بعد عام من الغزو الروسي لأوكرانيا في حرب طالت أكثر مما كان يتوقع الكرملين، تتوجه الأنظار الآن إلى مولدوفا، باعتبارها الهدف التالي للدب الروسي.
فقبل أيام من الآن، تحديدًا في الـ 10 من فبراير، انهارت الحكومة المولدوفية، وسط تقارير تفيد بعزم روسيا السيطرة على البلد، لمعاونتها في إحكام قبضتها على أوكرانيا من الناحية الغربية، مع ضمان إقامة حكومة موالية للروس فيها.
وما بين ظهور تقارير أوكرانية ومولدوفية تفيد بالكشف عن خطة مخابرات روسيا لتدمير مولدوفا وفرض السيطرة عليها بعدئذ، وبين تهديد روسي سابق بغزو الأراضي المولدوفية، ثم نفي بعد ذلك، تظل البلد رهينة القرار الروسي بخوض مغامرة غزوها أو التريس لحين.
روسيا تهدد بغزو مولدوفا
هددت روسيا بغزو مولدوفا في وقت سابق، أول هذا الشهر، حال شعرت بتهديد من جانبها.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حينها أن بلاده لن تتأخر في دخول مولدوفا، إذا كانت الأخيرة تشكل تهديدًا لأمن القوات الانفصالية الموالية للكرملين في منطقة ترانسدنيستريا التي يسيطرون عليها، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
We reject the statements with regard to #Moldova of the Russian FM Sergey Lavrov recently voiced during a TV interview.
It is clear that they are part of the already well-known threatening rhetoric of Russian diplomacy. pic.twitter.com/IXt0jbz2HF
— Daniel Vodă (@Daniel_Voda) February 2, 2023
واتهم لافروف الحكومة المولدوفية بمعاداة بلاده، والتواطؤ مع الغرب لإخراج الجنود الروس في الإقليم الانفصالي بها، والمجاور لأوكرانيا من الناحية الغربية.
كما نال الغرب جزء من تصريحاته الجريئة، إذ اتهم البلاد الغربية بوضع عينها نصب مولدوفا لتلعب دور أوكرانيا، بعد أن فشلت في ضم الأخيرة للناتو، لتبحث عن بديل لها وكانت مولدوفا.
مولدوفا وأوكرانيا.. نفس الظروف قبل الغزو الروسي
تتشابه مالدوفا وأوكرانيا في نفس الظروف التي مرت بها الأخيرة، قبل أن تغزوها روسيا لتأمين نفسها من الغرب.
فكلا البلدين تديرهما حكومة غير موالية للكرملين، مع اتجاه أقرب إلى الغرب، كما أن مولدوفا بها أيضًا إقليم انفصالي تدعمه روسيا، ويسيطر عليه جنود موالون لها.
وفي حين كان دخول الجيش الروسي إلى أوكرانيا بذريعة تأمين مواطنيها في الإقليمين المنفصلين بها، دونيتسك ولوغانسك، فإنها الآن في حاجة إلى وجودها بمولدوفا، وقد تستغل نفس الحجة لدخول البلد المجاور لأوكرانيا.
والعامل الأهم في ذلك هو رغبة مولدوفا بالانضمام لحلف الناتو، والذي يعد تهديدًا مباشرًا لأمن روسيا التي لن تتهاون معه، بحسب ما صرح به وزير الخارجية الروسي، ونقلت عنه "دويتشه فيله"، وكانت تلك الرغبة التي اعترت أوكرانيا مسبقًا سببًا في تعرضها للغزو الروسي.
روسيا تنفي استهدافها لمولدوفا
أعلنت الحكومة المولدوفية أكثر من مرة سابقًا، عن قلقها بشأن نوايا روسيا ووجود القوات الروسية في منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية.
وكان آخر تلك الاستنجادات من روسيا ما أطلقته رئيسة مولدوفا مايا ساندو من تصريحات الأسبوع الماضي، تتهم فيها موسكو بالتخطيط لإسقاط حكومة بلدها والسيطرة عليها، ومن ثم استخدام أراضيها في حربها ضد أوكرانيا، بحسب ما تنقله وكالة رويترز.
الأمر الذي استعدى رد الخارجية الروسية، التي أصدرت بيانًا عقبها تنفي فيه استهدافها لدخول البلد، وقالت إن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، كما اتهمت أوكرانيا بالوقيعة بينها وبين جيرانها.