يحتفل العالم باليوم العالمي للغة الأم كل عام في الـ21 من فبراير، تأكيدًا على أهمية لغة كل شعب وجماعة من البشر.
ومع الأخذ في الاعتبار أن 40% من سكان العالم لا يتعلمون بلغتهم الأم التي يتحدثون بها، في حين تندثر العديد من اللغات بشكل سريع، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن ذلك كان مؤشرًا لضرورة ترسيخ ثقافة عالمية لإحياء اللغة الأم، حتى لا يواجه العالم مزيدًا من تغيب اللغات التي تحمل في جوهرها حضارة الشعوب وثقافته وارتباطه بأصله.
لذا خصصت منظمة اليونسكو يومًا عالميًا للاحتفال باللغة الأم، لكن وراء ذلك قصة فما هي؟
متى أُعلن عن اليوم العالمي للغة الأم؟
في الـ17 من نوفمبر عام 1999 قدمت بنجلاديش اقتراحًا لتخصيص يوم عالمي للاحتفال باللغة الأم، وذلك خلال المؤتمر العام لليونسكو في باريس.
المبادرة التي أطلقتها بنجلاديش لاقت استحسانًا من المنظمة التابعة للأمم المتحدة لتوافق عليها في نفس العام، وتبدأ الاحتفال بذلك اليوم من السنة اللاحقة لتقديم المبادرة في يوم الـ21 من فبراير عام 2000، لتكون تلك بادرة الاحتفال به، التي تستمر حتى الآن.
وتؤكد اليونسكو أن اللغة الأم لكل شعب هي أساس وجوده، وهي الوسيلة التي تتيح صون المعارف التقليدية ونشرها على نحو مستدام، كما أن التعدد في اللغات يعزز التسامح واحترام الآخر بين الشعوب التي لا تنطق بنفس اللسان.
وفي عام 2006 وضعت اليونسكو هيئة للرصد الاستراتيجي لضمان التآزر بين جميع القطاعات والخدمات المعنية باللغات، كما أعلنت عام 2008 سنة دولية للغات، ترسيخًا لأهمية اللغات الأصلية.
لماذا 21 فبراير؟
يوافق يوم 21 من فبراير ذكرى أحداث دكا، نسبة إلى العاصمة البنغالية التي خرج فيها الطلاب عام 1952 مطالبين باعتماد اللغة البنغالية كإحدى اللغات الرسمية في دولة باكستان، التي كانت بنجلادش جزءًا منها حينذاك.
وبدأت حركة مطالبة اعتماد اللغة في باكستان نهاية عام 1947 وفق ما تورده الموسوعة الوطنية في بنجلاديش، حين أعلن وزير التعليم المركزي وقتها أن اللغة الرسمية الوحيدة في البلاد هي الأردية، متجاهلًا الدعوات التي تطالب بوضع البنغالية رديفًا لها.
بدأ طلاب جامعة دكا وقتها في عقد اجتماعات للتأكيد على جدية مطلبهم، وتصاعدت الحركة الطلابية من وقتها بدعم من الصحف والمثقفين، لتتحول من مطالبات سلمية إلى مظاهرات رافقها العنف، وإضرابات، بالطبع ردت الحكومة وقتها بموجة اعتقالات وتصدٍ لأي أعمال تظاهرية.
واستمر الوضع المتأجج بحاله حتى كان عام 1952 حين خرجت تظاهرة كبيرة من حرم جامعة دكا مطالبة بالاعتراف باللغة البنغالية، في مواجهة الشرطة، ليسقط خلالها عدد من القتلى الذين أفنوا حياتهم في سبيل الدفاع عن لغتهم الأم.
ويصبح يوم الـ21 من فبراير هو ذكرى الاحتفال باللغة الأم عالميًا، كما هو ذكرى النضال الطلابي البنغالي لإرساء لغتهم.
