يشهد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي حراكاً قوياً، من المتوقع أن يسهم بشكل ملحوظ في نمو هذا القطاع خلال السنوات المقبلة بشكل أكبر – بإذن الله-، وهو الحراك الذي يدفع إلى تعزيز مستوى جودة الخدمات المقدمة، وذلك من خلال التشريعات الداعمة والمحفّزة من جهة، وبارتفاع حجم المنافسة بين شركات القطاع من جهة أخرى.
قبل أسابيع قليلة شهدت «الرياض»... (مؤتمر ليب 23) الذي خطف الأنظار... واستقطب مئات المستثمرين من حول العالم... وشهد توقيع حزمة كبيرة من الصفقات والشراكات والاستثمارات... وهو المؤتمر النوعي الذي يبرهن مدى جدية المملكة في المضي قدماً نحو المزيد من التطوير في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات؛ بما يواكب طموحات رؤية هذا الوطن العظيم (رؤية 2030).
قبل يومين، أعلنت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية عن إطلاق خدمة الإنترنت عالي السرعة امتدادًا لمبادرة خدمة التجوال المحلي، والتي تغطي 21 ألف قرية وهجرة بمختلف مناطق المملكة، لضمان استمرارية خدمات الاتصالات لأكثر من 5 ملايين نسمة... وهي الخطوة التي تعني برأيي مزيداً من الحيوية، بما يواكب رحلة التحول الرقمي التي تعمل عليها المملكة.
وأوضحت هيئة الاتصالات أن الخدمة تتيح للمستخدمين الاستفادة من شبكة الاتصالات التي تغطي المنطقة بغض النظر عن مقدم الخدمة، ودعم وصول مقدمي الخدمة لأكبر عدد من المستخدمين، بما يضمن زيادة عدد الخيارات المتاحة؛ ورفع مستوى المنافسة والارتقاء بجودة الخدمة وتحسين تجربة المستخدم من جهة، ودعم تمكين التحول الرقمي في قرى وهجر المملكة.
وبينت هيئة الاتصالات أن إطلاق الإنترنت عالي السرعة ضمن خدمة التجوال المحلي سيمكّن المستخدمين من تغيير الشبكة إلى مقدم خدمة آخر في حال عدم توافر تغطية لمقدم الخدمة الأساسي، دون أي رسوم إضافية على المستخدم، وتشمل جميع الخدمات الصوتية وخدمات الإنترنت عالي السرعة، والرسائل النصية القصيرة.
هذه الخطوة النوعية من هيئة الاتصالات؛ ستزيد من حجم المنافسة بين شركات قطاع الاتصالات المزودة للخدمة، كما أنها ستدفع أعمال هذه الشركات إلى المزيد من النمو، فمن سينجح في كسب رضا المستخدمين سيجد نفسه أمام ربحية أعلى وأداء تشغيلي أفضل، فيما يعتبر قطاع الاتصالات في السعودية واحداً من أكثر القطاعات حيوية بين دول المنطقة؛ بل إنه يعتبر قطاعاً قادراً على خلق الكثير والكثير من فرص الاستثمار الجاذبة، بما يعزز من مساهمته بالتالي في الناتج المحلي الإجمالي.
ويبرهن ما تحدثت عنه هنا... ما أكدته هيئة الاتصالات في تقريرها الحديث، الذي أشارت فيه إلى أن مبادرة التجوال المحلي على سبيل المثال؛ حققت منجزات متعددة حيث بلغ متوسط عدد الرسائل النصية اليومي أكثر من 25 ألف رسالة، وتجاوز متوسط عدد المكالمات الصوتية اليومي 340 ألف مكالمة، فيما بلغ متوسط حجم استهلاك البيانات اليومي 7 تيرا بايت، وبلغ متوسط عدد المتجولين يوميا أكثر من 236 ألف متجول بين الشبكات المحلية، فيما يشهد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي نمواً قوياً مصحوباً بارتفاع ملحوظ في مستوى جودة الخدمة.