عام من الحرب الضروس عصفت بالبلدين المتنازعين روسيا وأكرانيا، وأثرت في باقي دول العالم بشكل مباشر وغير مباشر.
الصراع الذي يدخل الآن في عامه الثاني منذ بدأ في فبراير الماضي، كان له أثر في مناحٍ عدة من حياة البشر على الأرض، وكذلك في الكوكب نفسه الذي نعيش عليه.
ومن أبرز ما أثرت فيه الحرب كان البيئة والمناخ اللذان قد يخرجان من النزاع بنفع إذا ما نفَّذت دول الاتحاد الأوروبي مخططها للتحول البيئي، بعدما عجَّلت بتنفيذه على وقع الحرب.
الحرب الروسية الأوكرانية.. بيئة أوروبا المستفيدة
تتجه أوروبا بعد حرب روسيا وأوكرانيا إلى تسريع وتيرة تحولها إلى مصادر مستدامة ونظيفة للطاقة، لا تضر بالبيئة، هربًا من التورط في الاعتماد على استيراد الطاقة.
ومنتصف العام الماضي وافق الاتحاد الأوروبي على مقترح يصنّف الاستثمارات في قطاعات الغاز والطاقة النووية على أنها طاقة خضراء مستدامة، ما يمهد الطريق للاعتماد أكثر على المصدرين الأقل ضررًا بالبيئة من الفحم والبترول، بحسب ما تنقل "دوتشه فيله".
ووفق إحصائيات الاتحاد الأوروبي، فإن معظم سكّان القارة العجوز يفضّلون الآن التحوّل من مصادر الطاقة التقليدية إلى المصادر الخضراء، توفيرًا للمال وضمانًا لوجود مصدر لا ينقطع إمداده مع الأزمات السياسية أو العسكرية.
الأمر الذي حفز حكومات دول الاتحاد إلى الإسراع من عملية التحول الأخضر، وهو بالفعل ما لمسته الغالبية العظمى من مواطني الاتحاد الأوروبين إذ ينقل بنك الاستثمار، التابع للاتحاد الأوروبي، أن 80% من المواطنين يشعرون حاليًا بآثار تغيّر المناخ في حياتهم اليومية.
ومن المتوقّع أن تنجح أوروبا في الوصول لتلك النقطة الخضراء، التي سيتعافى المناخ عند تطبيقها، بحلول عام 2050.
1.24 million hectares of nature in Ukraine have already been affected by war.
With @Ecodiya, GP CEE created a map of environmental damages in Ukraine over the 12 months of war!https://t.co/gmHqrf7uUG pic.twitter.com/HOd4ZvIse5— Greenpeace CEE (@GreenpeaceCEE) February 21, 2023
ضرر بيئي على أوكرانيا
إن كان للحرب الروسية أثر إيجابي في البيئة عبر المناطق البعيدة عن أرض النزاع، فإن آثارها على الحياة البيئية في أوكرانيا كان مدمرًا.
فبحسب ادعاءات السلطات الأوكرانية، سُجّل أكثر من 250 جريمة ضد البيئة، وأكثر من 1200 حالة من الإضرار بها، بعد 5 أشهر فقط من بدء الحرب، بحسب بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ومع وابل مستمر من الهجمات العسكرية على المصانع الكيماوية ومنشآت الطاقة والمستودعات الصناعية، حدث تلوث في الهواء والماء والتربة بالبلد المتورط في الصراع المسلح، بالمواد السامة المتسربة من تلك المباني.
في الوقت نفسه أُحرقت أجزاء كبيرة من الغابات والمحميات البيئية، وتقدر السلطات الأوكرانية تضرر 30% من محمياتها الطبيعية.
‘The efforts of #Ukraine’s authorities and citizens are invaluable in setting precedents and serving as a positive example of how to understand and respond to environmental damage in armed conflict.’ – Read more in this recent SIPRI Topical Backgrounderhttps://t.co/6iGYf7VzTo pic.twitter.com/PUrqdDzKb8— SIPRI (@SIPRIorg) February 20, 2023
وتنقل هيئة الإذاعة البريطانية عن مسؤلين أوكران، أن الحياة النباتية والحيوانية خربت في بلادهم، كما تراكمت عليهم الانبعاثات السامة.
ووفق ما صرّح به وزير البيئة الأوكراني، روسلان ستريليتس، فإن الحرب أدَّت بشكل مباشر إلى انبعاث 33 مليون طن من غازات الاحتباس التي تسبب احترار الأرض، إضافة لذلك فإن إعادة بناء أوكرانيا بعد انتهاء الحرب، سينتج انبعاثات أكثر مما خلفته الحرب تُقدّر بـ49 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
لكن في النهاية فإن ضرر أوكرانيا البيئي لن يقارن بالتحوّل الأخضر العالمي الذي سيبدأ من أوروبا ليعيد التعافي مجددًا للبيئة المنهكة.