تتصاعد التوترات بين كوريا الشمالية من ناحية، وجارتها الجنوبية واليابان من ناحية أخرى، بعدما أجرت الدولتان المتحالفتان مع أمريكا، تدريبات عسكرية مؤخرًا، اعتبرها زعيم كوريا الشمالية تهديدًا مباشرًا لبلاده، ما استدعى رده بصواريخ عابرة للقارات.
القارة الآسيوية التي تعاني -ومعها العالم- التوترات التي انزلق بعض أطرافها إلى حرب روسيا وأوكرانيا، ويوشك البعض أن يفعل -الصين وتايوان- لم يكن ينقصها مزيد من مقدمات الحروب.
لكن يبدو أن كوريا الشمالية وجارتيها -اليابان وكوريا الجنوبية- على شفا الانزلاق في صراع جديد، في ظل عدواة قديمة، مع زيادة البلدين تعاونهما العسكري مع الولايات المتحدة، وتهديد الشمال باستخدام سلاحه النووي.
كوريا الشمالية تهدد بصاورخين
أطلقت كوريا الشمالية صاروخين باليستيين آخرين قبالة ساحلها الشرقي، صباح اليوم الإثنين، ردًا على المناورات التي تجريها أمريكا وحلفاؤها بالقرب منها، حسبما نقلت وكالة رويترز.
في الوقت ذاته؛ خرجت شقيقة الزعيم الكوري، كيم جونغ أون، مهددة بمزيد من التصعيد ضد حليفتي أمريكا المجاروتين لبلادها، ما لم تتراجعا عن تهديد أمنها بالأعمال العسكرية التي تجريانها.
وقالت الشقيقة القوية للزعيم كيم جونغ أون، إن استخدام بيونغ يانغ، المحيط الهادئ ميدان رماية للصواريخ الباليستية، سيعتمد على سلوك الولايات المتحدة.
وأدانت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية، بشدة، عمليات الإطلاق، ووصفتها أنها "استفزاز خطير" يجب أن يتوقف على الفور، في حين دعت اليابان إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بشأن الاختبارات، وما يترتب عليها من تهديد لها من كوريا الشمالية.
مناورات أمريكية تستفز كوريا الشمالية
تخطط الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء عدد من المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية خلال هذا العام، ما اعتبرته الجارة الشمالية استفزازًا صارخًا يتحداها بدعم عدوتها.
وبدأت تلك المناورات مع التدريب المشترك الذي أجرته أمريكا بمشاركة كوريا الجنوبية، منذ أسبوعين مضيا، في قاعدة كونسان الجوية في جونسان، بهدف التصدي للطائرات المسيرة، التي تبرع في استخدامها كوريا الشمالية.
ردًا على تلك المناورة أطلق جيش الشمال صاروخًا باليستيًا، السبت الماضي، إشارة إلى قدرة بيونغ يانغ على استخدام السلاح الفتاك في أي وقت تشعر فيه كوريا الشمالية بتهديد حقيقي من التحالف بين أمريكا والجنوب.
وقبل الصاروخ كانت كوريا الشمالية وجهت تحذيرًا إلى جارتها الجنوبية والولايات المتحدة، من مواجهتهما بإجراءات مضادة قوية "بشكل غير مسبوق"، إذا واصلتا التدريبات العسكرية المشتركة المخطط لها.
وبالطبع قوبل التصعيد بآخر مماثل، فأطلق تدريب جديد أمس، مع اليابان وكوريا الجنوبية، شاركت فيها مقاتلات من طراز إف-35 إيه، وإف-16، لإضافة إلى قاذفات أمريكية من طراز بي-1بي، أظهرت القدرات الدفاعية الساحقة للحلفاء، ومدى جاهزيتهم لأي تصرف متهور من الشمال.
هل تتهور كوريا الشمالية؟
في بيان لزعيم كوريا الشمالية، ردًا على الحضور الأمريكي الطاغي في الجوار من بلاده، قال إنه مستعد لإطلاق المزيد من الصواريخ طالما أصرت أمريكا على إجراء تدريباتها مع أعدائه، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن".
#كوريا_الشمالية تقول إن تحول المحيط الهادئ إلى "ميدان رماية" يتوقف على التصرفات الأميركية#اليوم pic.twitter.com/XvplgwvyLM
— صحيفة اليوم (@alyaum) February 19, 2023
وفي إشارة إلى الولايات المتحدة، قال كيم إن المتطرفين الذين يثيرون التوترات في المنطقة سيدفعون الثمن، مبينًا أنهم سيتجهون في الشمال خلال الفترة المقبلة إلى تعزيز سلاح الصواريخ العابرة للقارات؛ استعدادًا لأي تهديد محتمل.
ووفق ما نقلته وسائل إعلام محلية في كوريا الشمالية، فإن الصواريخ التي تطلقها البلاد دليل على قدرة بيونغ يانغ على شن هجوم نووي قاتل على القوات المعادية، وعلى موثوقية الردع النووي المادي القوي للبلاد.