بعد الإصابة بعدوى فيروس كورونا Covid-19، سواء كانت الأولى أو الثانية أو حتى الثالثة، يتساءل كثيرون عن المدة التي نكون خلالها في حماية من الانتكاس، وما إذا كنا سنكون عرضة لمتحورات الفيروس.
وفي حال الإصابة بفيروس كورونا مرة أخرى، فهل تقلل المناعة التي اكتسبناها من شدة الإصابة التالية؟
دراسة جديدة حول فيروس كورونا
بدأت دراسة جديدة نشرت في موقع Lancet للإجابة على هذه الأسئلة، بالنظر إلى قوة ومدة المناعة الطبيعية عقب الإصابة بمتحورات فيروس كوفيد 19 المختلفة.
وجمع الباحثون بيانات من 65 دراسة في 19 دولة، ما يجعلها أكبر مراجعة حول هذا الموضوع، بحسب زانيا ستاماتاكي، أستاذ مشارك في علم المناعة الفيروسي، جامعة برمنجهام.
وقارنت الدراسات مخاطر Covid-19 بين الأشخاص الذين أصيبوا به سابقًا والذين ليس لديهم عدوى مسبقة.
ويهدف الباحثون إلى تقييم ما إذا كانت العدوى تسبب حماية مماثلة ضد المتحورات المختلفة.
وامتدت التحليلات دراسات من بداية الوباء حتى سبتمبر 2022، ونظرت في المقام الأول إلى متغيرات Alpha و Beta و Delta و Omicron BA.1.
أظهرت بيانات مجمعة، إن إجمالي الإصابات المؤكدة بـ #كورونا عالميًا، وصلت إلى 668,862,946 حالة، مع ارتفاع إجمالي الوفيات إلى 6,739,475 حالة#اليوم pic.twitter.com/uGO4j1AQ1E— صحيفة اليوم (@alyaum) January 23, 2023
الحماية من إعادة التأهيل
قيم الباحثون الحماية التي توفرها الإصابة بكورونا من خطر الانتكاس والتعرض لأحد المتحورات.
ووجدوا أن العدوى السابقة بكورونا تشكل وقاية ضد الإصابة مرة أخرى مع المتحورات ألفا وبيتا والدلتا، ولكن أقل من ذلك ضد Omicron Ba.1.
ووفرت العدوى السابقة حماية معتدلة من Omicron Ba.1 بنسبة 45%، مقارنة مع حماية أقوى ضد المتغيرات قبل الأوميكرون 82%.
أظهرت البيانات من الدراسات طويلة الأجل أن الحماية من الإصابة مرة أخرى بالمتحورات قبل الأوميكرون انخفضت إلى 78.6% على مدى 40 أسبوعًا، في حين انخفضت الإصابة بأوميكرون BA.1 إلى 36.1%.
وهذا لا يعني أن الحماية تنخفض بشكل كبير بعد 40 أسبوعًا.
وكشفت النتائج أيضًا أن الحماية من المرض الشديد بعد العدوى الطبيعية كانت مماثلة لتلك التي تم تسجيلها بعد جرعتين لقاح، لكل من متغيرات ما قبل الأوميكرون والأوميكرون BA.1.
ليس من المرجح حدوث موجة جديدة من #كورونا على المدى القريب في #الصين#اليوم pic.twitter.com/vtZ2rEMkqI— صحيفة اليوم (@alyaum) January 22, 2023
هل نعتمد على الأجسام المضادة للحماية؟
ملاحظات الدراسة، التي تعالج الحماية ضد المتغيرات قبل الأوميكرون و Omicron BA.1 بشكل منفصل، تكون منطقية عندما نفكر في كيفية اختلاف متغيرات الأوميكرون عن سابقاتها.
ويعد تحييد الأجسام المضادة المتولدة بعد الإصابة الفيروسية السابقة أمر مهم لمنع دخول الفيروس اللاحق إلى الخلايا الحساسة.
وتقدم فيروسات مثل SARS-COV-2 طفرات عشوائية في جينومها عند تكرارها، بهدف تغيير بروتيناتها باستمرار للهروب من مقاومة المناعة.
وتتمتع سلالات Omicron بما يكفي من الطفرات للتمييز بشكل كبير عن المتحورات السابقة، وبالتالي تهرب من الأجسام المضادة.
ولحسن الحظ، نحن لا نعتمد فقط على الأجسام المضادة للحماية.
ويعترف نوع من الخلايا المناعية التي تسمى الخلايا التائية بالمقتطفات من بروتينات الفيروس بدلاً من البروتينات سليمة؛ مما يعني أن الأمر سيستغرق الكثير من الطفرات في جينوم الفيروس للتهرب تمامًا من مناعة الخلايا التائية.
وعلى عكس الأجسام المضادة، لا تبحث الخلايا التائية في الفيروسات بل تتعرف مباشرة على الخلايا المصابة وتتعامل معها.
لا يزال هناك ما يدعو للقلق بشأن جائحة كورونا وتفشي فيروس COVID-19، وعلى رأسها ظهور دليل على وجود الفيروس في أنسجة دماغ الجنين في حالات نقل النساء الحوامل العدوى إلى أطفالهن.#اليوم
التفاصيل | https://t.co/xkHruHh2Ec pic.twitter.com/JM1dorjzzA— صحيفة اليوم (@alyaum) January 24, 2023
العدوى مقابل التطعيم
في حين أن العدوى الطبيعية قد توفر حماية مكافئة للتطعيم، فإن هذا لا يعني أنه يجب أن تسعى إلى الإصابة من أجل الحماية.
ولا يزال SARS-COV-2 فيروسًا خطيرًا ولا يمكن التنبؤ به، ويمكنه -في بعض الحالات- أن يتسبب في مجموعة من الآثار الضارة التي تظل قائمة بعد الشفاء.
والنتائج التي توصلت إليها الدراسة يمكن استخدامها لإبلاغ التوقيت الأمثل لاستراتيجيات التطعيم المعزز؛ أي أنه من المحتمل أن يكون هناك ميزة في الانتظار بعض الوقت بعد الإصابة قبل الحصول على تعزيز.