قالت مجلة "بوليتيكو"، إن ألمانيا فشلت طوال العام الماضي في الوفاء بتعهدها بالتحول في سياساتها الدفاعية.
وبحسب مقال لـ"ماثيو كارنيتشنغ"، بعد مرور عام على إعلان المستشار أولاف شولتس تغييرًا جذريًّا في السياسة الدفاعية لألمانيا، تظل السياسة الأمنية لبرلين كما كانت دائمًا.
فَجر جديد
أشار الكاتب إلى أن شولتس أعلن أمام البرلمان بعد 3 أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا عن فجر جديد في السياسة الأمنية الألمانية.
وأوضح أنه تعهد حينذاك بتخصيص 100 مليار يورو لصالح الجيش، أو نحو ضعف ميزانية الدفاع الألمانية السنوية، من أجل تحديثه.
وتابع: لكن بعد مرور عام، أصبح من الواضح أن أفضل طريقة لوصف هذا التعهد بالهراء.
أولويات مختلفة
مضى ماثيو كارنيتشنغ يقول: حتى الآن، التزمت ألمانيا بنحو 30 مليار يورو من أصل 100 مليار يورو، حسبما قالت الحكومة الأسبوع الماضي، ومع ذلك، تشمل الأموال المخصصة نحو 13 مليار يورو للطائرات المقاتلة ذات القدرات النووية وطائرات الهليكوبتر للنقل التي خططت ألمانيا لشرائها قبل حرب أوكرانيا.
وبحسب كاتب المقال، فإن أولويات المستشار الألماني توجد في مكان آخر.
واستطرد: عندما حذر المحللون في الخريف الماضي من أن التضخم المرتفع سيلتهم مبلغ الـ 100 مليار يورو إذا لم تنفقه الحكومة بسرعة.
تقليص الطلبات
وأشار ماثيو كارنيتشنغ إلى أن وزارة الدفاع بدلًا من أن تتعهد بسد الفجوة، قلصت ببساطة قائمة طلباتها، بما في ذلك فرقاطتان للبحرية الألمانية.
وتابع: في نفس الوقت تقريبًا، أقرت الحكومة حزمة بقيمة 200 مليار يورو لدعم فواتير الطاقة الألمانية، وهي مبادرة تتناسب جيدًا مع الناخبين، ولكنها لا تفعل شيئًا من أجل أمن البلاد.
ولفت إلى أنه من الإنصاف القول إن نقطة التحول التي كان يتحدث عنها شولتس كانت تدور حول تغيير عقلية ألمانيا بشأن القضايا الأمنية بقدر ما كان يتعلق بـ الإنفاق العسكري على الجيش.
مخاوف شولتس
ونوه ماثيو كارنيتشنغ بأن إلقاء نظرة على خطاب شولتس يتضح أنه كان يخشى من أن أوكرانيا ستنهار في غضون ساعات، وأن روسيا قد تتمركز قريبًا على الحدود الأوكرانية مع بولندا.
وتابع: منحت مرونة أوكرانيا شولتس مجالًا أكبر للتنفس بشأن إعادة النظر في السياسة الدفاعية وكذلك بشأن مسألة إرسال مركبات ودبابات مشاة قتالية إلى أوكرانيا، وهو ما رفض القيام به لمدة عام تقريبًا، خوفًا من التصعيد.