في سبتمبر 2022، أطلق المزارعون في أوروبا تحذيرًا من أن أزمة الطاقة ستسبب في عجز إنتاج الخضروات، وبالفعل تحققت تحذيراتهم خاصة في بريطانيا.
أرفف الخضروات اليوم في بريطانيا شبه خالية، في ظل عدة أزمات تتضافر لتحبط المزارعين بين نقص العمالة وارتفاع تكاليف الطاقة والتضخم وقضايا سلسلة التوريد وتغير المناخ.
أزمة نقص المواد الغذائية في بريطانيا
ليس الخضروات فقط فالبيض أيضا تأثر بموجة العجز ليلحق البروتين بطبق السلطة.
في استطلاع أجرته YouGov ، فإن 61% من المشاركين في المملكة المتحدة لاحظوا أو عانوا من نقص في المواد الغذائية في متجرهم المحلي أو سوبر ماركتهم في الأسابيع القليلة الماضية.
في متجر "موريسون" الشهير اعترفت الإدارة، بوجود نقص الطماطم وجرى الإبلاغ عن نقص عام في الخضار الطازجة في أماكن أخرى، بحسب صحيفة "إندبندنت".
وقالت الإدارة إن المخزون تأثر "بالظروف الجوية السيئة" في جميع أنحاء إسبانيا والمغرب، حيث تحصل منه على بعض الإمدادات، ومن المرجح أن يتحسن النقص الحالي في غضون أسبوعين.
وتعرضت محلات السوبر ماركت في جميع أنحاء المملكة المتحدة لنقص الفواكه والخضروات بشكل متقطع في السنوات الأخيرة.
ألقي اللوم على مجموعة على عدة أزمات بما في ذلك مشاكل سلسلة التوريد الناجمة عن وباء كوفيد، وارتفاع تكاليف الطاقة التي سببته الحرب الروسية في أوكرانيا ونقص عمال المزارع الدائمين والموسميين بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال البروفيسور فيليب مورلي، أخصائي البستنة والمسؤول الفني في اتحاد مزارعي الطماطم البريطانيين إن ارتفاع تكاليف الوقود يعني أن تكاليف النقل أصبحت أعلى، كما زادت أيضًا تكاليف المدخلات الأخرى مثل البذور والأسمدة والأعلاف بين 100٪ و400٪.
المواد الغذائية الأكثر تضررا
وفقًا لاتحاد مزارعي الطماطم، من المتوقع أن ينخفض إنتاج المملكة المتحدة من مكونات السلطة إلى أدنى مستوياته منذ أن بدأت السجلات في عام 1985، وتشمل الطماطم والخيار والفلفل والخضروات الحقلية والبطاطس معرضة للخطر بشكل خاص، بحسب ما ذكرته شبكة "يورو نيوز".
في المغرب التي تعتمد عليها المملكة المتحدة بشكل كبير للحصول على الطماطم منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تسببت درجات الحرارة الباردة والأمطار الغزيرة والفيضانات في فرض قيود على صادرات الطماطم.
ويتأثر البيض أيضًا، إذ انخفض إنتاج المملكة المتحدة إلى أدنى مستوى له في تسع سنوات، مع إنتاج ما يقرب من مليار بيضة أقل في عام 2022 مقارنة بعام 2019.
وجدت دراسة استقصائية أجراها اتحاد المزارعين البريطانيين أن 40 % من منتجي اللحم البقري و36% من منتجي الأغنام يخططون لتقليل الأعداد في الأشهر الـ 12 المقبلة، ويرجع ذلك أساسًا إلى ارتفاع التكاليف.
لماذا لا تعاني أوروبا؟
أثرت درجات الحرارة المتجمدة في إسبانيا على بعض مزارعي الفاكهة والخضروات، لا سيما في جنوب شرق ألميريا، التي تعد المورد الرئيسي لخضروات أوروبا خلال أشهر الشتاء، بحسب ما ذكرته شبكة "يورونيوز".
وأثر ذلك على الصادرات إلى أيرلندا ولكن لا يبدو أنه قد أثر بشكل كبير على البر الرئيسي لأوروبا حتى الآن.
في حين أن أيرلندا ستعتمد عادة على الواردات الهولندية من إبريل، فإن المزارعين لا يقومون بتدفئة بيوتهم الزراعية بسبب أزمة الطاقة، وقد تسبب هذا في نقص بعض العناصر مثل الباذنجان والطماطم والخيار التي يمكن أن تستمر لبعض الوقت حتى الآن.
وزعمت رئيسة منظمة "أنقذوا الزراعة البريطانية" ليز ويبستر، أن السبب في نقص الغذاء في بريطانيا وعدم وجوده في إسبانيا، أو في أي مكان آخر في أوروبا هو بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وتضيف: "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أفسد تجارتنا، أثر هذا أيضًا على عرض العمالة لدينا لأنه أنهى حرية التنقل، كما أزال الحد الأقصى وإعانات الغذاء".
دعوة وطنية
يحث اتحاد المزارعين البريطانيين، الحكومة على تعزيز الإنتاج الغذائي المحلي ووضع المزارعين البريطانيين في المرتبة الأولى عند التفاوض على الصفقات التجارية.
كما دعا إلى تحسين الدعم للصناعة كثيفة الاستهلاك للطاقة في مواجهة الفواتير المرتفعة.
وقد دعا الاتحاد الوطني للمزارعين المخططات الحكومية لتحفيز العمل البيئي الإيجابي من قبل المزارعين، كما حثتها على أخذ قضية الأمن الغذائي بجدية مثل أمن الطاقة.
