أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى تراجع الحماس في الغرب لتحقيق نصر عسكري حاسم في أوكرانيا.
وبحسب تحليل لـ "إيشان ثارور"، يتركز الاهتمام في بداية السنة الثانية للحرب على أوكرانيا على الكيفية التي ستنتهي بها.
اختبار للإرادات
ومضى الكاتب يقول، أوضح بايدن وأغلب نظرائه في حلف الناتو أن الحكومات الغربية ستدعم أوكرانيا طالما أن الأمر يتطلب ذلك لطرد القوات الروسية من أراضيها.
وأضاف: يريد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن يواصل الغرب إمداد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة.
وتابع: مع استمرار الحرب، يجري الآن اختبار للإرادات. على سبيل المثال، كتب فرانس تيمرمانس، نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية أنه يجب أن يكون هدف الجميع الوصول إلى نهاية سريعة للقتال.
وأردف إيشان ثارور: مع رحلة بايدن إلى كييف ووارسو، لا يزال من غير المؤكد أن الغرب الموحد سيتراجع أولًا.
صراعات استنزاف
لفت إيشان ثارور إلى أن المرحلة الحالية من الحرب تجري عبر صراعات استنزاف، مع تعثر الصراع وعدم قدرة أي من الطرفين على توجيه ضربة حاسمة.
وأضاف: تشن أوكرانيا معركة تقليدية من أجل الأراضي، بينما تبنت روسيا نهجًا أكثر وحشية، بما في ذلك الغارات الجوية المستمرة على المناطق المدنية.
واستطرد: لا تزال كييف وحلفاؤها الغربيون يعلنون عن رغبتهم في تحقيق نصر كامل واسترداد كل شبر من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي ضمها الكرملين في عام 2014.
نتيجة غير محتملة
لكن سرًّا، أقر بعض المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين أن هذه النتيجة غير محتملة.
وأردف الكاتب: في حين أن الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا ثابت، فإن التعقيد في الحصول على معدات جديدة مثل دبابات القتال وتجهيز القوات المسلحة الأوكرانية لاستخدامها أدى إلى تأخيرات كبيرة.
نتائج عكسية
لفت إيشان ثارور إلى أن ذلك قد يؤثر على الواقع على الأرض، حيث تلوح في الأفق معارك الربيع الجديدة، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأمور على المحك ويخشى بعض المحللين من أن الإفراط في الحماسة لدى كييف وداعميها قد ترتد عليهم بنتائج عكسية يومًا ما.
ونقل عن تشارلز كوبتشان، الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية، قوله، زيلينسكي زعيم ملهم وفعال في زمن الحرب، لكنه يخاطر بالإفراط في الوعود، وربما تقييد يديه سياسيًا إذا احتاج إلى تقليص أهدافه الحربية.
ويختم كوبتشان قائلا، ينطبق الأمر نفسه على قادة الناتو الذين قد يندمون هم أيضًا على المبالغة في الأهمية الاستراتيجية لانتصار أوكرانيا في حال احتاجوا في النهاية إلى أن يشرحوا لناخبيهم لماذا لا يفعلون المزيد لمنع كييف من التقصير في هزيمة روسيا واستعادة السيادة الإقليمية الكاملة.