لفتت مجلة «ذي دبلومات» إلى أن الصين أو إيران لن تحصلا على ما ترغبان فيه من علاقتهما ببعضهما.
وبحسب مقال لـ «جاي بيرتون»، يقرأ فيه ما اعتبره حائطًا أمام التقارب بين البلدين بقوله: يريد نظام إيران مزيدًا من الاستثمارات الصينية، لكن بكين تريد إحراز تقدم بشأن القضية النووية أولًا.
إحباط وراء الابتسامات
ومضى الكاتب يقول: كان الإحباط يتوارى خلف ابتسامات قادة الصين وطهران في بكين هذا الأسبوع.
وتابع: زار رئيس نظام إيران إبراهيم رئيسي العاصمة الصينية على أمل تعزيز الدعم الدولي لبلاده والفوز بمزايا اقتصادية من علاقة بلاده مع الصين.
سوء حظ
وأضاف المقال: في غضون ذلك، أراد الرئيس الصيني شي جين بينغ استغلال الزيارة للدفع باتجاه التوصل إلى حلّ للمفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي الإيراني، لسوء الحظ بالنسبة لكليهما، من غير المرجّح أن يحصل أي منهما على ما يريده.
واستطرد: بالنسبة لرئيسي، كان من المهم إظهار أن إيران ليست منبوذة دوليًا كما يفترض كثيرون في الغرب، إيران أيضًا تكافح اقتصاديًا في ظل العقوبات التي أُعيد فرضها على البلاد بعد الولايات المتحدة بعدما سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلاده من خطة العمل الشاملة المشتركة.
لوم الولايات المتحدة
وأشار المقال إلى أن العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، التي تقضي برفع العقوبات مقابل تجميد إيران برنامجها النووي، قد تكون خطوة أولى مفيدة نحو فتح مزيد من الاستثمارات الصينية.
وأضاف: قد يكون هذا ما كان يفكر فيه شي عندما ألقى باللوم ضمنًا على سلوك الولايات المتحدة في الجمود الحاليّ بالمحادثات، من المؤكد أن الصينيين يشعرون أنه ينبغي للأمريكيين أن يتّخذوا الخطوة الأولى.
صعوبات محتملة
وتابع المقال: مع ذلك، فإن كلمات الرئيس شي تحجب الصعوبات المُحتملة التي قد يواجهها الصينيون، وأولها عدم التوازن في العلاقة بين البلدين.
واستطرد: من الناحية الاقتصادية، فإن الوضع الحاليّ يفيد الصينيين أكثر من إيران. هذا ملحوظ بشكل خاص عندما يتعلّق الأمر بـمبيعات النفط في فترة ما بعد خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأردف: منذ إعادة فرض العقوبات، أصبحت قدرة إيران على بيع صادراتها الأساسية أكثر محدودية، إذ اضطرت طهران إلى الاعتماد على المشتريات الصينية، التي عملت لصالح الصين من خلال السماح لها بشراء النفط الإيراني بسعر أرخص من سعر السوق العالمي.
اختبار جديد
وأضاف المقال: هناك مجال آخر للمخاطر بالنسبة لبكين وهو التمسك بموقفها الحاليّ بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة، بينما يعارض الصينيون انتشار الأسلحة النووية، فإنهم يواصلون رؤية خطة العمل الشاملة المشتركة كأداة رئيسية لتحقيق ذلك عندما يتعلق الأمر بإيران، لكن التركيز على الخطة قد يكون قصير النظر بالنسبة لبكين، خاصة إذا تجاوزت التطورات بشأن البرنامج النووي الإيراني المعاد تنشيطه نقطة اللا عودة.
وأوضح أن ذلك سيشكل اختبارًا جديدًا يتعلق بكيفية التعامل مع إيران نووية.
شكوك واسعة
أضاف المقال: سيكون لمثل هذا التطور تداعيات تتجاوز علاقة طهران والصين بها، نظرًا إلى الشكوك الواسعة الانتشار بين جيران النظام الإيراني.
موضحًا في الختام أنه يمكن أن يشكِّل تحولًا كبيرًا في السياسة الإقليمية، مما سيكون له تبعات على بكين وعلاقاتها مع تلك الدول الأخرى.