أشاد مجموعة من الشعراء بقرار مجلس الوزراء في تسمية عام 2023م بـ"عام الشعر العربي"؛ في توجه رسمي لدعم الأدب العربي وإبراز مكانته كقوة حضارية فاعلة في الهوية العربية ومكانتها الإنسانية، وتعزيزًا للحالة الشعرية العربية، واحتفاءً بمبدعيها السابقين واللاحقين.
وأكد الشاعر والكاتب حمد الرشيدي أن الشعر العربي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ المملكة العربية السعودية وثقافتها، وأن جميع رموز الثقافة والأدب والعلم من أبناء المملكة؛ هم من الرواد الأوائل في مجالهم.
وتابع: ومنذ بداية تأسيس وتوحيد المملكة في طورها الثالث مع مطلع القرن العشرين كان أغلب جيل التأسيس الثالث -إن لم يكونوا جميعهم- من الشعراء والأدباء والمثقفين قبل أن يكونوا رجال سياسة أو قياديين أو إداريين، ومن هؤلاء الشاعر الكبير أحمد غزاوي -رحمه الله- وهو الشاعر المقرب جدًا من الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- وقد عيّنه المؤسس رئيسًا لمجلس الشورى في ذلك الوقت.
وأضاف الرشيدي: "من الشعراء والأدباء والمثقفين السعوديين الذين ساهموا في وضع حجر الأساس لمنابر الثقافة والشعر والأدب في بلادنا منذ تاريخ تأسيسها وتوحيدها المبكر، نذكر: محمد حسن عواد، وأحمد قنديل، وحمزة شحاتة، وطاهر زمخشري، وعبد الوهاب آشي، وعبد القدوس الأنصاري، وأحمد عبد الغفور عطار، والشيخين: عبد الله بن خميس، وحمد الجاسر، وغيرهم".
وأبان أن للشعر العربي دورًا كبيرًا في تأصيل المعرفة والثقافة في عقول الناس، وإيصالها إلى نفوسهم وقلوبهم وعواطفهم بأسهل الطرق وأيسرها، وهناك العديد من الشعراء أثّروا على مجتمعاتهم وتمكنوا من تأجيج مشاعرهم وعواطفهم -قديمًا وحديثًا-، وخير مثال على ذلك -من الشعراء القدماء- شاعر الرسول -صلى الله عليه وسلم- حسان بن ثابت -رضي الله عنه- الذي رفع لواء الدفاع عن الدعوة الإسلامية في بداية ظهورها حتى شاع شعره بين الناس، وساهم بشعره في مؤازرة الدعوة الإسلامية.
وأشار الرشيدي إلى أن لبعض شعراء العرب دورًا كبيرًا وفعالًا في الوقوف ضد الاستعمار الأجنبي -للكثير من الدول العربية خلال القرنين التاسع عشرة والعشرين الميلادي-، واستنهاض الشعوب للتخلص منه؛ كالشاعر المصري محمود سامي البارودي، ومفدي زكريا من الجزائر، وأبي القاسم الشابي من تونس.
وأكد أن تبني وزارة الثقافة مثل هذا الوسم، وتعدده خلال الأعوام بما يعبر عن ثقافة المملكة العربية السعودية وعمقها الاستراتيجي والتاريخي والجغرافي على اتساعه وتنوعه ديموغرافيًا، هو تعبير صحيح ومستوفى، نظرًا إلى ما تعنيه وتمثله هذه المظاهر لدى المواطن السعودي.
لماذا أُطلق على 2023 "عام الشعر العربي"؟ مثقفون يوضحون https://t.co/N13X49DMeY pic.twitter.com/yfS2WoJ9wv— صحيفة اليوم (@alyaum) February 8, 2023
تسويق الشعر العربي في المملكة
أما الشاعرة والقاصة بلقيس الملحم، فقالت: "إن هذه المبادرة الثقافية بجعل هذا العام عامًا للشعر العربي؛ تقديرًا لمكانته الحضارية التي من خلالها استطاع الشاعر السعودي أن يترك في نفس القارئ ذلك الشعور العميق بأن القصيدة اكتملت في وجدانه، وحُق لكل المشاعر الوجدانية الحقيقية والمدونة أن تبقى ما بقيت الحياة".
وأوضحت الملحم أن الفعاليات الشعرية الموجهة للجمهور لا بد أن تكون مدروسة من حيث الموضوعات التي يتناولها الشاعر، وأسلوبه، وأدائه، ومدى اتساع ثقافته واحترامه لتنوعها، والتجديد في تقديم شعراء مغمورين إلى جانب شعراء معروفين في أجواء تناسب الشعر والشعراء ومتذوقي الشعر؛ فالوعي الداخلي للمتلقي له أهمية في تحسين ذائقته واختياراته.
وأشارت إلى أن المسؤولية أكبر في هذا العام كون الشعر يمثل جزءًا من هوية المواطن السعودي، ويجسد عاداته وتقاليده وتجاربه الخاصة ونظرته للحياة ككل، انطلاقًا من موروثنا الهائل في الشعر.
وزادت: "نستطيع تسويق شعرنا العربي في المملكة إلى كل العالم من خلال الحراك الثقافي الذي أرجو أن تتبناه جميع المؤسسات الحكومية والخاصة، ومنها: السفارات والملحقيات التي لها دور كبير في ترويج كل فكرة بنّاءة تحمل طابع الجمال والبهاء والمشترك الإنساني".
إعادة تشكيل نموذج الشعر
أعرب الشاعر أحمد عسيري عن شعوره تجاه المبادرة، قائلًا: "إنها افتتاحية مشرقة تعيد إلى الشعر عافيته؛ لتبقى شعلته الشعرية حية لا تنطفئ، إنه الإبداع التاريخي، والهاجس الكوني، والنسيج الجمالي، الذي يعود إلى منابعه الأولى رغم جبروت الحضارة، يعود لتُفتح له الأبواب المشرعة للريح والمطر وعصور المجد".
ويرى أن الشعر يعيد تشكيل نموذجه الأرقى؛ ليبقى معلقًا في صدر اللحظة الراهنة، والغد القادم، وأضاف: "ما أجمل الاحتفاء به كمطلب حضاري، وأفق تعبيري، وذاكرة لا تشيخ ولا تموت".
وتابع: "يعود الشعر في وطني كزهور البساتين، وأعشاب الصحاري، إنها استعادة الجمال والخيال والعذوبة إلى مكمنها الأول".
الشاعرة وفاء الغامدي: "#عام_الشعر_العربي".. هوية سعودية أصيلة https://t.co/eIOSWxkZ0Q #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) February 19, 2023