يؤكد المحلل النفسي الشهير كارل يونج، أن الصحة النفسية نمط حياة يتكوَّن من عدّة عادات إيجابية تظهر في سلوك الإنسان اليومي، ويمكن تعريف "العادة" بشكل مختصر من ناحية نفسية، أنها أنماط معتادة ومكتسبة ومتكررة للفرد من السلوك.
ومن تلك العادات الصحية الغذاء الصحي والتفكير الحكيم والضبط الانفعالي والتواصل والحوار الإيجابي، كلها مجتمعة تشكّل هوية الإنسان الاجتماعية والنفسية، وتصبح سمات أو طبعًا يتميَّز به، وينعكس على كل جوانب حياته الاجتماعية.
تقليل الصراع والكدر الزواجي
يقول المتخصص النفسي ناصر الراشد، إن الأزواج يتبادلون خبراتهم العاطفية، وهي التي ترسم خارطة الحب في العلاقة الزوجية، وكلما كانت هذه الخبرات ناضجة وأصيلة في شخصية كلا الزوجين، سهل ظهورها وتبادلها.
وأضاف الراشد: الدعم المتبادل بين الزوجين من الاستراتيجيات السلوكية التي تُسهم في تقوية العلاقة بين الأزواج، واستمرار الاستجابات الفعالة التي ترفع مستويات الرضا بمرور الوقت، وهو شعور إيجابي ينعكس أثره على مختلف جوانب العلاقة الزوجية، ويقلل حدوث الصراع والكدر الزواجي.
نمط تفكير متفائل
يتميّز الأزواج السعداء بنمط تفكير متفائل، وهنا لا بدَّ من إيضاح معنى "التفاؤل" وكيف يؤثر بشكل إيجابي في العلاقة الزوجية.
مارتن سليجمان، عالم النفس الأمريكي، أشار إلى أهمية النمط التفاؤلي كأحد المتغيّرات الأكثر روعة التي تُسهم في المرونة، وهناك طريقتان أساسيتان يقيَّم من خلالهما التفاؤل في علم النفس الإيجابي، إحداهما يطلق عليها "التفاؤل التبعي"، وتعني الاعتقاد الأساسي أو التوقع بأن الأشياء الجيدة سوف تحدث، وأن العالم جيد، والناس جيدون، وهو اتجاه نحو الحياة الإيجابية.
وهناك بُعد آخر للتفاؤل، وهو مستقر مقابل غير مستقر، فعندما يحدث أمر ما، هل يميل العقل إلى التركيز على الأسباب المستقرة للمشكلة، أم الأشياء غير القابلة للتغيير، الدائمة، والتي لا يمكنك فعل أي شيء بشأنها؟ أم أن عقلك يميل إلى التركيز على الأسباب غير المستقرة للمشكلة؛ الأشياء العابرة والمؤقتة، والتي يمكنك ممارسة بعض السيطرة عليها و تغييرها؟
لذا فإن عقلية التفاؤل سوف توثر في نظرة الأزواج للمواقف المختلفة والضغوط التي ربما تحدث في علاقتهم.
