@Fahad_otaish
تؤدي المنصات الوطنية للتبرعات دورًا كبيرًا يحقق الأهداف الإنسانية والشرعية والوطنية من عمليات التبرع، ومن هذه المنصات إحسان وتبرع وغيرهما، وكذلك منصة ساهم التي ظهر دورها بارزًا في الحملة الحالية التي انطلقت بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين لمساعدة المنكوبين من مواطني البلدين الشقيقين سوريا وتركيا، إثر الزلزال المدمر الذي اجتاحهما مؤخرًا، وأوقع الكثير من الخسائر في الأرواح، بلغت عشرات الآلاف من الوفيات والإصابات والبيوت المدمرة التي ما زالت أعدادها حتى الآن تزداد يومًا بعد يوم، مع استمرار عمليات الإنقاذ التي تشارك فيها أيضًا فرق الطوارئ والإسعاف السعودية.
لقد نظمت هذه المنصات عمليات التبرع، وجعلتها أكثر شفافية ومتابعة، بحيث يتم التأكد من أن ما يُقدّم عبرها يصل بطرق نظامية مشروعة إلى مستحقيها، ويحقق الغاية منها بعيدًا عن الطرق التقليدية التي كانت تتم في الماضي، والتي كثُر الحديث عن مساوئها، والشكوك في تحقيقها الأهداف التي كانت تنظم من أجلها، ووصولها إلى مستحقيها بعيدًا عن أي طرق نظامية مشروعة قد تجعل هذه المساعدات تذهب إلى غير مقاصدها، وكانت هذه الشكوك في كثير من الأحيان سببًا في إحجام البعض عن التبرع وترددهم في ذلك إلا أن هذه المنصات الرسمية الموثوقة جعلت المتبرعين أكثر ثقة وأكثر إقدامًا على التبرع، وهم مطمئنون إلى مصير هذه التبرعات، وأنها في المكان الصحيح، وقد تجلى ذلك في الإقبال على عمليات التبرع من خلال هذه المنصات، لاسيما ما أظهرته النتائج التي حققتها وما زالت تحققها منصة ساهم التي بلغت التبرعات من خلالها في الأربع والعشرين ساعة الأولى من انطلاق الحملة أكثر من عشرين مليون دولار، وما زالت الحملة حتى ساعة كتابة هذه السطور توالي نجاحاتها في تلقي المساعدات التي وصلت طلائعها إلى المنكوبين، وهي متواصلة في التقدم على المناطق المنكوبة في كافة المناطق السورية، سواء ما هي تحت سيطرة الدولة السورية أو المناطق التي تقع خارج سيطرتها في الشمال والشمال الغربي من سوريا، والتي تجمع بها مئات الآلاف من اللاجئين السوريين من المناطق الأخرى، إضافة إلى ملايين المنكوبين من سكان هذه المناطق، وكذلك إلى المناطق التركية التي تعرضت لهذا الزلزال، وما يميّز هذه المنصات إضافةً إلى كونها تحت أنظار الدولة ومتابعتها، وتؤدي عملها وفق الأنظمة التي حددت وسائل هذا العمل وآلياته، هو أن كافة العمليات، سواء تلقي التبرعات أو إيصالها إلى مستحقيها، يتم عبر الأنظمة الإلكترونية التي تكفل سرعة القيام بهذه العمليات، ووصول المساعدات في الوقت المناسب، خاصة مع حاجة الأسر المنكوبة لذلك في أسرع وقت، لاسيما أن الزلزال جاء متزامنًا مع فصل الشتاء الذي تسود فيه في المناطق المنكوبة الأحوال المناخية القاسية.
وكما كانت بلادنا «والحمد لله» دائمًا سبَّاقة إلى كل خير، فإنها بهذه المنصات تضرب مثلًا لتنظيم التبرعات والمساعدات، كما تضرب المثل أيضًا في المبادرات الإنسانية، ومد يد العون دون انتظار مصالح أو منافع؛ مما يزيد في فاعليتها ويحقق أهدافها، ويعزز الثقة في القائمين عليها «بإذن الله».