DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

استنزاف طويل الأمد.. عام من الحرب الأوكرانية بلا هزيمة أو نصر

استنزاف طويل الأمد.. عام من الحرب الأوكرانية بلا هزيمة أو نصر
استنزاف طويل الأمد.. عام من الحرب الأوكرانية بلا هزيمة أو نصر
مواطن أوكراني يزيل الأنقاض أمام مبنى سكني تضرر من غارة عسكرية روسية - رويترز
استنزاف طويل الأمد.. عام من الحرب الأوكرانية بلا هزيمة أو نصر
مواطن أوكراني يزيل الأنقاض أمام مبنى سكني تضرر من غارة عسكرية روسية - رويترز

ساعات قليلة ويتخطى عمر الحرب الروسية الأوكرانية العام دون حسم مؤكد لأي طرف، فبعد أن تقدمت القوات الروسية في شرق أوكرانيا قبل شهور، استطاعت القوات الأوكرانية استعادة بعض المدن، وسط قصف روسي متقطع بين متوسط وكثيف على فترات.

الطرفان يعتزمان المواصلة، وسط دعم غربي كبير موجه لكييف، وعزم روسي على التقدم في أوكرانيا، ما ينذر بأن الحرب ستأخذ منحى طويل الأمد وأن حالة اللا خسارة ولا نصر مستمرة.

الحرب الروسية في أوكرانيا

هذه الحالة الوسطية التي لا رابح فيها ولا خاسر يدعمها عدة عوامل من الداخل الروسي والأوكراني وخارجه، والتي نستعرضها في السطور التالية.

الدول الداعمة لأوكرانيا وعلى رأسها الولايات المتحدة تقدم دعمًا قد يكبح التقدم الروسي، لكنه أيضا لا يحسم نصرًا صريحًا لكييف، والشواهد على ذلك كثيرة.

تتردد الدول الغربية في تقديم الدعم اللازم لكييف التي تعتزم توجيه هجومًا مضادًا لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في الشرق الأوكراني.

الدبابات الحائرة

الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لطالما طالب على مدار العام الماضي، بتسليم أسلحة ودعم آخر لأوكرانيا بشكل عاجل للغاية، قائلًا إنها مطلوبة لهزيمة روسيا.

تأرجحت القرارات حول الدعم البري كثيرًا حتى نالت إما موافقة دون تنفيذ أو موافقة متأخرة، وسط تحليلات تفيد بأن العواصم الغربية لا تريد التورط المباشر في أرض المعركة.

وأخيرًا وبعد شهور من الإلحاح، نال "زيلينسكي" أول الغيث الغربي، إذ وافقت ألمانيا على إرسال 14 دبابة "ليوبارد 2" الخاصة بها، وكذلك تفويض الدول الأخرى للقيام بنفس الشيء، إذ تمتلك رخصة التصدير.

وأعلنت بريطانيا هذا الشهر أنها سترسل 14 من دباباتها القتالية الرئيسية ومدفعية إضافية إلى أوكرانيا.

فيما قالت الولايات المتحدة إنها ستزوّد كييف بـ31 من دباباتها "أبرامز .M1 "

ماذا عن الدعم الجوي؟

يتزامن الدعم الغربي المنتظر مع توقعات بشنّ كييف هجومًا مضادًا جديدًا خلال الربيع المقبل، بعد نجاح محاولاتها نهاية العام الماضي في استعادة بعض الأراضي التي سلبتها روسيا، ولكن كي يكتمل الهجوم لا بد من الحديث عن مقاتلات جوية قادرة توجيه ضربات للمواقع الروسية.. فماذا عنها؟

قال وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، إن تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة ليس محور تركيز في الوقت الحالي، ولكن سيتم مناقشته بالتأكيد.

وأضاف لمحطة "إيه.إر.دي" الألمانية، إن تأمين المجال الجوي الأوكراني هو الأولوية.

وأوضح بيستوريوس: "عندما تصبح سماء أوكرانيا آمنة خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة، يمكنك التحدث عن جميع الخطوات الأخرى".

فيما قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه يتوقع أن تشن أوكرانيا هجومًا على روسيا في الربيع.

وردًا على سؤال عما إذا كان حلفاء أوكرانيا ناقشوا مسألة إرسال طائرات مقاتلة لمساعدة البلاد في مجهودها الحربي، قال أوستن "ليس لدي أي إعلان اليوم".

أزمة إنتاج التسليح

مؤخرًا قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، إن معدل نفقات الذخيرة الحالي في أوكرانيا أعلى بعدة مرات من معدل الإنتاج، لافتًا إلى أن ذلك وضع الصناعات الدفاعية للدول الأعضاء بالحلف تحت الضغط.

وأضاف: "زاد وقت انتظار الذخيرة ذات العيار الكبير من 12 إلى 28 شهرًا، والطلبات المقدمة اليوم لن يتم تسليمها إلا بعد عامين ونصف، لذلك نحن بحاجة إلى زيادة الإنتاج والاستثمار في طاقتنا الإنتاجية". وقال ستولتنبرج إن الناتو أكمل مسحًا لذخائر الحلف وخطط لزيادة أهداف المخزونات.

وأشار إلى أنه جرى إحراز بعض التقدم بين حلفاء الناتو، مستشهدًا بمثال توقيع الولايات المتحدة وفرنسا لعقود جديدة مع شركات دفاعي.

كما أعلنت ألمانيا أنها وافقت على صفقات جديدة مع مصنعي الذخيرة لأنظمة الدفاع الجوي التي سلمتها إلى أوكرانيا، لكن قد تكون المشكلة أكثر صعوبة من مجرد توجيه الشركات الخاصة لإنتاج المزيد من الذخيرة أو تقديم طلبات كبيرة.

روسيا لا تنوي التراجع

منذ بداية الحرب، تواصل تهديداتها بالأسلحة الاستراتيجية، في تلويح واضح لإمكانية استخدام السلاح النووي إذ اقتضى الأمر.

وكانت آخر تلك التهديدات، في تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أطلق تحذيرًا نوويًا للغرب بخصوص أوكرانيا، بعد أن علق مشاركة بلاده في معاهدة مهمة مع الولايات المتحدة للحد من الأسلحة النووية وأعلن استخدام أنظمة استراتيجية جديدة في المهام القتالية وإمكانية استئناف التجارب النووية.

وفي خطاب ألقاه بعد قرابة عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أشعل أكبر مواجهة مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962، قال بوتين إنه سيحقق أهداف الحرب واتهم الغرب بمحاولة تدمير روسيا.

وقال بوتين للنخبة السياسية والعسكرية في بلاده "في هذا الصدد، أجد نفسي مضطرًا للإعلان اليوم أن روسيا علقت مشاركتها في معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية".

وأضاف الرئيس الروسي إن البعض في واشنطن يفكرون في استئناف التجارب النووية، وبالتالي ينبغي أن تستعد وزارة الدفاع والمؤسسة النووية في روسيا لاختبار الأسلحة النووية الروسية إذا لزم الأمر.

وأعلن بوتين هذه الخطوة خلال خطابه السنوي عن حالة الأمة الذي تعهد فيه بمواصلة الحرب الروسية المستمرة منذ عام في أوكرانيا.

معضلة تاريخية

الأزمة الأوكرانية من الجانب الروسي ليست أزمة نفوذ فقط، إنما تحمل بعدًا تاريخيًا وهو ما ظهر في تصريحات "بوتين" قبيل الحرب بأيام في فبراير العام الماضي، التي قال فيها إن الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين حرر أوكرانيا ومنحها بعض الأراضي لتشكيل دولتها.

وشدد على أن "أوكرانيا جزء لا يتجزأ من تاريخنا"، وأن الثورة البلشفية هي من صنعت أوكرانيا بشكلها الحالي.

كل ما سبق وأكثر إنما دليل على أن الحرب ستكون طويلة الأمد، مع نزيف متواصل من كل الأطراف.

ضربة استباقية

وليس دليلا على عزم موسكو على استمرار التقدم في الأراضي الأوكرانية أكثر من الضربة الاستباقية التي وجهتها لمدينة باخموت وسط توقعات بهجوم أوكراني مضاد الربيع القادم.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي "الناتو"، ينس ستولتنبرج، إن روسيا بدأت هجومها الكبير في أوكرانيا، حيث تعرضت مدينة باخموت بشرق البلاد لقصف مدفعي كثيف.

وأضاف: "الحقيقة نراها بداية هجوم روسي، وما يفعله الرئيس بوتين الآن، هو إرسال آلاف إضافية من القوات."

وأوضح ستولتنبرج في مؤتمر صحفي ببروكسل قبل اجتماع لوزراء دفاع الناتو الثلاثاء الماضي: "لا نرى أي مؤشر على الإطلاق على أن الرئيس بوتين يستعد للسلام."

وأضاف أن روسيا لا تزال عازمة على السيطرة على أوكرانيا من خلال القوة، مضيفًا: "نرى كيف يرسلون مزيدًا من القوات ومزيدًا من الأسلحة ومزيدًا من القدرات".