تزخر المنطقة الشرقية بكثير من الفرص الاستثمارية التي تعزز موقعها كوجهة صناعية وسياحية وتجارية على مستوى عالمي، خاصة أنها تمتلك أحد أكبر الشواطئ التي يمكن استغلالها في المجالين السياحي والنقل، سواء لقربها من دول الخليج العربي أو انفتاحها على الأسواق الآسيوية الضخمة، وتلك ميزات يمكن استثمارها بما يجعلها مهيأة أكثر لعلاقات تبادل مثمرة للمنافع على المدى الطويل.
مؤخرًا طرحت أمانة المنطقة الشرقية عددًا من الفرص والمشاريع الاستثمارية في شاطئ نصف القمر، بمساحات استثمارية تجاوزت 3 ملايين متر مربع، وذلك يمثل أكبر طرح من نوعه بالشواطئ، ولا ينعكس مردوده على الأمانة وحسب وإنما على كثير من الجهات الأخرى ذات الصلة بالحركة التجارية والنشاط السياحي والترفيهي، إضافة للنقل البري والبحري والجوي.
اعتقد أن الكرة الآن في ملعب المستثمرين لاغتنام فرصة مثالية للتوسع في استثماراتهم التي تتناسب مع القيمة الاقتصادية لما تم طرحه، ويحقق القيمة المستدامة المرجوة، فصناعة السياحة أصبحت أحد أكثر القطاعات عالية العائد في واقعنا الراهن، وبالنظر إلى التوجه لإثراء السياحة الداخلية واستقطاب السياح من دول الخليج المجاورة، فهناك ولا شك قيمة كبيرة في هذا الاستثمار الواعد.
لا تتوقف مزايا المنطقة الشرقية عند امتداد شواطئها وانفتاحها على أسواق الجوار، وإنما لديها كذلك حضاراتها وتراثها وإرثها العريق الذي يحتاج العالم من حولنا لزيارته والتعرف عليه من قرب، ومع توافر البنية التحتية يمكن تأسيس منشآت على أعلى المستويات لاستقطاب الأفواج السياحية، وبحسب إحصاءات أمانة المنطقة الشرقية، فهناك عدد كبير من المشاريع والفرص الاستثمارية في المنطقة تتجاوز قيمة استثماراتها 6 مليارات ريال، جميعها تدعم التوجهات لاستثمارات جديدة ومتجددة تمثل إضافة نوعية وكمية للاستثمار في الشرقية.
وحين ننظر إلى ما يتم تقديمه من تسهيلات وحوافز للمستثمرين، فإن الباب مفتوح على مصراعيه من أجل التوسع الاستثماري وتغيير الوجهات السياحية إلى الداخل من خلال منظومة مرافق ومنشآت تواكب أحدث التطورات العالمية، لذلك فإن مثل هذه الإنشاءات في شواطئنا الجميلة تعزز صناعة السياحة وما يتبعها من أنشطة في غيرها من الصناعات من واقع الإقبال المتوقع على استكشاف تاريخ وحضارات المنطقة، والاستمتاع بشواطئها الفريدة والمميزة؛ ما يعني حراكًا في قطاعات الصناعة والتجارة والنقل والعقار والصحة وغيرها.