بين مشيخات وإمارات تتنازع النفوذ شرقا وشمالا وغربا، وولاءات مختلفة لأقطاب من خارج الجزيرة العربية، يهيئ الله لهذه البلاد من يخطو خطوة الألف ميل ويستقل بقراره ويحصن إمارته، لإدراكه العميق بأنه لا كرامة بدون وطن. ويشكّل أساس تنظيمها، مدافعاً عن ثوابتها وعن التوحيد ضد ما أشاب الدين من شركيات، لتمتد هذه النواة إلى اليوم في مملكة ثابتة الأركان، فاعلة ناجحة على جميع المستويات الدولية والداخلية، ومنها مد يد العون والأعمال الخيرية التي نشهدها اليوم لضحايا الزلازل كمثال حي.
ثلاثمائة عام بين مدّ وجذب وصراع على استمرار البناء، نرى أحفاده اليوم يقودون مسيرتنا إلى بر الأمان بتفان وعمل دؤوب مستمر.
وعليه، يحق لنا كسعوديين أن نحتفل بهذا اليوم المميز في تاريخ وطننا العظيم، ويحق لنا أن نضاهي به الدول؛ إنها المملكة العربية السعودية التي بدأ الإمام محمد بن سعود عام ١٧٢٧م بتأسيس فترتها الأولى، والذي نعتبره الجذور الراسخة والرابط الأول بين الشعب والقيادة، وقوة الصمود ضد كافة التيارات، والاستمرارية في البناء والتطور جيلًا بعد جيل إلى وقتنا الحاضر، ثلاثة قرون متتالية منذ أن جعل الإمام الدرعية العاصمة مركز الاستقرار والازدهار، وعلى هذا الواقع والفخر المجيد تم تحديد ٣٠ / جمادى الثاني ١١٣٩هـ الموافق ٢٢ فبراير ١٧٢٧ ليكون تاريخا للتأسيس، ومن حقنا أن نحتفل بهذه المناسبة ويحتفل بها الأبناء والأحفاد بإذن الله، إلى جانب اليوم الوطني الذي أعلن فيه عن توحيد البلاد تحت مسمى المملكة العربية السعودية على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز وخلَفه أبناؤه البررة لمواصلة المسير نحو المثالية للعيش بكرامة في أمن وأمان ورغد في العيش.
وعلى هذا النهج نرفع يدي التضرع لله سبحانه وتعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
ولك المجد والعلياء يا وطني،،،
وبالله التوفيق،،