بموكب مهيب جمع كبار الفنانين السوريين، شُيّع اليوم جثمان الفنان الراحل شادي زيدان، منطلقًا من مستشفى دار الشفاء في دمشق إلى محطته الأخيرة في مسقط رأسه ببلدة الرحيبة، حيث وُري الثرى، ليستريح جسده بعد رحلة من الفن والعطاء الإنساني امتدت طول عمره البالغ 49 عامًا.
وإن رحل شادي زيدان في سن مبكرة فإن ما تركه من أعمال فنية ومشاركات في أعمال الخير والبر، حفرت له في قلوب جمهوره مكانًا لا تمحوه الأيام.
رحيل مرتجل
رحل شادي زيدان مرتجلًا، بعدما خذله جسده خلال تصويره أحد المشاهد في عمل درامي جديد، ليصاب بجلطة دماغية، إثرها دخل المستشفى، قبل أن تباغته غيبوبة أفقدته الوعي خلال الأسبوع الأخير من حياته.
وما لبث أن مرض زيدان حتى عاجله الموت، ليرحل وسط صدمة الوسط الفني ومحبيه، الذين كانوا ينتظرون خروجه معافى، ليستكمل رحلته في المجال الفني الذي أفنى فيه عمره محبًا له، تاركًا إرثًا من عشرات الأعمال التي أحبها الجمهور وتفاعل معها.
قبل وفاته أدار #شادي_زيدان حملة تبرعات للمتضررين من زلزال ٦ شباط... هكذا احب وطنه وبقي وفياً له طيلة أعوام الحرب ال 11
هكذا تقاس الناس بحب أوطانها...... — Chadi Mansour (@chadiman) February 25, 2023
حزن فني على رحيل زيدان
كان أول الناعين لشادي زيدان هو أخوه الذي رثاه بكلمات مؤثرة على حسابه الرسمي بفيس بوك قائلًا: "شادي.. يا خفقة قلبي الذي أنهكه الحزن.. رحيلك جرح لا أدري متى يندمل.. تغمَّدك الله بواسع رحمته".
كما قدمت نقابة الفنانين في سوريا تعازيها في رحيل النجم السوري عبر حسابها على فيس بوك، أيضًا حرص عدد من نجوم الفن السوريين والعرب على نعي الفنان شادي زيدان فور العلم بنبأ وفاته أمس، معبرين عن صدمتهم وحزنهم الشديدين على رحيله.
شادي زيدان.. رجل الخير
كان شادي زيدان رجل خير كما يوصف، من خلال أعماله الكثيرة الخيرية التي وهبها لبلده سوريا وإخوانه من الشعب الذي يعاني منذ أكثر من عقد من الزمان.
وكان آخر ما قدمه زيدان، اشتراكه في عدد من حملات التبرع لإغاثة السوريين المنكوبين جراء الزلزال المدمر الذي عصف بهم وزاد من أوضاعهم سوءًا.
كان مع #سوريا في كل أوجاعها وفي الزلزال الأخير أدار حملة تبرعات للمناطق المنكوبة رحل #شادي_زيدان بسكتة قلبية قبل أن يدخل عتبة الخمسين.. بقي وفياً لسوريا حتى آخر رمق وبالوفاء للأوطان تقاس الرجال.. رحمك الله وكل العزاء للفنان أيمن زيدان وللعائلة الكريمة بهذا المصاب#الفاتحة pic.twitter.com/HNaWwu1M2p— زينب عواضة (@Zeinab__Awada) February 24, 2023
وكما يشهد المقربون منه، كان زيدان يقضي أيامه الأواخر قبل مرضه، في توزيع المواد الغذائية على المحتاجين والمتضررين من الزلزال، حتى أرهق جسده وفكره في عمل البر، ليكون شاهدًا له قبل وبعد رحيله.