كثيرة هي المقاطع التي تمر علينا يوميا، ولكن قليلا منها ما يسترعي الانتباه، إما لكون ما يمر لا يتعدى الضحك والترفيه أو لأنه يحمل فكرة ضعيفة لا تستحق الانتباه لها، ومما استرعى انتباهي مقطع فيديو أنتجته بلدية محافظة الشماسية في منطقة القصيم لفكرة جميلة وإبداعية تطبقها وتقوم على أساس: وضع صندوق خاص للتخلص من النفايات الموجودة في السيارة بأسلوب سهل ومبتكر، الصندوق موجود على الطريق وما على السائق إلا المرور بجانبه بسيارته ووضع النفايات فيه، وبعد وضع النفايات يعطي الصندوق السائق كيسا آخر صديقا للبيئة، وبهذا يتخلص قائد السيارة من النفايات الموجودة ويساعده الصندوق بالكيس الهدية في قادم أيامه، ونفايات السيارة أزمة تسبب أزمات، فقائد السيارة يعاني من هذه النفايات وقد يتأخر وجودها في السيارة لأنه يبحث عن المكان الملائم لها، أو يبحث البعض عن الحل الأسرع والأسهل فيفتح النافذة ويلقيها دون مراعاة لأي ذوق، وهذا ما قد نراه من البعض، وهم قلة «ولله الحمد»، ولكن وجودهم مزعج.
صندوق بلدية الشماسية فكرة جميلة تسهم ولا شك في التخلص من مشكلة، وتعطي رسالة توعوية حضارية جميلة حتى للأبناء الراكبين في السيارة، وتحافظ على نظافة المدينة والبيئة.
شكرا لبلدية محافظة الشماسية على هذه الفكرة الإبداعية، وما أحوجنا إلى الإبداع في كل مؤسسة من مؤسساتنا، وأتمنى أن نرى هذه الفكرة وأخواتها في كل بلدية من بلدياتنا.
وليت وزارة الشؤون البلدية والقروية تضع جائزة سنوية للأفكار الإبداعية التي تحقق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وتسهم في جودة الحياة، ولا يمكن أن تتميز الحياة بغير نظافة.
طبعا مثل هذه الأفكار الإبداعية لن تخلو من مقاومي الإبداع، وسيبحث البعض عن جوانب النقص، وسيجدون؛ لأنه لا توجد فكرة إبداعية في بداياتها بدون جوانب تحتاج إلى تحسين، وإن لم يجدوا فسيقولون: تركوا ما هو أهم وركزوا على مثل هذا! وسيبدأ في سرد قائمة من الملاحظات البعيدة عن موطن التميز.
لن أقول: أعان الله المبدعين، بل أقول: أعان الله المتفرغين للنقد، أما المبدع فسيسير ولن يلتفت لمن لم يجد غير النقد.
@shlash2020