DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. بدران الحنيحن.. "جوهرة المملكة" نقطة تحول مفصلية في ترسيخ الوحدة الوطنية

د. بدران الحنيحن.. "جوهرة المملكة" نقطة تحول مفصلية في ترسيخ الوحدة الوطنية
د. بدران الحنيحن..
الدرعية أصبحت مدينة العلم والعلماء وقبلة المتعلمين في الجزيرة العربية - اليوم
د. بدران الحنيحن..
الدرعية أصبحت مدينة العلم والعلماء وقبلة المتعلمين في الجزيرة العربية - اليوم

أكد مدير عام إدارة الاعتماد الثقافي والتاريخي في هيئة تطوير بوابة الدرعية د. بدران الحنيحن، أهمية الخرائط التاريخية كرافد مهم لحفظ تاريخ الدرعية "جوهرة المملكة" على وجه التحديد وتوثيقه وتدوينه.

وقال إن فترة الإمام محمد بن سعود، كانت من أهم الفترات في التاريخ السعودي، وتعد نقطة تحول مفصلية، تمثلت في تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ - 1727م، وتقوية القاعدة العسكرية، وبناء سور الدرعية للتصدي للهجمات الخارجية، وتحقيق الاستقلال السياسي وعدم التبعية لأي نفوذ، وترسيخ قيم الوحدة الوطنية ومبادئها، والمصلحة المشتركة، وتأمين طرق الحج والتجارة وقوافلها.

وأضاف د. الحنيحن في حوار مع "اليوم" إن الدولة السعودية الأولى منذ تأسيسها ركزت على نشر العلوم والمعارف المختلفة في المجتمع، كالقراءة والكتابة والرياضيات وعلوم الدين وغيرها، ونتيجة لذلك أصبحت الدرعية مدينة العلم والعلماء، وقبلة المتعلمين في الجزيرة العربية، كما سهلت كل ما يحتاج إليه طلبة العلم ووفرت لهم السكن والغذاء.

د. بدران الحنيحن مدير عام إدارة الاعتماد الثقافي والتاريخي في هيئة تطوير بوابة الدرعية - اليوم

مدينة "العلم والمعارف والعلماء" وقبلة المتعلمين في الجزيرة العربية

• نشهد في هذه الأيام ذكرى يوم التأسيس.. والدرعية هي أرض ومهد الدولة السعودية.. كيف تعلق؟

- في هذه المناسبة يعود بنا التاريخ إلى جذور التأسيس ووضع اللبنة الأولى لهذا الوطن الذي انطلق من عاصمته الأولى الدرعية، وإلى مؤسس الدولة الإمام محمد بن سعود، الجد الخامس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وإلى أئمة الدولة السعودية الأولى، ومن واجبنا الوطني إبراز دور الدولة السعودية وأثرها الكبير فيما بلغه وطننا اليوم في جميع الجوانب، وإبراز تاريخنا السعودي العظيم الذي يمتدّ إلى قرابة 3 قرون في الدرعية، ولا أجمل من هذا اليوم للتذكير بالكتابة في تاريخ الدولة السعودية الأولى، بالكتابة عن الدرعية عاصمتنا التاريخية الأولى، عاصمة التأسيس، فالجميع محظوظون بهذا اليوم، لا سيّما المؤرخين الذين ينبغي عليهم الاستثمار فيه معرفيًا بالكتابة التاريخية والبحث والتنقيب في أسرار هذه الدولة العظيمة التي انطلقت من الدرعية.

فترة الإمام محمد بن سعود من أهم الفترات في التاريخ السعودي

• كيف كانت أبرز ملامح حقبة الإمام محمد بن سعود السياسية والعسكرية والتنموية؟

- كانت فترة الإمام محمد بن سعود من أهم الفترات في التاريخ السعودي، وتُعدّ نقطة تحوُّل مفصلية تمثلت في تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ - 1727م، وتبع ذلك مرحلة التطوير الإداري في عدة جوانب.

وحين نتحدث عن الجانب السياسي والعسكري نجد أن الإمام محمد بن سعود بذل جهدًا كبيرًا في تقوية القاعدة العسكرية للدولة، وبنى سور الدرعية للتصدي للهجمات الخارجية، كما حرص على الاستقلال السياسي وعدم التبعية لأي نفوذ، وعلى ترسيخ قيم الوحدة الوطنية ومبادئها، وعلى المصلحة المشتركة، وعمل لتأمين طرق الحج والتجارة وقوافلها.

ومن أهم إنجازاته في هذا الجانب، وهو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحدث يوم التأسيس، هو بدؤه مشروع التوحيد وحملاته وتولّيه قيادتها.

وفيما يتعلق بالجانب التنموي فقد كان للإمام المؤسس جهود تنموية عظيمة، فقد شهدت الدولة السعودية الأولى في عهده نهضة عمرانية، تمثلت في بناء أحياء مدينة الدرعية، فبعد أن جعل من حي غصيبة مقرًا للحكم، بنى بجواره حي الطرفية وانتقل إليه في وقت لاحق، وأمر ببناء قصر سلوى في حي الطريف، فبناه من بعده ابنه الإمام عبد العزيز بن محمد عام 1179هـ - 1765م.

علاوة على ذلك، كان للإمام المؤسس عناية خاصة بالجانب التعليمي والثقافي في الدولة، فدعم مؤسساتها، وجعل من الدرعية بيئة جاذبة للعلماء، كما اعتنى كذلك بالتكافل الاجتماعي، وبناء الرابطة الاجتماعية بين الدرعية العاصمة والبلدات الأخرى التابعة لها، إضافة إلى تطوير الجانب الاقتصادي بتنظيم موارد الدولة ورفع إمكاناتها.

دور بارز في دعم الجانب الثقافي ونهضته

• وماذا عن الجانب الثقافي في الدولة السعودية الأولى، وأهمية الخرائط؟

- كان لأئمة الدولة السعودية الأولى دور بارز في دعم الجانب الثقافي ونهضته، وما تحقق حتى الآن من إنجازات في هذا الجانب يُعد امتدادًا لما قدموه، ومنذ تأسيس الدولة السعودية الأولى، ركزت على نشر العلوم والمعارف المختلفة في المجتمع، كالقراءة والكتابة والرياضيات وعلوم الدين وغيرها.

ونتيجة لذلك، أصبحت الدرعية مدينة العلم والعلماء، وقبلة المتعلمين في الجزيرة العربية، كما سهلت كل ما يحتاج إليه طلبة العلم ووفرت لهم السكن والغذاء، وأنشأت مبنى لطلاب العلم مخصصًا لسكنهم، وتعليمهم من خزينة الدولة أو من خلال الأوقاف، وكانت المساجد آنذاك مقرًا للحلقات العلمية ويقوم عليها كبار العلماء في الدولة، ويدرّسون فيها معظم العلوم الشرعية.

إضافة إلى ذلك انتشرت الكتاتيب التي تُعد مكانًا للتعليم، وفي الأغلب يكون الكُتّاب في المسجد أو في مكان بجواره أو في بيت المعلِّم "المطوَّع"، ولهذا كان الكُتّاب في عصر الدولة السعودية الأولى إلى حدٍّ ما بمنزلة المُعلّمين في عصرنا الحالي، كما كان لموقع الدرعية الاستراتيجي أثر في تبادل الثقافات مع جميع البلدان الخارجية بوصفها نقطة عبور قوافل الحج والتجارة آنذاك.

كما شمل الجانب الثقافي نواحي أخرى، ومنها جماليات المخطوطات السعودية التي كانت تُكتَب وتُزيَّن صفحاتها بالزخارف والنقوش، وازداد الاهتمام بالخط العربي وبتطوره ونشره من خلال متابعة أدق التفاصيل في جمالياته، ومتابعة تعلم الطلاب فنون هذا الخط وتشجيعهم بتقديم المكافآت المالية لأبرز الخطاطين الواعدين من الشباب.

وفيما يتعلق بالخرائط التاريخية، لا شك في أنها تشكل رافدًا مهمًا لحفظ تاريخ الدرعية على وجه التحديد وتوثيقه وتدوينه، فمنذ القِدَم كان هناك اهتمام كبير بها باعتبارها الأداة الأساسية التي تُسهم في إثراء المعرفة التاريخية والجغرافية، إذ تتناول جوانب تدعم المجالين التاريخي والجغرافي، مثل: امتداد الدول وحدودها ومواقعها الجغرافية في مراحل زمنية مختلفة تتيح لنا رؤية تاريخ المنطقة وجغرافيتها مسجَّلا وفق حدثٍ معين، محدَّد الزمان والمكان.

ومن أقدم الخرائط التاريخية للدرعية: خريطة رسمها القنصل الفرنسي في البصرة وبغداد "جان باتيست لويس جاك روسو" عام 1223هـ -1808م وهنا لا بدّ من الإشارة إلى مبادرة هيئة تطوير بوابة الدرعية في جانب توثيق خرائط الدرعية التاريخية، إذ أصدرت عام 2020 كتابًا بعنوان "الدرعية في الخرائط التاريخية"، يتضمّن خرائط قديمة ونادرة رسمها رسامون من جميع أنحاء العالم في القرنين الثامن عشر والعشرين الميلاديين، واستخدمها عدد من المختصين والمهتمين بـ"جوهرة المملكة" إبّان مدة زمنية تقارب 300 عام.

بشت البرقا يُحاك من صوف الماعز المغزول يدويًّا

• نسمع عن بشت البرقاء، فما هو؟ ومن ارتداه؟

- هناك كثير من الأزياء التقليدية التي كانت تُستخدم قديمًا في الدرعية، ومن أبرز الأزياء الرجالية التقليدية "بشت البرقا"، وهو بشت يُحاك من صوف الماعز المغزول يدويًّا، ويكون مفتوحًا من الأمام واسع العرض والأكمام، ويظهر بخطوط طويلة عريضة باللونين الأبيض والأسود أو البُني يفصل بينهما خط أبيض رفيع، ولُبس قديمًا في عهد الدولة السعودية الأولى وتوارثته الأجيال لاحقا.

وكان يرتديه الحكام والأمراء وأبناؤهم من الأسرة السعودية المالكة، ومنهم الإمام عبد الله بن سعود آخر أئمة الدولة السعودية الأولى، واستمروا في ارتدائه حتى وقتنا الحالي، وأحيت الهيئة هذا الزي "بشت البرقا" في يوم التأسيس 2022، من خلال التركيز على نشر المعلومات الثقافية على وسائل التواصل الاجتماعي، والعمل في بعض المبادرات، مثل بيع البشت بالتعاون مع بعض تطبيقات التوصيل الإلكترونية.

العرضة ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بأئمة الدولة السعودية وملوكها

• تحظى العرضة السعودية باهتمام بالغ من الأسرة المالكة والمجتمع السعودي، فما أبرز ملامحها آنذاك؟

- كانت العرضة السعودية قديمًا تختلف في مفهومها عن الوقت الحاليّ، فكانت في السابق تقام قبل التوجّه إلى ساحة المعركة، فيستعرض قائد الجيش جنده، فتؤدَّى بشكل مهيب لإخافة العدو، ورفع حماسة المقاتلين ومعنوياتهم بقصائد حماسية تبعث الاعتزاز والحميّة، وارتبطت ارتباطًا وثيقًا بأئمة الدولة السعودية وملوكها باعتبارها صورة من صور التلاحم بين القيادة والشعب.

وفي عهد الإمام المؤسس محمد بن سعود عام 1178هـ - 1765م، في أثناء الهجوم على الدرعية من قبل عريعر بن دجين زعيم الأحساء ودهّام بن دوّاس أمير الرياض، اشتدّ الأمر في ذلك الوقت على الجيش السعودي، فأراد الإمام عبد العزيز بن محمد رفع معنويات المقاتلين، وأمر بإقامة العرضة خارج السور لغرض إثارة الحماسة والشجاعة في نفوس الجند، وأدَّى ذلك إلى قلب موازين المعركة، وحقق الجيش السعودي نصرًا عظيمًا.

فالعرضة السعودية فنّ وموروث عريق عُرفت به الدرعية "جوهرة المملكة"، وتعدّ رمزًا وطنيًا للثقافة السعودية التقليدية المستمدة من البطولات التي خاضها مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود، واستمرت كذلك حتى انتهت ببطولات الموحّد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -طيّب الله ثراهم- في سبيل توحيد هذا الكيان العظيم تحت وطن واحد، إذ كانت تمثل مصدر الحماس قبل خوض المعارك، واليوم باتت تؤدَّى في المناسبات الخاصة، كالمهرجانات والاحتفالات الوطنية، وهو ما يؤكد الحرص على أهمية الحفاظ على هذا التراث الأصيل ونقله إلى الأجيال اللاحقة.

33 قصة مرتبطة بتاريخ المملكة وتراثها

• مبادرة "الدرعية بيت العرضة" ومبادرات الحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي.. كيف كان التفاعل معها؟

- مبادرة «الدِّرعِيَّة بَيت العَرضة» هي إحدى مبادرات هيئة تطوير بوابة الدرعية الموجهة للنشء الذين تتفاوت أعمارُهم من 12 إلى 17 سنة، ترسيخًا لثقافة الدرعية وتاريخها؛ كونها أرض الملوك والأبطال وجوهرة المملكة ومهد انطلاق الدولة السعودية الأولى، وتقام الفعاليات بمسارَيْها التدريبي والمسابقة في حي الطريف التاريخي بالدرعية، وتحديًدا من قصر الأمير ثنيان بن سعود أحد أهم المواقع التاريخية في حي الطريف.

وتنقسم المبادرة إلى مسارين: الأول يتضمن دورات تدريبية لتعليم فنون العرضة السعودية على يد أمهر مؤدّيها، والمسار الثاني خاص بالتقديم وحضور الدورات التدريبية للترشح والمشاركة في المسابقة، وحقّقت صدى كبيرًا على الصعيد المحلي، وشهدت إقبالًا كثيفًا من الناشئين، وأسهمت في رفع الجانب التوعوي والثقافي في الأرض التي عُرفت بكونها موطنًا للعرضة السعودية.

ولاحظنا في النسخة الأولى من المبادرة شغف الناشئين لأداء فنّ العرضة وحماسهم لتطبيقها على أرض الدرعية، وكنّا نسعى جاهدين إلى تطبيق فكرة المسابقة على أرض الواقع بشكل مشوّق يجذب الفئة المستهدفة، وكان هدفنا الأساسي من إطلاقها هو ترسيخ هذا الإرث العريق في أذهان شباب الوطن، في ظل ما تمثله العرضة من قيمة تاريخية، بوصفها تعبيرًا عن الانتصار والعز والفخر، ورمزًا يعكس تاريخ المملكة وأمجادها وبطولات الشعب السعودي.

وإلى جانب ذلك، هناك مبادرة أخرى ناجحة نفذتها هيئة تطوير بوابة الدرعية، مثل مبادرة "راوي الدرعية" الحاصلة على جائزة أفضل مبادرة تعليمية وطنية من قِبَل وزارة التعليم عام 2020، وهي مسابقة وطنية أطلقتها الهيئة بالتعاون مع وزارة التعليم تستهدف الجيل الناشئ من الطلاب والطالبات بهدف غرس المبادئ والقيم الوطنية، وتعزيز الانتماء الوطني لدى الطلاب، وإحياء واستذكار التراث العريق للدرعية، من خلال سرد تاريخي وأدبي جذاب لثلاثٍ وثلاثين قصة مرتبطة بتاريخ المملكة وتراثها، بما فيه من شخصيات وطنية وبطولية وأحداث تاريخية وتثقيف الطلاب بتاريخ المملكة وتراثها القصصي العريق، وتنمية مواهبهم الأدبية، وبلغ عدد المسجلين فيها مليونين ونصف المليون طالب وطالبة.

توثيق تاريخ الدرعية من ذاكرة كبار السن

عملت الهيئة في مشروع التاريخ الشفوي، وتتلخص فكرته في توثيق تاريخ الدرعية من ذاكرة كبار السن من أهالي الدرعية والمهتمين بتاريخها وتراثها والحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية فيها.

كما تبنّت فكرة المشروع بهدف حفظ تاريخ الدرعية وقصص أهلها ورواياتهم من الضياع والنسيان، والحصول على معلومات غير مذكورة في كتب التاريخ المعنية بالمنطقة، وهو مشروع ضخم لا يشمل عملية التصوير والإنتاج والتوثيق للروايات فقط، ولكن يتضمن وضع معايير دقيقة لانتقاء الرواة والتحقق من دقة وترابط الرواية أو الحدث بواسطة متخصصين وخبراء وعاملين بالدرعية، أُنجزت 4 برامج تندرج تحت التاريخ الشفوي، وهي: التاريخ الشفوي لتوثيق الدرعية، التاريخ الشفوي للمرأة في الدرعية، التاريخ الشفوي للعرضة السعودية، والتاريخ الشفوي للأحياء التاريخية بالدرعية، وبلغ مجمل عدد الساعات المسجّلة أكثر من 315 ساعة عمل، لما يقارب 100 مقابلة أجراها الفريق، وجرى تكريم الضيوف من قبل الرئيس التنفيذي للهيئة جيري إنزرليو.

وحقق المشروع صدى كبيرًا على الصعيدين الداخلي والخارجي، وأنتج ما يقارب 81 مادة شملت الإنتاج المرئي والمكتوب، إضافة إلى دعم كثير من الجهات الخارجية والأفراد الباحثين والمهتمين بتاريخ الدرعية.

وشهدنا عددًا كبيرًا من الطلبات البحثية منذ إطلاق المشروع، منها الداخلي المتعلق بإدارات الهيئة، ومنها الخارجي الذي يخص السلك الأكاديمي والمراكز البحثية والوزارات وما شابه ذلك.

كما حاز مشروع التاريخ الشفوي على جائزة المؤسسات الثقافية "مسار القطاع الحكومي" إحدى المبادرات الوطنية لوزارة الثقافة لعام 2022م.

فعالية ثقافية توعوية تحاكي تاريخ الدرعية

تتضمن الأنشطة الثقافية الأخرى، الفعاليات الخاصة بحي الطريف التاريخي التي تُقدَّم إلى زوّاره، وتتضمّن عدة جوانب، منها فعالية النزل، وهي فعالية ثقافية توعوية تحاكي تاريخ الدرعية وتجسّد واقعا للحياة الاجتماعية قبل 300 عام، فتجد العوائل يمارسون حياتهم اليومية في البيوت، وتجد الأطفال في الممرّات بألعابهم الشعبية وبأهازيجها يتغنّون، ومنهم من يذهب إلى الكتاتيب لتلقي التعليم من "المطوّع"، وفي الأسواق تشاهد الحركة التجارية والبائعين يسوّقون لبضاعتهم، وغيرها من سُبل العيش التقليدية التي كان أهل الدرعية يمارسونها.

ومنها: فنّ السامري الذي يشمل عروضًا متعدّدة لفن السامري الأصيل في قصر الأمير ثنيان بن سعود، إضافة إلى عروض الخيل العربية الأصيلة التي تقام مقابل المعرض الحربي، والعرض المرئي الخاص بتاريخ الدرعية على واجهة قصر سلوى، ويحكي قصة 300 عام من الأمجاد والبطولات التي عرفها تاريخ الدرعية وتاريخ أئمتها وأبطالها،

ومنها أيضًا: بعض ورش العمل، مثل ورش عمل خاصة بصناعة الطوب الطيني المستخدم قديمًا في الدرعية، وقسم خاص للزائرين لكتابة الخط المستخدم في الدرعية قديمًا على لوح صغير.

وتلقينا كثيرًا من الإشادات بهذه الفعاليات المقامة والجهود التي بُذلت في سبيل تطوير حي الطريف المسجَّل في قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي عام 2010، وهذه المرحلة تعدّ إعلانًا لدخول الدرعية مرحلة جديدة في تاريخها؛ إذ يروي حي الطريف تاريخ الدرعية بوصفه مركز انطلاق للدولة السعودية الأولى.