أكد رئيس حزب «القوات» د. سمير جعجع، الجمعة، أن المجتمع اللبناني صامد، وعزيمتهم السياسية لا تقهر ولا تلين.
وقال إن «التحدّي الأساس في هذه المرحلة يكمن في عبور الصحراء السياسية التي دخلها لبنان في ظل شغور رئاسي وانهيار مالي وانقسام سياسي وغضب شعبي».
الخيارات والمبادئ والقناعات
وأضاف جعجع في تصريح: من يعبر هذه الصحراء ويبقى على قيد الحياة سياسيًّا يكون المنتصر القادر على إعادة هندسة أمور البلاد طبقًا للدستور القائم والمرجعيات التي يُجمع عليها أهل البلد.
وشدّد على حتمية الصمود في الأرض والخيارات والمبادئ والقناعات، ولا خيار آخر غير الصمود الذي من خلاله نستطيع تجاوز صعوبات الحياة اليومية قبل السياسية، وتجارب التاريخ لا تعدّ ولا تحصى، حيث زالت حضارات وجماعات وشعوب عن الوجود بسبب عجزها عن الصمود واضطرارها إما إلى الرحيل أو الاستسلام والذوبان.
اجتياز صحراء الاحتلال السوري
ورأى جعجع أن محطات عدة في الحرب وبعدها، كانت كفيلة بتغيير وجه لبنان لولا صمود القوات اللبنانية، وعبورها الصحراء السياسية من مرحلة إلى أخرى.
واستطرد بالقول: ومن يجتاز صحراء الاحتلال السوري، حيث اعتقلنا واضطهدنا ولوحقنا ووُجهنا وحظرنا، قادر على اجتياز الصحراء الحالية التي خطورتها ليست في الجانب السياسي فقط، إنما في الجانب التجويعي والتفقيري للناس، ولكن مجتمعنا اللبناني صمد وصامد، وعزيمتنا السياسية لا تقهر ولا تلين.
الخطابات الأيديولوجية تهدد اللبنانيين
وأوضح رئيس حزب القوات أن من صمد في هذه الجبال لقرون وقرون، أصبح الصمود جزءًا من جيناته وتكوينه ولا خوف عليه، وزاد: لكن هذا لا يعني التعامل بخفة واستسهال مع الأحداث، إنما الحفاظ على الجدية المطلوبة دائمًا أبدًا، وعلى كل جيل أن يسلِّم شعلة الصمود والبقاء إلى من سيخلفه، والتاريخ سيدين من يتخلّف عن مهمة الاستمرارية.
وأبدى ارتياحه إلى التوجُّه الشعبي اللبناني الذي يريد دولة فعلية ولا يهاب الخطابات الأيديولوجية التي تهدِّد بالحروب ولا وجود لأوليات الناس في توجهاتها وأهدافها، وتابع: المنافسة الفعلية هي بين من هو الأقدر على توفير كرامة هذا الإنسان وحريته ورفاهيته وحقه في العيش بسلام وأمان وازدهار واستقرار ونمو وتطور وحداثة.
"القوات".. الإيمان بقضية شعب
وأكد جعجع ختامًا أن القوات تقوى كل يوم عن اليوم الذي سبقه، وسرّ قوتها يكمن في صمودها وثباتها ونضالها وإيمانها بقضية شعب ووطن وقافلة من الشهداء الذين نستلهم من تضحياتهم ومسيرتهم وآلاف المناضلين المتمسكين بخطها السياسي والتفاف الناس حولها ورهانهم عليها لقيام الدولة المنشودة.
وختم قائلًا: لا استمرارية لأحزاب وقوى وشعوب ومجتمعات إذا لم يكن لديها مشروع، وأحد أبرز شروط هذا المشروع أن يحاكي المستقبل وأن يكون هدفه دائمًا الإنسان، و«القوات» لديها مشروع واضح المعالم ومشروعها كان وسيبقى القضية اللبنانية.