معرضان افتتحا في ليلتين متتاليتين ومكانين مختلفين، الأول بعنوان (شرقيات) وأقيم في (مركز الشرقية - سايتك) بالخبر، والثاني (من الأرض) وافتتح في إحدى قاعات مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالظهران، وأقيم بالمشاركة والتعاون بين المركز وجمعية الثقافة والفنون بالدمام، وقد خضع لإجراءات تحكيم واختيار من لجنة متخصصة. قدمت فيه أعمال متنوعة بين فنون الرسم والتصوير والأعمال المفاهيمية وعموم الميديا، بمعنى أن مجال المشاركة كان متاحا لأي فكرة تلامس الموضوع. أما معرض شرقيات فكان متاحا لجميع فئات ومستويات ممارسي الرسم والمشغولات اليدوية الحرفية، وقد كان لذلك أثره في عدد المعروض ونوعه.
الأمر المشترك في المعرض هو الفرح الذي وجدته لدى المشاركات والمشاركين. والمستوى الفني في (شرقيات) أقل من المتوقع مع تجربة عدة معارض استضافتها أو احتضنتها قاعة سايتك. تتنوع الأعمال بين الرسم من صور أو الرسم الخيالي أو الاهتمام بالجوانب الإبداعية وامتلاك الأدوات الفنية، وعلى خلاف (من الأرض) الذي تميز بالعناية في طريقة تقديم الأعمال والتجارب مع اختلافها من ناحية الأدوات أو التوجه، وأرى أن مثل هذه المعارض التي تهتم بكل أنواع الفنون هي الأقرب إلى المطلوب في هذه المرحلة التي تشهد تحولا واضحا نحو الميديا والأعمال الموصوفة بالمعاصرة في عدد من مناسباتنا الفنية كبينالي الدرعية أو بينالي الفنون الإسلامية أو غيرهما، مع وجود مقابل لذلك في القاعات الخاصة التي قامت أساسا على لوحة الحامل، ورحّب بعضها بالمتغير الجديد في حدود عدم التفضيل والانحياز، واستيعاب كل أشكال الفنون. معرض (من الأرض) هو شكل من المعارض المطلوبة على مستوى البلاد عامة وفي كل المشاريع والمناسبات التي تقدم فنا وإبداعا محليا أو خارجيا يلامس الذائقة العامة ولا ينحاز إلى شكل واحد فقط.
[email protected]