DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عام على حرب أوكرانيا.. "الغذاء" ما يزال أبرز التداعيات السلبية

عام على حرب أوكرانيا.. "الغذاء" ما يزال أبرز التداعيات السلبية
عام على حرب أوكرانيا..
سفن تنتظر التفتيش بموجب مبادرة حبوب البحر الأسود التابعة للأمم المتحدة - رويترز
عام على حرب أوكرانيا..
سفن تنتظر التفتيش بموجب مبادرة حبوب البحر الأسود التابعة للأمم المتحدة - رويترز

مرت عام على الحرب الروسية الأوكرانية، أعادت خلالها تشكيل العديد من الملفات الحيوية في العالم، كان أبرزها انطلاق سباق التسلح العالمي وتفاقم أزمة الغذاء الدولية.

ويعتبر تهديد الأمن الغذائي العالمي على رأس التداعيات السلبية للحرب الدائرة في القارة الأوروبية، إذ تجاوزت آثارها المحيط الجغرافي للحرب لتضع دول بعيدة في مهب خطر الجوع.

ولم تكد تمر 6 أسابيع على الحرب في أوكرانيا وأدرك العالم أنه لا نهاية للصراع تلوح في الأفق الذي سبب صدمات تضخمية أثرت على أغلب سكان العالم.

أزمة غذائية تعيد أجواء الحرب العالمية

بعد 6 أشهر من بداية الحرب، حذر رئيس برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، من أن أزمة الغذاء العالمية "تتجاوز أي شيء رأيناه منذ الحرب العالمية الثانية"، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وربما نقص حاد لسلع أساسية في العديد من البلدان التي تعتمد على الصادرات من روسيا أو أوكرانيا.

ووصف بيزلي الحرب -وفق شبكة "سي إن إن" بيزنس الأمريكية- بـ"الكارثة التي أتت على بعد كارثة أخرى"، في إشارة إلى التأثير المدمر لتفشي جائحة كورونا على معدلات الجوع العالمية.

ووفقا لبيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، والتي جمعتها شركة "Statista"، فإن أوكرانيا وروسيا منتجان رئيسيان للقمح والشعير والذرة، حيث يمثلان متوسط حصة (مجمعة) من 27 و23 و15% من الصادرات العالمية بين عامي 2016 و2020 على التوالي.

ويشار إلى أن برنامج الغذاء العالمي نفسه يحصل على 50% من إمدادات الحبوب من منطقة أوكرانيا وروسيا، ما جعله يواجه زيادات كبيرة في التكلفة في جهوده لمكافحة حالات الطوارئ الغذائية العالمية.

وتمثل الدولتان نحو 12% من صادرات بذور اللفت عالميًا، و10% من بذور دوّار الشمس.

وقفز عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد من 135 مليونًا إلى 276 مليونًا منذ عام 2019، قبل بدء الحرب في أوكرانيا.

وفي المجموع، يواجه أكثر من 800 مليون شخص شبح الجوع في جميع أنحاء العالم، بينما يتأرجح 44 مليون شخص في 38 دولة من حافة المجاعة، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي.

أعلى سعر مسجل للغذاء

قبل الحرب، كان سعر الغذاء بالفعل عند أعلى مستوى له منذ عقد؛ بسبب تعثر سلاسل التوريد، وظواهر جوية مثل أسوأ موجة جفاف منذ ما يقرب من قرن في وسط وجنوب البرازيل.

كما أصبحت الأسعار القياسية للغاز الطبيعي -وهو عنصر أساسي في صناعة الأسمدة القائمة على النيتروجين- كابوسًا للمزارعين.

ثم جاءت الحرب، وأُغلقت الموانئ الأوكرانية وحدثت الصدمة، إذ تزود أوكرانيا عادة بحوالي 45 مليون طن متري من الحبوب إلى السوق العالمية كل عام وهي أكبر مصدر لزيت دوار الشمس في العالم، وشكلت مع روسيا حوالي ربع صادرات القمح العالمية في عام 2019.

وأدى ذلك إلى ارتفاع مؤشر أسعار الغذاء الذي طورته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أعلى مستوى سنوي له في السجلات التي يعود تاريخها إلى عام 2005، حيث ارتفع بأكثر من 14% مقارنة بعام 2021.

وفي عام 2022، قفز عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي إلى 345 مليونًا من 135 مليونًا في عام 2019.

بادرة أمل في أزمة الغذاء

يشهد العالم تباطؤ في الاقتصاد وتوطيد مخاوف الركود، مع انخفاض الطلب في الأسواق، ورغم ذلك ظهرت بادرة أمل في استقرار أسعار الغذاء.

وأتاح اتفاق استئناف صادرات أوكرانيا الغذائية عبر البحر الأسود لها شحن أكثر من 12 مليون طن متري من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى حتى بداية ديسمبر، كما ساهم انخفاض سعر الطاقة في خفض تكلفة الأسمدة.

وقال جوناثان هينز، كبير المحللين في Gro Intelligence: "في الوقت الحالي، تسير الأمور في الاتجاه الصحيح".

لكن المخاوف لا تزال قائمة، لا سيما بالنظر إلى أن أسعار المواد الغذائية قد استقرت على ما يبدو عند مستويات عالية.

فيما لا تزال الأسمدة باهظة الثمن على أساس تاريخي ، ويستخدم المزارعون كميات أقل لتوفير التكاليف؛ يمكن أن يقلل ذلك من غلة المحاصيل في المواسم القادمة.

إنذارات استمرار الحرب

ارتفاع أسعار الغذاء وندرة موارده خاصة السلع الاستراتيجية الحيوية مثل القمح والشعير والزيوت النباتية، أكد أهمية تفعيل خطط الاستجابة الوطنية والدولية لإنجاز خطط تدابير الأمن الغذائي على كافة المستويات التي تعاني من ارتدادات سلبية جراء الصراع.

واستمرار أمد الحرب، يُنذر بالعديد من التخوفات:

- استمرار تعطيل شحنات الحبوب.

- تعذر الوصول إلى المحاصيل المستقبلية في أوكرانيا وروسيا.

- تراجُع الإنتاجية في أجزاء مختلفة من العالم، ما ينعكس سلبيًا على الأمن الغذائي وخاصة الدول المستوردة للحبوب.

- ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية، خاصة من القمح.