تسببت الحرب في أوكرانيا التي بدأت قبل عام، في مقتل الآلاف، وأجبرت الملايين على الفرار من منازلهم، وتحولت مدن بأكملها إلى أنقاض، وأثارت مخاوف من انزلاق المواجهة إلى صراع مفتوح بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
بعد أن أجبرت الهجمات المضادة الأوكرانية المذهلة الغزاة الروس على الانسحاب المهين على عدة جبهات في النصف الثاني من عام 2022، استعادت موسكو تقدمًا طفيفًا ولكنه مطرد في شرق أوكرانيا مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للحرب في 24 فبراير.
فيما يلي بعض التطورات الرئيسية في أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية..
حرب روسيا في أوكرانيا
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدخول عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا في "عملية عسكرية خاصة" لـ "نزع سلاح" البلاد وتطهير "القوميين" ووقف ما تصفه موسكو بالتعدي الغربي من خلال دعم الناتو والاتحاد الأوروبي لكييف، هاجموا من الشمال والشرق والجنوب.
يقول الأوكرانيون إن بوتين يهدف إلى إخضاع بلادهم، كنوع من استعادة الاتحاد السوفيتي بقيادة موسكو حتى تفككه عام 1991- ومحو هويتهم الوطنية التي ترجع إلى 1000 عام.
#فيديو |
بعد إعلان الهجوم الروسي.. نزوح سكان «#كييف» من العاصمة بعد دوي صفارات الإنذار https://t.co/Ktul82dSvQ #روسيا_واوكرانيا
#صحيفة_اليوم #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم pic.twitter.com/nSSKIZZVAQ— صحيفة اليوم (@alyaum) February 24, 2022
روسيا تفشل في الاستيلاء على كييف
في غضون ساعات من الغزو، نزلت القوات الخاصة الروسية في مطار أنتونوف، وهي قاعدة شحن شمال كييف، كجزء من خطط للاستيلاء على العاصمة.
وخلال يوم واحد، قضى الأوكرانيون على نخبة المظليين الروس ودمروا مدرج الهبوط، وصلت الأعمدة المدرعة الروسية إلى الضواحي الشمالية لكييف لكنها في النهاية تغلبت على حالة تراجع فوضوي.
جرائم حرب في أوكرانيا
قتلت القوات الروسية ما لا يقل عن 441 مدنيًا أوكرانيًا في الأيام الأولى من الغزو، بما في ذلك الإعدام بإجراءات موجزة فيما قد يرقى إلى جرائم الحرب، حسبما أفاد محققو حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة في وقت لاحق من العام.
وذكر تقرير مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان أن عمليات القتل وقعت في مناطق تشيرنيهيف وسومي وكييف، وأشهرها في بلدة بوتشا التابعة لكييف، حتى أوائل أبريل عندما انسحبت القوات الروسية.
ونفت موسكو مرارًا استهداف المدنيين في الصراع، معتبرة أن الأدلة المقدمة كانت مزورة.
«الجنائية الدولية» تفتح تحقيقًا في جرائم حرب روسية محتملة في أوكرانيا
#صحيفة_اليوم #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم#الحرب_الاوكرانيه_الروسيه
https://t.co/4cinRNKcq8 pic.twitter.com/VrFTn0sdob— صحيفة اليوم (@alyaum) March 3, 2022
روسيا تغير نهجها
في مارس 2022، قلصت روسيا أهدافها الحربية، قائلة إنها ستركز على "تحرير" منطقة دونباس الشرقية في أوكرانيا بالكامل، حيث انتفض الانفصاليون المدعومون من موسكو في عام 2014.
حققت القوات الروسية مكاسب بطيئة وثابتة في مرحلة من الصراع ألحقت خسائر فادحة في كلا الجانبين، بحلول يونيو، قالت الحكومة الأوكرانية إن 100-120 من جنودها يُقتلون كل يوم، ولم تكشف روسيا عن خسائر يومية.
استخدمت القوات الروسية قوة نيران المدفعية المتفوقة لتطويق القوات الأوكرانية، بعد الاستيلاء على مدينتي دونباس في سيفيرودونتسك وليسيتشانسك، أعلن بوتين انتصاره في المنطقة في 4 يوليو، على الرغم من استمرار القتال.
بالنسبة إلى كييف، جاءت لحظة رفع الروح المعنوية في 14 أبريل عندما أصاب صاروخان أوكرانيان سفينة القيادة الروسية في أسطول البحر الأسود موسكفا، وهي أكبر سفينة حربية غرقت في القتال منذ 40 عامًا.
حصار ماريوبول
سيطرت روسيا على مدينة ماريوبول الساحلية المطلة على البحر الأسود في مايو بعد حصار دام ثلاثة أشهر أطلق عليه الصليب الأحمر اسم "الجحيم".
قالت كييف إن روسيا قصفت المنطقة وقتلت المئات، وانتهى الحصار عندما استسلم آخر المدافعين الأوكرانيين المتحصنين داخل مصانع الصلب العملاقة، آزوفستال.
المقاتلون الأوكرانيون صامدون و #بوتين يعلن النصر في «#ماريوبول»
#صحيفة_اليوم #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم
https://t.co/HR8BHGINlt pic.twitter.com/uvGqJFN26Y— صحيفة اليوم (@alyaum) April 22, 2022
الهجمات المعاكسة في أوكرانيا
مع اندلاع الحرب، بدأت الولايات المتحدة وأوروبا في مساعدة أوكرانيا بأسلحة ذات قوة متزايدة ومدى أطول، واستخدمت العقوبات لمحاولة إعاقة الآلة العسكرية الروسية.
في أغسطس، شنت أوكرانيا المسلحة بشكل أفضل هجومًا مضادًا جنوبيًا حول خيرسون، البوابة البرية الوحيدة لشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014 وتستضيف أسطولها في البحر الأسود.
نفذت كييف ضربات على خطوط الإمداد الروسية ومخازن الذخيرة وحتى قاعدة ساكي الجوية في شبه جزيرة القرم.
في أوائل سبتمبر، حققت القوات الأوكرانية مكاسب مفاجئة في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، واستعادت مركز السكك الحديدية الوحيد الذي يزود خط المواجهة الإقليمي لروسيا.
عودة خيرسون
أمرت روسيا قواتها في 9 نوفمبر، بالتخلي عن خيرسون، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي احتلتها حتى الآن في غزوها، ورحب السكان المبتهجون بعودة القوات الأوكرانية، رغم أن المدينة لا تزال عرضة للقصف الروسي.. وكانت منطقة خيرسون واحدة من أربع مناطق أعلن بوتين اندماجها في روسيا "إلى الأبد".
وسط قتال عنيف.. #روسيا تكثف هجماتها على خيرسون بقذائف المورتر والمدفعية https://t.co/2vcl4HVyQl#اليوم pic.twitter.com/irl4e2Kodx— صحيفة اليوم (@alyaum) December 29, 2022
حاجز الصواريخ الروسية
في الأسابيع الأخيرة من عام 2022، أطلقت روسيا عشرات الصواريخ على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، فأغرقت ملايين الأوكرانيين في الظلام والبرد.
تقول موسكو إنها تستهدف القدرة الإنتاجية الحيوية للجيش الأوكراني، وتقول أوكرانيا إن الضربات بعيدة عن خطوط الجبهة الشرقية والجنوبية لا تؤدي إلا إلى إلحاق الأذى بالمدنيين وترقى إلى مستوى جرائم الحرب.
تعثرات لحقت بالغزو الروسي
على الرغم من وابل الصواريخ، فإنه بحلول نهاية عام 2022، كان الغزو الروسي يتعثر بشكل واضح، وجند نحو 300 ألف جندي احتياطي لتعزيز سيطرتها على الأراضي المحتلة المتبقية، أي حوالي خمس أوكرانيا.
ناقش الخبراء العسكريون، الذين شككوا ذات مرة في قدرة كييف على الصمود لأكثر من بضعة أيام، ما إذا كان بإمكانها الانتصار في الحرب على الفور.
الطائرات دون طيار بين #روسيا و #أوكرانيا.. هل يحارب الذكاء الاصطناعي بدلا من الإنسان؟
https://t.co/J3EZKOHvgk #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) February 22, 2023
الهجوم الروسي الجديد يتخذ شكلًا
بعد أشهر من معارك المدفعية الثابتة وحرب الخنادق الطاحنة التي لم تتزحزح فيها الخطوط الأمامية، بدأت القوات الروسية معززة بعشرات الآلاف من المجندين الجدد ومرتزقة فاغنر في التقدم ببطء مرة أخرى في يناير.
في 13 يناير أعلنت روسيا الاستيلاء على بلدة سوليدار لتعدين الملح في مقاطعة دونيتسك الشرقية، حيث لعب مقاتلو فاجنر دورًا محوريًا، وهو أول نجاح بارز في ساحة المعركة لموسكو منذ نصف عام.
تركز روسيا الآن قصفها المدفعي والأرضي على مدينة باخموت القريبة، والتي سوتها الآن على نطاق واسع بسبب أشهر القصف الذي حول مدينة كان عدد سكانها قبل الحرب 70 ألف نسمة إلى مدينة أشباح.
بين 7 فبراير و12 فبراير، بدا أن قوات فاجنر تقدمت عدة كيلومترات حول شمال باخموت وبدأت في تطويقها، بعد تجميد التقدم في الخطوط الأمامية لعدة أشهر.
الدعم العسكري لأوكرانيا
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 14 فبراير إن روسيا في عجلة من أمرها لتحقيق أقصى ما تستطيع من زخمها المتجدد في الشرق والجنوب قبل أن تتلقى كييف دبابات قتال حديثة وأسلحة ثقيلة أخرى من المحتمل أن تغير قواعد اللعبة وتسعى للحصول عليها من حلف شمال الأطلسي والدول الغربية.
تستخدم أوكرانيا القذائف بشكل أسرع مما يمكن للغرب صنعها، وقد بدأ الناتو في مناقشة طلبه للحصول على طائرات مقاتلة وصواريخ بعيدة المدى للذهاب مع الدبابات الموعودة لهجوم متوقع على نطاق واسع أن يتكشف في الربيع.
الطائرات دون طيار بين #روسيا و #أوكرانيا.. هل يحارب الذكاء الاصطناعي بدلا من الإنسان؟
https://t.co/J3EZKOHvgk #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) February 22, 2023
