قالت شركة "نستله"، أكبر مجموعة غذائية في العالم، إن أسعار الشوكولاتة وعدة منتجات غذائية أخرى من المتوقع أن ترتفع أكثر في 2023 بسبب التضخم المتزايد، الذي لا يبدو وكأن له نهاية محتملة في الأفق القريب، ما يشير إلى مضاعفة الأعباء على الأسر في جميع أنحاء العالم تقريباً، حيث ترتفع أصوات الشكاوى في معظم الأسواق المنتشرة من الأمريكتين إلى إفريقيا وآسيا، وفق ما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في موضوع ترجمت صحيفة "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
ورفعت الشركة المصنعة لقهوة نسكافيه وأصابع الشوكولاتة "كيت كات" الأسعار بنسبة 8.2٪ في عام 2022، لكن رغم هذه الزيادة، اعتبرت الشركة إن ذلك غير كافي لتعويض صعود التكاليف، وهو الأمر الذي يقلل أرباحها.
وقال مارك شنايدر، الرئيس التنفيذي لشركة "نستله": "ما زلنا نعمل على تعويض هوامش أرباحنا، ومثل جميع المنتجين والمستهلكين في العالم فقد تأثرنا بالتضخم ونحاول الآن إصلاح الضرر الذي حدث".
وأضاف شنايدر إلى أن هنك مزيد من زيادات الأسعار متوقعة على منتجات الشركة ونظيراتها من شركات المواد الاستهلاكية وسيتم الموافقة عليها طالما لم يدع التضخم لهم طريقًا غير ذلك، وذلك على الرغم من رفضه تحديد أي من العلامات التجارية البالغة 2000 علامة تجارية تابعة للشركة - تشمل الأطعمة المجمدة والحلويات وحليب الأطفال- ستتأثر بارتفاع الأسعار المتوقع".
وذكرت شبكة "سي إن إن" أن الشوكولاتة والكاكاو ليسا المنتجين الأكثر عرضة لزيادة الأسعار هذا العام، فالبيض هو الآخر ارتفع سعره في أمريكا بنسبة 70٪ بأكثر مما كان عليه في عام 2021، وذلك في أمريكا ودول كثيرة في العالم.
ومن المنتجين للبضائع الاستهلاكية الأخرى، زادت شركات: "يونيليفر"، "كوكاكولا"، "كولجيت"، و"بروكيتر آند جامبل" التي تصنع حفاضات "بامبرز" وشامبو "بانتين"، من أسعار منتجاتها.
ولاتزال تكاليف المواد الخام مثل الطاقة ومنتجات الألبان والحبوب مرتفعة، رغم أنها تراجعت عن ذروتها.
كما ارتفعت تكاليف العمالة والخدمات اللوجستية، وهذا يعني أنه من غير المرجح أن تنخفض أسعار السلع في المتاجر في أي وقت قريب.
وقال جرامي بيتكيثلي، المدير المالي لشركة "يونيليفر": "ربما تجاوزنا ذروة التضخم، لكننا لم نصل بعد إلى ذروة الأسعار". فيما أوضح آلان جوب، الرئيس التنفيذي للشركة نفسها، الأمر بقوله: "معظم منتجات الغذاء والبضائع الاستهلاكية، بما في ذلك الشوكولاتة والألبان والحلويات، ستشهد زيادات كبيرة في الأسعار في عام 2023".
ورفعت شركة "يونيليفر"، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، أسعار معظم منتجاتها بنسبة 13.3٪ في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022، وهي زيادة جديدة تقرها الشركة للربع الثامن على التوالي.
وتقول "سي إن إن" الأمريكية، إن شركات السلع الاستهلاكية لديها توازن صعب لتحقيقه، فبينما تؤدي التكاليف المتزايدة إلى تقليص هوامش ربحها، فإن ارتفاع الأسعار بشكل كبير يخاطر بدفع المتسوقين بعيدًا عن الشراء، خاصة للسلع غير الأساسية.
وقالت "يونيليفر" إن زيادات الأسعار تسببت في انخفاض حجم المبيعات بنسبة 2.1٪ في عام 2022. وبالمثل، أبلغت "نستله" عن انخفاض في حجم المبيعات في النصف الثاني من العام الماضي، وقالت إن ذلك كان مدفوعًا جزئيًا بارتفاع الأسعار.
وبينما يحاول المتسوقون الحفاظ على معدل متوزان في ابتياع متطلبات البقالة، قد تكون العلامات التجارية، لمبيعات التجزئة هي الفائز الأهم، فعلى سبيل المثال، شهدت شركة "ولمارت" نموًا قويًا في مبيعاتها، وأيضًا حدث هذا لتجار التجزئة في أوروبا.
