وافق الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي على اقتراح من الاتحاد الأوروبي لتطبيع علاقاتهما الثنائية المتوترة منذ فترة طويلة، حسبما قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يوم الاثنين، بعد محادثات وساطة في بروكسل.
وأضاف الرئيس الصربي إن هناك حاجة الآن إلى مزيد من المفاوضات لتنفيذ الاتفاق الذي قد يُبرم بحلول نهاية شهر مارس.
تعهدات بعدم اتخاذ إجراءات أحادية تؤدي إلى توترات
قال بوريل إن الجانبين تعهدا بعدم اتخاذ إجراءات أحادية يمكن أن تؤدي إلى توترات وتعرض الاتفاق للخطر، مضيفًا أن فوتشيتش وكورتي أظهرا سلوكا مسؤولًا، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق هو قبل كل شيء لمواطني كوسوفو وصربيا.
وأوضح أن الاتفاق ينص على تنقل الأشخاص بحرية بين كوسوفو وصربيا بجوازات سفرهم وبطاقات هويتهم ولوحات أرقام سياراتهم، وأنه قد يفتح آفاقًا اقتصادية جديدة، ويجذب المزيد من الاستثمارات في كوسوفو وصربيا.
وأضاف أن من شأنه أيضًا أن يعزز التجارة، لأن الشهادات التي كانت مطلوبة في السابق للواردات والصادرات لم تعد ضرورية، بالإضافة إلى ذلك، ينبغي حماية حقوق الصرب في كوسوفو على نحو أفضل.
إطلاق نار على الحدود بين #كوسوفو و #صربيا.. ماذا يدور بينهما؟ #صحيفة_اليوم #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم https://t.co/hVHaDid7LA pic.twitter.com/0ZBxhyoekI— صحيفة اليوم (@alyaum) August 1, 2022
كوسوفو أعلنت استقلالها عن بقايا يوغوسلافيا عام 2008
كانت كوسوفو، التي يقطنها اليوم الألبان بشكل حصري تقريبًا، تنتمي إلى صربيا، وبعد انتفاضة مسلحة لألبان كوسوفو وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من قبل قوات الأمن الصربية، قصف حلف شمال الأطلسي (ناتو) ما كان آنذاك بقايا يوغوسلافيا، المكونة من صربيا ومونتينيجرو، في ربيع عام 1999.
وفي الفترة من عام 1999 إلى عام 2008، أدارت بعثة الأمم المتحدة للإدارة المؤقتة في كوسوفو الإقليم، وفي عام 2008 أعلنت البلاد نفسها مستقلة.
ولا تزال صربيا لا تعترف بهذه الخطوة وتطالب بالسيادة على أراضيها، ولم تؤد الجهود الدبلوماسية التي بذلها الغرب إلى أي تطبيع كبير للوضع في السنوات الأخيرة.
تصاعد التوترات مرة أخرى في نهاية عام 2022
تصاعدت التوترات بين الصرب والألبان في شمال كوسوفو مرة أخرى في نهاية عام 2022، بعد اعتقال شرطي سابق من أصل صربي بتهمة التحريض على الهجمات ضد مسؤولي اللجنة الانتخابية.
وردًا على ذلك، أقام الصرب المتشددون حواجز في عشرات النقاط في المنطقة، وأغلقوا الطرق المؤدية إلى معبرين حدوديين إلى صربيا.
وكانت ألمانيا وفرنسا قدمتا خطة وساطة جديدة في الخريف، تبناها الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق.