نلمس في جزيرة العرب، وربما في مناطق الجوار، ظاهرة الأسماء المصغرة للأسر والعوائل. تلك ظاهرة تقل في البلاد العربية الأخرى كالشام ومصر والمغرب العربي.
عندنا مثلا أسر كريمة باسم، يقابلها في الجانب الآخر أسر كريمة باسم تصغير المفردة، وتطول القائمة ويتعذر الإحصاء إذا حاولنا حصرها، وعلى المتتبع فقط أن يصغر فيجد!!. من ضمن تلك الأسماء اسم أسرة كاتب هذه السطور «الذكير».
سمعت طرحا شفهيا لسبب وجود ذاك التصغير المقصود في أسماء بعض أسر أهل جزيرة العرب، منها مثلا ضآلة جسم أحد أفراد أجداد الأسرة، وسمعت كذلك أنه أي الجد لم يحظَ بسعة من المال أو الجاه، كذلك جاء ذكر كون الجد الأول تنقصه الصلابة وتحمّل المشاق في الأسفار الطويلة.
قرأنا أسماء أسر تحمل صفات الضواري والجوارح والأفاعي، وربما كان الجد الأول استساغ تلك الصفات طلبا للقوة والهيبة والفخار. النتيجة أن ذريته يراجعون الجهات الحكومية في محاولات طويلة وشاقة من أجل حذف أو تغيير اسم العائلة أو لقب الجد الأول.
سيكون الأمر صعبا على المواطن؛ لأنه سيضطر إلى تقديم الأدلة والعديد من أوراق الإثباتات وشرح الأسباب التي دعته إلى تلك الرغبة؛ كون الأمر سوف يؤثر على أملاك وإرث وزواج ونفقة إلى آخره، وكل ذاك جاء بسبب نزوة جد خامس.
سمعت عن جدل دار بين موظف سجّل المواليد وبين أحد المراجعين الذي أراد أن يسمي طفله الجديد باسم «لوط» على أساس كونه اسم نبي من أنبياء الله، وأن غضب الباري كان منصبًّا على قوم لوط وليس على لوط نفسه. فقال له الموظف: كلامك دقيق وفي محله، لكنك قد تندم لاحقا عندما يكون الطفل في سن الدراسة، ثم تتعب في عملية تغيير الاسم، فالأحسن أن تراجع نفسك الآن. فاقتنع المراجع بالتصويب بدلا من التصحيح.
@A_Althukair