجاد مكان لدفنه.
حصيلة قتلى الزلزال
بعد وقوع الزلزال في الـ6 من فبراير الحالي، كافحت فرق الإنقاذ في سوريا وتركيا لاستخراج أكبر عدد من الناجين من تحت أنقاض المباني المهدمة.
وحتى الآن لقي أكثر من 45 ألف شخص مصرعهم في البلدين اللذين ضربهما الزلزال، تركيا وسوريا، وإن كان نصيب الجانب التركي من الضحايا أكبر بنحو 39 ألف شخص، بحسب ما تنقله وكالة رويترز.
لكن مع تضاؤل الأمل في إنقاذ أحياء جدد، بدأ عديد من فرق الإنقاذ الدولية مغادرة منطقة الزلزال الشاسعة، بينما واصلت الفرق المحلية البحث بين المباني المدمرة اليوم السبت على أمل العثور على مزيد من الناجين.