دخلت الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثاني، والتي من المتوقع أن يشهد بداية ساخنة في الربيع المقبل وسط توقعات متضاربة حول من يهاجم الآخر أولا بين طرفي الصراع.
يأمل الطرفان في تحقيق انتصارات عسكرية ميدانية بعد أشهر الشتاء الباردة، التي شهدت استقرار على جبهة القتال.
لماذا في الربيع؟
مصطلح "هجوم الربيع" بات بين الأكثر تداولا حول الحرب الأوكرانية الروسية، خلال الأسابيع الأخيرة، وبالمعنى العسكري التقليدي، تتطلع الجيوش في الحروب بعد الأشهر الباردة لإحداث زخم لهدف تحقيق انتصارات، بحسب موقع "بي بي سي".
وشهد القتال ثباتًا طويلا خلال الظروف الباردة في الشتاء، ومع ذلك، يبدو أن جميع الدلائل تشير إلى اندفاع روسي قادم؛ إذ حشدت موسكو مئات الآلاف من الرجال، بالإضافة إلى زيادة إنتاجها من الأسلحة والذخيرة.
رغبة في التفاوض المشروط
الوحدات الروسية في حاجة ماسة لتحقيق انتصارات بينما تسعى موسكو لإنقاذ أي نجاح من مناورتها العسكرية، في الوقت الذي استطاعت حكومة أوكرانيا ورئيسها من النجاة رغم كل الصعاب، بدعم من الدولة الغربية وحلف شمال الأطلنطي "الناتو".
يُعتقد أن روسيا بدأت بالفعل هجوم الربيع، على أمل السيطرة على بقية مناطق دونيتسك ولوهانسك الشرقية، على الرغم من أن قلة من المحللين يعتقدون أن قوات الرئيس فلاديمير بوتين لديها التدريب أو الإمدادات أو دعم الأسلحة المشتركة للقيام بذلك، بحسب ما ذكرته مجلة "نيوز ويك" في تقرير لها.
بحسب التقرير من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة هجوما ربيعا روسيا محبطا للمحاولت الأوكرانية ولكنه مكلف، والذي من المرجح أن يفشل في السيطرة على منطقة دونباس بأكملها.
وقال مارك جاليوتي، مؤلف كتاب حروب بوتين "من الشيشان إلى أوكرانيا"، إن نوع التعليقات التي نتلقاها من الجنرالات الأوكرانيين وأيضًا من محللي الدفاع الغربيين هو أنه ربما تم التعجيل بالهجوم، والذي تم إطلاقه قبل أن يتم جلب جنود الاحتياط الذين تم حشدهم لإعادة الوحدات.
وأضاف: "أعتقد أن الروس توقعوا جني بعض المكاسب، لكن لا أعتقد أنهم قادرون على التوغل في دونباس بالكامل".
أوليج إجناتوف، كبير محللي الشأن الروسي في Crisis Group بمركز الأبحاث، أكد أن جميع الدلائل تشير إلى أن الروس يعرفون أنهم في حرب طويلة الأمد، لكنهم ما زالوا يسعون لخوض المفاوضات بشروطهم الخاصة.
وبحسب التقرير فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يريد المتابعة في تحقيق الهدف عبر الوسائل العسكرية لأنه ليس لديه خيارات، ولا يزال يراهن على تراجع الغرب والموافقة على التفاوض.
#روسيا تعلن شروط التفاوض مع #أوكرانيا https://t.co/WOAbOgS0j0 #اليوم pic.twitter.com/1KAsLIgDb9— صحيفة اليوم (@alyaum) February 25, 2023
هجوم أوكراني مضاد
في منتصف فبراير الجاري، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه يتوقع أن تشن أوكرانيا هجومًا عسكريًا جديدًا هذا الربيع لمواجهة الهجمات الروسية، بينما أكد لحكومة كييف أن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين ما زالوا مصممين على دعمهم لجهودها الحربية.
وقال أوستن في بروكسل في اجتماع لوزراء دفاع الناتو لمناقشة تنسيق المساعدة العسكرية الجديدة لأوكرانيا "الكرملين ما زال يراهن على أنه يمكنه انتظار خروجنا". يتم إرسال المزيد من الأسلحة كل يوم، لكن كييف تطلب من الحكومات الغربية إرسال طائرات مقاتلة متقدمة ، وهو أمر يدرسه الغرب."
قال أوستن: "ليس لدي أي إعلان لأدلي به اليوم". وأضاف: "ما تريد أوكرانيا القيام به في اللحظة الأولى الممكنة هو خلق أو خلق الزخم وتهيئة الظروف في ساحة المعركة التي لا تزال في مصلحتها".