أصبحت تكاليف الغذاء المتزايدة تمثل مشكلة ضخمة أمام المستهلكين في كل أنحاء العالم بدون أي مبالغات، ويعود السبب وراء ذلك إلى الإرتفاع القياسي لمؤشرات أسعار الغذاء، مما جعل الذهاب إلى البقالة وابتياع الأغراض الأساسية رحلة ثقيلة على نفوس الأسر في كل الدول تقريباً.
لكن دائمًا لاتبدو الصورة بالغة القتامة، فبينما تعاني أسواق التجزئة التقليدية من تراجع البيع المباشر وجهاً لوجه، تنتعش أسواق أخرى في أوقات الأزمات، ومن ذلك، انتعاش الطلب على سوق توصيل الطلبات.
ويقول موقع" ترايدنج بلات فورمز"، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة "اليوم" أبرز ما جاء فيه، إنه رغم تضخم أسعار المواد الغذائية، إلا إن سوق توصيل طلبات الطعام عبر الإنترنت يشهد رواجًا، بل ومن المقرر أن تتضاعف إيراداته مع تنامي عدد مستخدميه.
سوق توصيل الطلبات
بحسب بيانات "ترايدنج بلات فورمز" يشهد سوق توصيل الطلبات الخاصة بالطعام من خلال الإنترنت قفزة مذهلة، تشير إلى توسع كبير في السوق. ويُتوقع أن يصل عدد المستخدمين وطالبي الطلبات لأكثر من 2.85 مليار شخص في عام 2023، بما يفوق العام الماضي بـنحو 350 مليون شخص.
ويعد الأمر اللافت في هذا السياق، هو ما تشير إليه التوقعات من "ترايدنج بلات فورمز"، والتي ترى إن أسواق آسيا ستحل في المقدمة، بنسبة تصل إلى الثلثين من جميع الطالبين (المستهلكين) في العالم.
وقال الموقع: "أدى ظهور تطبيقات جذابة وسهلة الاستخدام وشبكات الموصلين المدعومة بالتكنولوجيا، إلى جانب توقعات المستهلكين المتغيرة، إلى قفزة في سوق توصيل الطعام، بما حولها إلى صناعة ضخمة تقترب من التريليون دولار".
كما يمكن القول إن السبب الآخر في هذه الطفرة للصناعة هو ظهور وباء فيروس كورونا، الذي دفع مليارات البشر إلى التحول إلى الطلب من خلال الإنترنت، وهو ما وصفه مختصون بأن قطاع الطلب من خلال الإنترنت أصبح شريان حياة لنسيج ممتد من المطاعم والعلامات التجارية الكبيرة.
خدمة الطلب عبر الإنترنت
لا يتوقف استخدام خدمة الطلب من على الإنترنت على المطاعم، ولكن يمتد ذلك إلى خدمة الشراء من البقالات والهايبر ماركات والأسواق والمراكز البيعية الكبيرة لسلع التجزئة، وهو الأمر الذي يُترجم إلى توقعات بتضاعف العدد الإجمالي للمستخدمين في 4 سنوات.
وفي ذات السياق، قالت منصة شركة "ستاتيستا ديجيتال ماركت إنسايت" إنه في عام 2019، استخدم حوالي 1.37 مليار شخص في العالم خدمة توصيل المأكولات عبر الإنترنت. وبحلول نهاية عام 2021 ، قفز هذا الرقم إلى 2.31 مليار ويستمر في الارتفاع.
في العام الماضي، استخدم أكثر من 2.5 مليار شخص في العالم خدمات توصيل الطعام والمأكولات، لكن شركة "ستاتيستا"، تتوقع أن يرتفع هذا العدد بمقدار 350 مليونًا أخرى ليصل إلى 2.85 مليار هذا العام.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبحلول عام 2027، ستتوسع الصناعة أكثر وأكثر ليصل حجم مستخدميها لأكثر من 3.8 مليار شخص.
وحول السبب الرئيسي للزيادة الضخمة لهذه الصناعة في آسيا، يرجع الأمر لارتفاع عدد السكان بشكل أساسي، حيث تظل منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إلى حد بعيد، أكبر سوق لتوصيل الطعام عبر الإنترنت والمأكولات بالعالم، حيث تمثل ما يقرب من ثلثي جميع المستخدمين في كل الدول، بما يفوق حتى أمريكا والدو المتقدمة الأخرى.
خدمات توصيل الطعام
في العام الماضي، استخدم أكثر من 1.6 مليار شخص من المنطقة خدمات توصيل الطعام.
ومن المتوقع أن ينمو هذا الرقم بأكثر من 50% ليصل إلى 2.45 مليار بحلول عام 2027.
ومن المقرر أن تشهد الأسواق الأوروبية والأمريكية نموًا مماثلاً في هذه الفترة، كما لايتوقف الأمر على آسيا، لأن عدد مستخدمي خدمات توصيل الطعام سيتضاعف في إفريقيا كذلك.
وترى التحليلات، إن صناعة توصيل الطعام والمأكولات عبر الإنترنت ستقفز مؤكدة بصمتها العالمية كصناعة تريليونية خلال العام المقبل.
عائدات توصيل الأغذية العالمية
تستمر الصناعة في التنامي مع نمو عدد مستخدميها ما يعني تحقيق نمو مذهل في الإيرادات. وبين عامي 2019 و2022، قفزت عائدات توصيل الأغذية العالمية بنسبة مذهلة بلغت 133% لتصل إلى 770 مليار دولار.
وتتوقع "ستاتيستا" أن يشهد عام 2023 نموًا بنسبة 20%، وقفزة لللإيرادات لتصل إلى نحو 910 مليار دولار.
أخيرًا، سيأتي أكثر من ثلث إجمالي الإيرادات في عام 2023، أو ما قيمته الدولارية 354 مليار دولار، من الصين، لتكون أكبر سوق لتوصيل طلبات المأكولات في العالم.
وبعدها أمريكا، بإيرادات تصل إلى 231.3 مليار دولار. وخلفهما، تأتي المملكة المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، بإيرادات تبلغ 39 مليار، 38.3 مليار، و35.2 مليار دولار على التوالي.