«عاهدوني على الإخلاص لله والعمل على تقديم السعادة والرخاء للمسلمين» عبارة لطالما رددها الملك عبدالعزيز قالها وفعلها -طيب الله ثراه-، فمن أبرز صفاته «رحمه الله» دفاعه عن الدين، عن الشريعة الإسلامية بكل جوانبها السياسية والاجتماعية والثقافية والقضائية والأخلاقية، لا يتهاون في أحكامها، فكان يضرب بيد من حديد كل من يشوه صورة الإسلام.
شجاعٌ هو، لا يهاب أي مخلوق في الأرض، يهاب فقط خالق الأرض والسماء «عزّ وجل».
ملكٌ إنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان صادقة، شهامة ونبل وضمير حي يقظ وروح صافية وقلب ينبض مع كل نبضة من نبضات قلب شعبه الوفي، ينبض بالحب وبالاهتمام والإخلاص.
مضرب الأمثال في الشجاعة والإرادة القوية والرأي الحصيف العادل الذكي المتقد بالفطنة والبصيرة النافذة والكرم والإنسانية، رحمه الله، عوناً بعد الله لكل محتاج وفقير داخل المملكة وخارجها، أحبه شعبه وتفانوا في حبه وبايعوه على السمع والطاعة وأحبته شعوب العالم، فهو الحريص على الإسلام والمسلمين.
عفوٌ «طيب الله ثراه»، يسامح خصومه، ويغفر لهم، قوي الإيمان بالله سبحانه، فالحياة عنده تقوم بالدرجة الأولى على الدين، اشتهر المغفور له «بإذنه تعالى» باعتزازه ودفاعه القوي عن العقيدة الإسلامية وتطبيق شريعة الله في جميع مناحي الحياة.
لم يكره ولم يحقد حتى على ألد أعدائه في المعارك، وحّد صفوف جميع الأقاليم الموجودة في شبه الجزيرة العربية، جزاه الله عنا خير الجزاء.
حكيمٌ، تميز بحكمته الفريدة في حكم البلاد وتوحيدها وبصبره على الجميع. من خيرة الرجال الأفذاذ الذين شهد لهم التاريخ وخلدهم في صفحاته.
رُصدت أقوالٌ وكتابات لمستشرقين ومؤرخين ـ عرباً ومسلمين ـ ممن تشرّفوا بلقائه «رحمه الله»، وأجمعوا على أن شخصيته فريدة من نوعها، ولديه قدرة عظيمة على البناء والتحديث على أسس عصرية، وهو ما حدث بالفعل وأثبته الواقع المشهود الذي يشهد على بناء وتحديث مملكتنا الحبيبة وتطويرها على أسس عصرية منذ عهده المبارك، زد على ذلك الأمن والأمان.
الرحالة البريطاني فيلبي قال عنه: «جندي ناجح، ومصلح أصيل، تقي كل التقى، صريح حازم، ذكي متواضع. ولا أعلم أن في العالم حاكماً غيره تتحدث معه رعيته بمثل الحرية التي تتحدث بها رعية عبدالعزيز معه، وذلك إلى جانب ما تكن له من إكبار وإخلاص عظيمين».
قليلة هي الشخصيات التي تُخلّد ويبقى ذكرها عطراً للأجيال حاضراً ومستقبلاً، وشخصية الملك عبدالعزيز من الشخصيات الخالدة التي رفعت راية مملكتنا عالية على مستوى كل المحافل العربية، والإقليمية، والدولية.
رقم صعب هي بين دول العالم كله، بفضل الله ثم بفضل الملك عبدالعزيز آل سعود، الذي سار على نهجه أبناؤه البررة، خير الخلف لخير السلف.
[email protected]