عام من الحرب بين روسيا وأوكرانيا كان كفيلًا بالتأثير المباشر في البلدين المتحاربين، وإلحاق الضرر بأغلب دول العالم، جراء ما حصل من أزمات اقتصادية وغذائية وتجارية.
وفي ظل معاناة الدول المشاركة في النزاع المسلح، الجانب الأكبر من الأضرار، فإن من مصلحتها الآن السعي لإنهاء الحرب بشكل دبلوماسي؛ تجنبًا لمزيد من التصعيد يرافقه مزيد من الخراب.
الصين وسيط السلام
تفاوضت الصين بشكل مطول خلال الأيام الماضية، مع المسؤلين الكبار في الجانب الروسي؛ للحديث حول الأزمة الأوكرانية ومخارجها.
وخلال جولة وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، عقد اجتماعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما التقى قبله، وزير الخارجية سيرجي لافروف، وسكرتير الأمن بمجلس الاتحاد الروسي، نيكولاي باتروشيف، بداية من الثلاثاء وحتى أمس.
الجولة الكبيرة كانت تتضمن تأكيد الصين رغبتها في لعب دور الوسيط لإنهاء النزاع بين الدولتين المتحاربتين، روسيا وأوكرانيا.
President of Russia Vladimir Putin met with Member of the Political Bureau of the Central Committee of the #CPC Wang Yi.
President Putin: #RussiaChina relations are progressing and growing steadily, and we are reaching new milestones.
https://t.co/Shw1WiVVqu pic.twitter.com/9ZevlHZFbK— MFA Russia (@mfa_russia) February 23, 2023
وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية، اليوم الخميس، بأن الصين ستتمسك -كعادتها- بموقف موضوعي وعادل، وستلعب دورًا بنَّاء في حل الأزمة سياسيًا، الأمر الذي قد يحدث مع زيارة الرئيس الصيني، شي جي بينغ، إلى روسيا للقاء بوتين، والتفاوض معه حول إرساء السلام في أوكرانيا، حسبما نقلت وكالة "رويترز".
على الجانب المقابل، خلال لقاء بوتين وزير الخارجية الصيني، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، يجتمع مع قادة "بوخارست التسعة"، والتي تعد الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في العاصمة البولندية وراسو، والذي قد يخرج منه في الأسابيع المقبلة بحل سِلمي.
Any good news for russians from Vuhledar?
We don’t think so.
72nd mechanized brigade pic.twitter.com/CPVGW9NhNN— Defense of Ukraine (@DefenceU) February 22, 2023
إنهاء الحرب.. تحركات أمريكية
في الصراع الروسي الأوكراني كانت أمريكا واحدة من أكثر الدول إنفاقًا على الحرب، بخلاف الطرفين المتحاربين؛ فالمساعدات العسكرية والاقتصادية التي أغدقت بها الولايات المتحدة على أوكرانيا، أنهكت اقتصاد الأولى، وزادت من رغبتها في الخروج من المأزق قبل تأزم الأوضاع أكثر.
وتقدَّر المساعدات الأمريكية لأوكرانيا ما قيمته 75 مليار دولار، من مساعدات تشمل الدعم الإنساني والمالي والعسكري، وفقًا لمعهد كيل للاقتصاد العالمي، ومع الزيادات الأخيرة تتعدى المساعدات الـ85 مليار.
يقول الباحث السياسي المصري، اللواء جمال طه، إن المرحلة القادمة من الحرب ستشهد تمكين بولندا من القيام بالدور الرئيسي في تنسيق الدفاع عن كييف وغرب أوكرانيا وكيلا عن الناتو.
ويتوقع طه أن تكون تلك مقدمة لتسوية سياسية، يسلم خلالها بالأمر الروسي الواقع في شرق أوكرانيا، على أن تضطلع بولندا بشؤون السيطرة، والسيادة على الغرب الأوكراني، بموجب الاتفاقات التي وُقعت بالفعل مع الحكومة الأوكرانية بعد نشوب الحرب فى فبراير 2022، على أن تجرى انتخابات تطيح بزيلينسكى، وتأتي بحكومة موالية للغرب لتوقيع اتفاق السلام.
ومن المهم بالنسبة لأمريكا -بحسب قول جمال طه- الوصول لمثل تلك التسوية قبل حلول الربيع، وبدء الهجوم الروسي الكبير، الذي قد يُحدث اختلالًا فى القوى ربما ينتج عنه انهيار الجيش الأوكراني، وسقوط الدولة، وهو ما لا يرغب فيه الغرب.