أكد مختصون، أهمية مراكز الرعاية الصحية العاجلة في تخفيف العبء، والانتظار الطويل للمرضى في أقسام الطوارئ بمختلف المستشفيات الحكومية والأهلية، عبر تقديم الخدمات الطبية للحالات المرضية ذات الخطورة البسيطة، التي تتطلب تدخلًا فوريًا مثل جروح الجلد، والالتهابات التنفسية الموسمية.
وأعربوا خلال «ندوة اليوم»، على هامش مؤتمر الرعاية الصحية العاجلة في نسخته الثانية، عن أملهم في تفعيل تخصص الرعاية الصحية العاجلة، وتدريب الأطباء في برامج زمالة ذات كفاءة عالية لتلبية احتياجات المملكة الصحية، وتحسين جودة الرعاية المقدمة للحالات العاجلة غير الطارئة، وسهولة الوصول للخدمات.
برامج زمالة عالية الكفاءة
ذكر الطبيب المقيم في طب الأسرة د. محمد السماعيل، أن المؤتمر يعد ركيزة مهمة في خطة تحول النظام الصحي في المملكة في ظل حرصهم على تشجيع جميع منسوبي الرعاية الصحية بالمملكة للحضور، لافتا إلى دعوة نخبة من الأطباء في مجال الرعاية الأولية، إضافة إلى طب الطوارئ، ليشاركوا تجربتهم في الرعاية الصحية العاجلة المفعلة حاليا في مختلف المناطق.
وأضاف أن المؤتمر اشتمل على عدة مواضيع علمية مهمة في التخصص، ومناقشة ما تحتاجه المملكة لتطويره.
وبين أن أهداف المؤتمر تتضمن التعريف بالرعاية الصحية العاجلة، ومدى أهميتها للفئة المستهدفة، والتي تشمل الأطباء المقيمين في مختلف التخصصات الصحية، كي يساهموا بدورهم في تطويرها، ما سينعكس على سهولة وسرعة وصول المرضى للرعاية اللازمة مع ضمان جودتها.
وأعرب عن أمله في تفعيل تخصص الرعاية الصحية العاجلة، وتدريب الأطباء في برامج زمالة ذات كفاءة عالية، لتلبية احتياجات المملكة وتحقيق رؤية السعودية 2030.
استقطاب الخبراء لتحسين الجودة
بينت الاستشاري المساعد في طب الأسرة، ورئيس اللجنة المنظمة د. بيان العجاجي، أن مركز الرعاية الطبية العاجلة، يصنف من ضمن الخدمات المساندة التي تعنى بتقديم الرعاية الطبية للأمراض والإصابات البسيطة في مرفق طبي مستقل.
وأضاف أن المؤتمر استهدف التعريف بالخدمة، وتسليط الضوء على نطاق عملها عن طريق تنفيذ ورش عمل، واستقطاب خبراء التخصص، وتوضيح أثر وأهمية مراكز الرعاية العاجلة على أجهزة الرعاية الصحية، بما يتناسب مع التحول الصحي، وتحسين جودة الرعاية المقدمة للحالات العاجلة غير الطارئة.
50 % انخفاضًا في الشرقية
أكد استشاري طب الطوارئ ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر د. رضا المؤمن، أن تجمع الشرقية الصحي الأول فعل بعض آليات تلقي الرعاية العاجلة في مراكز الرعاية الأولية، ما أدى إلى انخفاض عدد مرضى الطوارئ بنسبة 50% مع تعزيز جودة الخدمات الصحية.
وقال، إن عدد زيارات المرضى إلى أقسام الطوارئ في تزايد مستمر، والتي تقدم لهم العناية الطبية اللازمة على حسب خطورة حالة المريض، وليس حسب أولوية الوصول.
وبيَّن أن ذلك ينعكس على مدة أوقات الانتظار للمرضى ذوي الحالة الأقل خطورة وتمتد إلى ساعات، بينما تقتصر زيارتهم وعلاجهم على مدة لا تتجاوز الخمس عشرة إلى عشرين دقيقة.
وأضاف: ارتفاع الزيارات يؤكد أهمية الاحتياج لتخصص الرعاية العاجلة.
مناقشة آخر الأبحاث الطبية
عرفت الطبيب المقيم في طب الطوارئ د. منى المبيض، الرعاية الطبية العاجلة بأنها زيارة المريض بشكل غير مجدول لطبيب الرعاية الأولية، عند حاجته إلى استشارة ضرورية، لا يمكن تأجيلها لأيام للحصول على موعد.
موضحة أن المؤتمر نظم بالتعاون بين طب الأسرة وطب الطوارئ لمشاركة آخر الأبحاث، ولتسليط الضوء على أبرز المشكلات الصحية الشائعة غير الخطرة أو تشكل تهديدًا على الحياة، التي تُرى وتُعالج بشكل يومي في المراكز الصحية، ويستفيد منها أكثر من 2000 مريض أسبوعيًا.
وبينت أن المؤتمر يُشارك فيه نخبة من الاستشاريين والأخصائيين والأطباء المقيمين، في تخصصي طب الأسرة وطب الطوارئ، مضيفة إن الرياض تحتوي على 33 مركز رعاية صحية أولية، بينما تضم جدة 24 مركزًا، ومكة والمدينة 29 مركزًا، وتجمع الشرقية 11 مركزًا، والأحساء 8 مراكز.
وأشارت إلى أن جميع المراكز تعمل، إما بنظام الدوام الممتد 16 ساعة من بعد 4 مساءً، أو نظام المناوبة الذي يصل إلى 24 ساعة طوال أيام الأسبوع.
سهولة الوصول للخدمات
قال اختصاصي طب أسرة عضو اللجنة المنظمة د. مهنا العنزي، إن الرعاية العاجلة تعد من الخدمات المساندة التي تقدم الرعاية لمختلف الأمراض والإصابات البسيطة، وتُقدم في مراكز مستقلة.
وأكد أنها تلعب دورًا حيويًا مع تزايد طلب الرعاية من قبل أفراد المجتمع على مدار الساعة.
ولفت إلى تزايد أعداد مراكز الرعاية العاجلة عالميًا في السنوات القليلة الماضية، مستشهدًا بتقارير أمريكية كشفت عن زيادتها إلى 9279 مركزًا في عام 2019 عن 8774 في عام 2018 نتيجة الطلب المتزايد.
وأضاف أن المملكة تشهد خطوات متسارعة في التحول الصحي، تستهدف رفع جودة الخدمات المقدمة، وتسهل من وصولها للمستفيدين.
ولفت إلى توسع شبكة الدمام الصحية في مجال الرعاية العاجلة؛ وافتتاح مركزي بدر وغرناطة وتقديمهما خدمات للمستفيدين على مدار الساعة؛ لتقليل ساعات الانتظار على المستفيدين، وتخفيف الضغط على أقسام الطوارئ في المستشفيات المركزية.
تخفيف الضغط والازدحام على أقسام الطوارئ
أوضح استشاري طب الطوارئ وعضو اللجنة العلمية للمؤتمر د. محمد الغامدي، أن مراكز الرعاية العاجلة تؤدي دورًا حيويًا وفعالا كان له الأثر في تخفيف الضغط والازدحام على أقسام الطوارئ بصورة خاصة، والنظام الصحي عامة.
وأضاف أن التجارب السابقة في دول أمريكا الشمالية أثبتت هذا الدور، وأن الأثر بدأ في الظهور داخل المملكة منذ أن بدأ تفعيل دور الرعاية العاجلة، وأزمة كورونا كانت من الأمثلة التي تؤكد أهمية وجود تلك المراكز لخدمة مرضى الأعراض التنفسية، والأخرى العاجلة غير الطارئة المهددة للحياة.
واستشهد بالتحول في النظام الصحي الشامل، وتطوير وتحسين جودة الرعاية وسهولة الوصول للخدمات الطبية.